يُعد شهر مارس من كل عام، شهرًا خاصًا بالمرأة، حيث يتضمن مناسبات عديدة تخص المرأة من بينها اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق يوم 8 مارس، ويوم المرأة المصرية والذي يوافق يوم 16 مارس، وعيد الأم الذي يوافق يوم 21 مارس.
ففى هذا الشهر لا ننسى الفيلسوف المصرى "قاسم أمين"، رائد حركة "تحرير المرأة"، ويُعد تاريخيا من "النسويين الأوائل" فى العالم العربى، حيث اشتهر بدعمه الدائم للمرأة، ودعوته المستميته لحقوق المرأة.
وُلد قاسم أمين في عائلة تتميز بالارستقراطية،، حيث كان والده عثمانيًا، وحصل على شهادة في القانون في سن الثامنة عشر، ثم التحق بالجيش ليحصل على مرتبة عسكرية، ثم غادر الى فرنسا ليدرس فى جامعة مونبلييه، حيث اثقل تفكيره بالاطلاع وبالمعارف السياسية والقانونية الغربية.
كان نصير المرأة مفكرًا ثوريًا، ورفض سيادة الرجل على المرأة وتقسيم المجتمع إلى مجتمعين، وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده فى الاصلاح، حيث كان يرى أن هناك الكثير من العادات الخاطئة لا تنبع من الدين الاسلامى، كما دعا إلى تعليم النساء حتى المرحلة الابتدائية فقط، وايضا الى تعديل تشريعات الطلاق وتعدد الزوجات، على الرغم من إيمانه بتحرير المرأة الا ان لديه ايمانًا كاملًا بالسيطرة الأبوية على النساء.
نشر قاسم أمين كتابًا بعنوان "تحرير المرأة" بإشراف الإمام محمد عبده، الذي تتلمذ قاسم على يديه، والذى دعا فيه إلى تحرير المرأة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا وتلقى الكثير من الانتقادات في الصحف والصحافة، ورغم ذلك فقد اكتسبة سمه شهرة واسعه، وبدأت بعض فئات المجتمع فى تداول تصريحاته المؤيدة للمرأة، ثم ترجم هذا الكتاب، وانتشر على نطاق واسع، وعلى اثرها تفجرت خصومة بينه وبين طلعت حرب،فى عام 1889، فرد عليه طلعت حرب بكتاب "تربية المراة والحجاب"، فجاء فى الكتاب الأخير أن الناس يرفضون أفكار قاسم أمين لأن رفع الحجاب والاختلاط أمنية تتمناها أوروبا منذ قديم الأزل لهزيمة مصر من خلال تحرر نساؤها.
رحل قاسم أمين، في 23 أبريل عام 1908؛ حيث لا يزال رحيلة لغزًا محيرًا، بين وفاته بنوبة قلبية، ام مات منتحرًا، كما زعم صديقة زعيم الأمة سعد زغلول باشا.