نظرة من نافذة على الجنة
(1)
أنا تلميذة للقديس "توما"
لذلك أفرغتُ كأسي من الخيال
علمني:
أن الأشجار لا تغادر موطنها
أن الحيتان لا تروض طفولتها على الحياة البرية
أن كل الكائنات الحية تترمم بالتقادم
أن الجماد لا يصلح للتنفس
أن بعض الأوقات لم تكن متاحة لانتزاع الخلايا المسرطنة في الأجسام
أن الهواء الطري قد يكون أحيانًا ملوثاً بالغازات السامة
فأدرك أن الجحيم يتلحفني بضراوة
لم يسنح لى حتى إلقاء نظرة من نافذته على الجنة
(2)
مازلت حيًّا
لديك قليل من الأكسجين
تنفس أوجاعك داخل ذاكرة سمكة.
(3)
لا تعلق أسرارك على النافذة
فيقذفك بها العالم
(4)
جميعهم يأكلون اللحم النيِّئ
لا يختلفون عن كائنات الزومبي
يتفوهون بالحب
لكنهم لا يبغون طهيه على نار هادئة
لم يكن فيهم حضنًا رطبًا
ولا ضميرًا يقظًا
لسنوات طويلة
أدرب الشعر على التنويم المغناطيسي
أطارد الأحلام حيث تختبئ
لتقبضها يدي
أصنع فيه اشخاصًا من الماكيت
وأماكن من كراتين الحلوى،
وفلسفة بروح تحكم ذلك العالم الصغير
لكن المحاولات لم تثمر شيئًا
حتى أصبح الشعر خزينة معبئة بألم الشعراء
أنا الآن لا أبكي بل أضحك
تسير الجراح فى شكلها الانسيابي
كأن شيئًا لم يكن
(5)
لدينا أخطاء كثيرة
يمحوها رويدًا ذلك الخطأ الفادح
الذي يجمعنا سويًّا.
(6)
بعينين فاغرتين ألقِ نظرة علیٰ :
أوجاعك المترممة
أفراحك الباهتة خلف قطعة كربون
رغائبك المتراصة على نهد امرأة
نغمة صلبة في أذنك
حروبك المربوطة في سيقان السمان البرية
عربة قمامة تجر أحلامك الشعبية إلى النفايات
كل هذا لا يعادل جموحك الذي سرقك مني.
(7)
جميعهم يبصقون فِطرياتهم على قلبك
فلا تأمل أن هناك مَن يزيح عنك العفن
(8)
"يااااااااااااه"
لو كان الحب في حوزة الباعة الجائلين
لاشتريتُ نوعًا عاليَ الجودة
أعوض به خسائر العمر الذى انصرم بدونك