الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

المخرج عمرو دوارة: «قمر الغجر» الـ67 فى مشواري المسرحي.. والعرض يُلقي الضوء على أحداث غزة

المخرج د. عمرو دوارة
المخرج د. عمرو دوارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعرب المخرج الدكتور عمرو دوارة، عن سعادته بالعودة مرة أخرى بعد توقف دام 10 سنوات، وذلك بسبب ثورة يناير، ووباء كورونا، ليقدم عرضًا غنائيًا استعراضيًا بعنوان «قمر الغجر»، والذي يُعد العمل الـ67 في مشواره المسرحي، فيضم العرض 30 ممثلًا من جميع الأدوار، إلى جانب 30 راقصا وراقصة.

وأضاف «دوارة» في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أنه بمجرد قراءته للنص أعجب به للمرة الأولى، وقدم له دراسة وتقديم في مطبوعات نصوص مسرحية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، فأجواء النص دفعه لتقديمه في المكان المناسب، ولأن الفرقة الغنائية الاستعراضية في معناها الغناء والاستعراض الهام جدًا في نسيج العرض المسرحي، فعلى الفور تم الاتفاق مع البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية لتنفيذ العمل ضمن خطته الإنتاجية.

وأشار «دوارة»، إلى هذا النص يتناول ثلاثة أجواء، الأولى لطلاب الفنون الجميلة أثناء إعدادهم مشروع التخرج، وذلك عبر رحلة ساحلية تضم قريتين الصيادين، والغجر من حيث عاداتهم، وتقاليدهم، وثقافتهم المختلفة، فقد شاهدنا أجواء الصيادين، والغجر، وطلاب الجامعة، فأعدّ الأشعار سعيد شحاته، والألحان أحمد الناصر، والاستعراض محمد زينهم، والديكور للدكتور محمد سعد، والملابس للدكتورة مروة عودة، بالإضافة إلى الفنان ضياء داوود، الذي قدم مجموعة من المشاهد عبر شاشة المسرح.

وأوضح «دوارة»، أنه قام بإعداد وإعادة صياغة النص من جديد، فكان حريصًا على تقديم حياة هؤلاء الصيادين وانطباعاتهم ومعاناتهم، بالإضافة إلى انطباع الغجر وبداية تاريخهم، فهناك بعض الأعمال التي قدمت حياة الغجر قبل سابق، لكن ليس بهذا التقديم والغوص أكثر في حياتهم، وأشغالهم، ومواهبهم.. إلخ.

فمن خلال الغناء والاستعراض وشاشة المسرح قدمنا هذا العمل المتناغم، في حين يُعد هذا العمل الأول الذي يلقي الضوء على أحداث غزة ومعاناة الأشقاء الفلسطينيين إجراء الأعمال اللاإنسانية التي تتم في المنطقة، والانتهاكات الإنسانية للأطفال والشيوخ، والنساء، والمدارس، والمستشفيات، فيضم العمل أيضًا جزءا عن أحداث غزة، إلى جانب إلقاء قصيدة للشاعر سعيد شحاته عن مصر عبر شاشة المسرح من وجهة نظر الصيادين، والغجر، وطلاب الجامعة، فهناك روح وطنية يبثها أبطال العرض من خلال المسرحية.

وأشاد «دوارة» بكل أبطال العمل، فعلى مستوى الغناء هناك الفنان بهجت لطفي، ومحمد حجازي، ونهلة خليل، بالإضافة إلى الفنانة ميرنا وليد التي تجيد الرقص والغناء أيضًا، وبمشاركة الفنان علاء حسني، وأحمد السباعي، بالإضافة إلى الفنان محمد زينهم، الذي يُعد إضافة فنية للعرض سواء في الثنائيات الغنائية أو المجاميع الاستعراضية، فيضم العرض 13 استعراضًا متنوعًا لعدد كبير من فناني الفرقة يخلق حالة من الانسجام والتناغم.

ومنذ افتتاح العرض يلقى قبولًا كبيرًا ويحقق إيرادات جيدة، ومن حيث شاشة المسرح فقد استطاع الفنان ضياء داوود تقديم بعض المشاهد المميزة في صورة بصرية ممتازة تخدم العمل ذاته وتعد جزءًا أصيلا منه، بالإضافة إلى بث جزء مهم عن حياة الغجر في العالم كله من حيث عاداتهم، وتقاليدهم، واحتفالاتهم، إلى جانب أحداث غزة أيضًا.

فالمخرج الشاطر هو من يُجيد توظيف كل مفردات العرض في حالة من التناغم والانسجام، بمعنى أنه لا يمكن اقتطاع أغنية او استعراض من داخل العمل، فهما جزء أساسي في نسيج الدراما، ويُعد من أهم مواصفات نجاح أي عمل فني.

وعلى مستوى الديكور لقد لاحظنا ذلك في مشهد الجبلين، فقد ساعدت شاشة المسرح في إيصال الصورة البصرية للمتفرج وكأنه يتجول بينهما، وكذلك قهوة الصيادين، وإحدى الفنادق المميزة.

كل ذلك يخلق حالة من التكامل في نسيج العرض، فكان الهدف منها سرعة التغير والتنقل بين الأحداث دون الإخلال بأحداث العمل؛ وجاءت الملابس متنوعة ما بين أزياء الصيادين، والغجر، والمودرن أيضًا، وهذا يحسب لبراعة مصممة الأزياء الدكتورة مروة عودة.

أما موسيقى العرض، فمن حسن الحظ أن الملحن أحمد ناصر هو موزع أيضًا، فقد استطاع اختيار الآلات المناسبة بالنسبة لحياة الغجر، والأغاني الرومانسية وهذا ما لاحظناه في بعض المشاهد التي جمعت بين «قمر» الغجرية، و«أمير» ابن الوزير.

ومن هنا كانت هناك مفارقات كثيرة في العرض أولها أن «أمير» يمثل طبقة اجتماعية عليا، بينما «قمر» الغجرية تمثل الطبقة الفقيرة، ومن أبرز طباع الغجر عدم الزواج من الأغراب، لكن من الجيد في العرض كسر هذه القواعد، والإشارة إلى عدم التعصب، والطائفية.

فالحب لا بُد أن ينتصر في النهاية، والخطاب الدرامي للعرض هو أن الحب ينتصر على أي شيء، وإلغاء الفوارق الطبقية؛ بينما الاستعراضات سواء الجماعية أو الثنائية كانت معبرة جدًا، والصعوبة بها تكمن في التنوع الحركي والخطوات، والذي صممت بشكل استعرضي جيد.

لذلك أعتقد أن حسن اختيار صناع العمل الفني كلا في موقعه يخلق حالة فنية رائعة، بالإضافة إلى حالة الحب والتناغم التي سيطرت على أبطاله وأسهمت بشكل كبير في نجاح العرض وتقديمه بهذه الصورة المميزة، فأدعو كل المسرحيين والنقاد والجمهور المهتمين بفن المسرح مشاهدة هذا العرض الشيّق الذي يليق بعقل وذائقة المشاهد المصري.

«قمر الغجر» تعرض حاليا على مسرح البالون بالعجوزة، ومن إنتاج الفرقة الغنائية الاستعراضية، التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ومن بطولة الفنانين: ميرنا وليد، وسيف عبدالرحمن، وآمال رمزي، ونهلة خليل، وسيد عبدالرحمن، وحسان العربي، وفتحي سعد، ووفاء السيد، وعلاء حسني، وبمشاركة أبطال الفرقة الغنائية الاستعراضية، ديكور د. محمد سعد، وأغاني سعيد شحاتة، والحان أحمد الناصر، واستعراضات محمد زينهم، وملابس د. مروة عودة، إضاءة أبو بكر الشريف، والعرض مأخوذ عن «قمر بنت الغجر» للكاتب محمود مكي خليل، كتابة وإخراج د. عمرو دوارة.