في عالم يتسم بالتطور التكنولوجي السريع، يستغل تنظيم داعش الإرهابي الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لترويج أفكاره المتطرفة واستقطاب الشباب. ويعتبر العالم الرقمي مجالًا مثاليًا للتنظيمات الإرهابية لنشر أيديولوجيتها وتجنيد أعضائها.
استغلال لعبة ربلوكس
تعتبر لعبة "ربلوكس" منصة افتراضية تمكن اللاعبين من إنشاء عوالمهم الخاصة والتفاعل مع الآخرين. ويبدو أن داعش استدرج الشباب إلى هذه اللعبة، حيث يمكنهم التواصل بشكل مجهول وتبادل الأفكار المتطرفة. وتم استخدام "ربلوكس" لتجنيد الشباب وتوجيههم نحو العمليات الإرهابية.
وقام التنظيم خلال الفترة الماضية، بإنشاء شخصيات افتراضية من مشاهير لعبة ربلوكس، مما جعله يتفاعل مع عدد كبير من الاطفال، وفق ما نشرته " فورين يواسي".
التحديات
هناك مجموعة من الأمور يجب أخذها في الاعتبار لتجنب هذه الأزمة منها مراقبة الشبكات الاجتماعية، وتعتبر شبكات التواصل الاجتماعي جامعة إلكترونية لإعداد وتجنيد "الذئاب المنفردة". ويُستخدم تويتر لنشر الأخبار الترويجية للأفكار المتطرفة، في حين يستغل يوتيوب لتمكين مشاركيه من تحميل الفيديوهات قبل الحذف.
فضلًا عن التحديات التقنية، إذ أن الشركات المسؤولة عن التطبيقات تبذل جهودًا مكثفة لإزالة المحتوى المتطرف، ورغم ذلك، يراهن الفكر الداعشي على استخدام تطبيقات برامج "اللايف تشات" لتجنيد الشباب.
كيف تحارب شركات التقنية الإرهاب على منصاتها؟
تعمل شركات التقنية بجد لمكافحة الإرهاب والتطرف على منصاتها، وهناك مجموعة منهم الإجراءات تتخذها للحد من الإرهاب ومنها مراقبة المحتوى، حيث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن المحتوى المتطرف وإزالته من المنصات، وكذلك التعاون مع الحكومات والجهات الأمنية، إذ تعمل الشركات مع الحكومات ووكالات إنفاذ القانون لتحديد ومعالجة المحتوى الإرهابي.
وهناك إجراء يسمى بتكنولوجيا مطابقة الصور، وتستخدم تقنيات مطابقة الصور لمنع إعادة تحميل المحتوى الإرهابي المعروف. والعمل على زيادة الخبراء المستقلين، مثل توظيف الشركات لمزيد من الخبراء المستقلين لمراقبة وتحليل المحتوى. ومن أهم الأمور التى تقوم بها تلك الشركات، تطوير سياسات الأمان حيث تعمل الشركات على تحسين سياسات الأمان والتحقق من المحتوى المنشور.
يقول الباحث في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وائل عبد الغني، أنه خلال الفترة الماضية استقبلت شركته التي يعمل بها، عدد كبير من الشكاوي تخص الألعاب التي تنشر فكر متطرف ، وأنهم اكتشفوا الأمر صدفة.
وأوضح الباحث في تصريح خاص لـ" البوابة نيوز"، أن شركته حاولت تقديم حلول كثيرة للأجهزة الأمنية، منها وسائل تقنيه تعمل على مراقبة الحسابات المشبوهه والمشكوك فيها .
وتابع: على الحكومات اتجاذ حزمة إجراءات أكثر حزما، ومنع وجود أي لعبة غريبة، فضلًا عن مراقبة الألعاب و التطبيقات غريبة الاطوال، مع توعيه اولياء الامور والاطفال بالمخاطر المتطرفة التي قد يتعرضون لها ويكونون فريسة سهلة.