عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح، اليوم الخميس، ندوة تثقيفية بمقر مجلس مركز ومدينة الحمام، بعنوان «استقبال شهر رمضان الكريم وأفضل الأعمال»، حاضر فيها إسلام سعودي الشامي، عضو منظمة خريجي الأزهر بمدينة الحمام، تحت رعاية رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح الشيخ عبد العظيم سالم.
فضل شهر رمضان المبارك
بدأ اللقاء بالحديث عن فضل شهر رمضان الذي جعل الله «أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار»، مؤكدا ضرورة عقد النية على أداء فريضة الصوم، وما يصاحبها من أداء فرائض وأعمال خير، بنية خالصة لوجه الله، فالصوم عبادة تقوم على الإخلاص، وهي كما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (سر بين العبد وربه)،
ولها أهدافها النبيلة، ومقاصدها السامية، وعندما يلتزم المسلم بآدابها وأخلاقياتها، ويصوم صوما صحيحا عن كل المفطرات، ويتجنب كل المعاصي تحقق الفريضة هدفها الأسمى في حياته، وهو غرس الإخلاص والتقوى في القلوب، ولذلك ختمت أول آية تحدثت عن الصيام بقوله تعالى: «لعلكم تتقون»، فالتقوى هي هدف الصوم، ولكي تتحقق هذه الدرجة لا بد أن يصاحب الامتناع عن المفطرات والإلتزام بالفرائض الأخرى من صلاة وزكاة، فالإخلاص في الطاعات والعبادات يضاعف الأجر والثواب عليها.
الاستعداد لشهر رمضان وتشجيع الأهل على أداء العبادات
وأشار «الشامي» إلى ضرورة الاستعداد الجيد لهذا الشهر الفضيل، حيث يجب على كل مسلم تهيئة النفس، وتشجيع الأهل والأولاد على أداء كل العبادات والطاعات والقربات (وليس الصوم فقط) لأن عبادات الإسلام كيان متكامل، فلا أهمية لصوم من دون صلاة، ولا ثواب كامل على صوم من دون زكاة.
كما أشار عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح إلى بعض الأعمال التي يجب أن يحرص عليها الصائم من الآداب والأخلاق التي تجعل صومه مقبولاً ويحظى بكامل الأجر والثواب، كذلك الحرص على الآداب والسنن التي كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم، وتجنب كل ما نهى الله ورسوله عنه من سلوكيات لا تتفق مع روح الصوم، فلا يجوز للصائم، مثلا، أن يسلي صيامه بالغيبة والنميمة كما يفعل البعض، فالصيام عبادة روحية سامية، والحكمة منها تقوى الله.
واستشهد بالحديث الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر«إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث أي فلا ينطق بسوء ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم».
وفي نهاية الندوة أوصى عضو المنظمة، الحضور بالحرص على أداء الفرائض كلها من صلاة وزكاة الى جانب أداء عبادة الصوم بما تستوجب من آداب وأخلاقيات راقية، وأن يكثروا من أداء السنن والمستحبات وهي كثيرة، وفي مقدمتها السخاء والكرم، الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، تجديد التوبة، والمداومة على الاستغفار، الاجتهاد في العبادة، وخصوصاً في العشر الأواخر من رمضان، الاشتغال بالعلم النافع، والقول الطيب والعمل الصالح بصفة عامة، التقرب إلى الله خلال الشهر الكريم بكل الطاعات وأعمال الخير.