أيام قليلة ويحل شهر رمضان المبارك، الذي ينتظره المسلمين حول العالم، لما له من مكانة مهمة في نفوسهم، إلا أن الأمر يختلف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تنذر الأوضاع الحالية بتوتر يمكن أن يتصاعد بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، في ظل ما تردد حول إجراءات إسرائيلية تضيق على المصلين في الأقصى خلال الشهر الكريم، في ظل استمرار العدوان على غزة منذ أكثر من 150 يوما.
وفي هذا السياق، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، أنها ستسعى جاهدة للحفاظ على حرية العبادة للمسلمين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وقال نتنياهو في بداية جلسة حكومية "إن سياسة إسرائيل كانت وستظل دائمًا هي الحفاظ على حرية العبادة لجميع الأديان"، مضيفا: "بالطبع لقد تصرفنا دائمًا بهذه الطريقة خلال عطلة رمضان وسنتصرف على هذا النحو الآن".
اجتماع إسرائيلي بعد الأسبوع الأول من رمضان
وحث وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلية يوآف جالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار، الاثنين الماضي على توفير أقصى قدر من حرية الوصول للمصلين المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، دون قيود على العرب الإسرائيليين، فيما أشارت رئاسة الحكومة الإسرائيلية إلى أنه بعد الأسبوع الأول من رمضان ستعقد مشاورات أمنية لتحديد الخطوات اللاحقة بشأن الصلاة في المسجد الأقصى.
قلق في إسرائيل من الأقصى
وأفادت تقارير عبرية، أمس الأول الاثنين بأنه هناك مخاوف في إسرائيل من استغلال إيران وحركة حماس هذا الموقف لإثارة العنف، وفق تعبيرها.
وأشارت القناة الـ12 العبرية إلى أن المعلومات الاستخباراتية كشفت أن إيران تبذل "جهودا كبيرة" لإثارة الاضطرابات، وإشعال النار في الشرق الأوسط عبر الحرم القدسي.
اشتراطات إسرائيلية للصلاة في الأقصى
وأشارت القناة العبرية إلى أن مفوض شرطة الاحتلال كوبي شبتاي، يرغب في قصر الحضور على 50-60,000 شخص، ويريد السماح فقط للعرب الإسرائيليين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما بالدخول في المرحلة الأولى من شهر رمضان، الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
فيما أفصح وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، عن رغبته في أن يكون حضور المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى يقتصر على بعض آلاف فقط وفرض قيود مشددة على العرب الإسرائيليين، بحسب تقرير القناة الـ12.
السنوار يراهن على انتفاضة في رمضان
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أمس الثلاثاء تقريرا بشأن رغبة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار في حشد الفلسطينيين في الضفة الغربية والعرب في داخل إسرائيل وحزب الله خلال شهر رمضان".
وتحت عنوان "الأيام الحاسمة التي تواجه إسرائيل في حربها ضد حماس"، قالت الصحيفة العبرية، إن الأيام المقبلة هي "الأهم في الحرب ضد حماس حتى الآن"، خصوصاً في ظل تمسك حركة حماس بموقفها "المتشدد" إزاء المفاوضات.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن حركة حماس "تُرجّح أن يؤدي التصعيد في رمضان إلى تغيير ميزان القوى، وإجبار إسرائيل على التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في غزة".
ووصف الصحيفة هذه الفكرة بـ"مقامرة هائلة"، ففي حال عدم نجاح هذه الخطة، فإن مصير حماس سيظل على حاله، وسيبقى القطاع مغلقا.
وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة بأن "السنوار" طالب بعدم الاستعجال لتأمين اتفاق قريب مع إسرائيل بشأن الهدنة وصفقة المحتجزين، مضيفة أنه يراهن على أن يؤدي التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح خلال شهر رمضان إلى دفع الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل والضفة الغربية إلى الانتفاضة ضد إسرائيل.