انطلق منذ قليل اللقاء الفكري بقاعة ثروت عكاشة بالمعهد العالي للنقد الفني ضمن المؤتمر النقدي الثالث للمعهد العالي للنقد الفني، بحضور الناقد الكبير الدكتور محمد عبدالمطلب، والناقد الدكتور هيثم الحاج علي، والناقد سيد الوكيل، والناقد الدكتور حسام جايل.
وفي البداية تحدث الناقد الكبير الدكتور محمد عبدالمطلب، عن أزمة سؤال المجاملات في الرسائل العلمية الذي سُأل عنه في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأضح أن الدنيا حينها قامت ولم تقعد موضحا أن المجاملات تأتي في المعاملات وليست في التقديرات، المجاملات تأتي في الاهتمام ورعاية الباحثين النابهين والتركيز معهم، وليست مجاملات على المستوى العلمي والتقدير أو منح الدرجة.
وأضاف عبدالمطلب، متحدثا عن البلاغة وإعادة قراءتها التي قدم بعدها كتابه الأول بعنوان البلاغة والأسلوب، ثم قدم كتاب قضايا الحداثة عند عبدالقاهر الجرجاني وغيرهم من الكتب.
وأضاف الناقد الكبير، البلاغة قادتني تلقائيا إلى نصين كبيرين النص القرأني المعجز والنص الثاني هو النص الشعري ولابد أن اعترف أني كنت أهوى أن أكون شاعرا ولكني لم أمتلك تلك الموهبة وعجرت عنها وهذا العجز جعلني أقبل على دراسة الشعر وأنجزت كتب في الشعر القديم والشعر الحديث وجمعت كل ما قدم من أشعار واستطعت أن أحللها وأقدمها للقراء.
وواصل الدكتور عبدالمطلب، كنت في ندوة في إمارة الشارقة وسألني الدكتور سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة وهو شاعر، سألني ما رأيك في قصيدة النثر فقلت له أنا ناقد لي ذوقان الذوق الخاص يميل لفحول الشعراء أما ذوقي العام فيحتم عليّ قراءة كل ما يصدر من أشعار ومن ثم أحللها وأقدم فيها رؤيتي. وفي ثمانينيات القرن الماضي كنت في ندوة في الأردن وقام أحد الحضور وقال لي أنت نصف ناقد فكل كتاباتك في الشعر ولكن أين الرواية والمسرح، وهذا الأمر نبهني إلي الكتابة في السرد وحينما تنبهت للأمر وبدأت قراءة الرواية شعرت بالجمال وأصدرت ثلاثة كتب عن الرواية، ومن خلال قراءة الرواية تعلمت ألا أحكم على الرواية إلا حينما أشعر أني كاتبها، فمثلا رواية موسم الهجرة للشمال للكاتب السوداني الطيب صالح استغرقت منّي ثلاثة أشهر لاستطيع الحديث عنها.