نحن نعيش فى عصر يتخلله صراع مستمر بين الحقائق الواضحة والافتراضات الخاطئة، حيث يشهد الناس تصريحات متسرعة دون التحقق من صحتها. هذا يجعل الوعى الحقيقى أحد أهم الأصول فى زمننا الحديث المليء بالتسرع والتشويش، خاصةً فيما يخص قضايا الرأى العام أو القضايا الاجتماعيه التى تشتعل لمجرد ابداء الرأى المبنى على قلة المعلومات أو على حقائق افتراضيه ليس لها مجال من الصحة.
فكم من معلومات تم التلفظ بها وكانت سببا فى هدم مجتمع بأكمله لاسيما على القرارات المهمة التى تتخذها الحكومات أو الرؤوساء.. صحيح أن الوعي المسبق لأسباب تلك القرارات هو شيء ضرورى ومهم حتى نتفادى العديد من المخاطر المتعلقه بالشائعات المغلوطة أو عدم الوعى والإدراك المترتب عليه التفوه بتصريحات وأخبار ليس لها أي أساس من الصحة.
لكن المشكلة الكبرى تكمن فى اعتقاد بعض الأشخاص بأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة دون النظر إلى ضرورة التحري والتدقيق. هذا الاعتقاد ينتج عنه انتشار الجهل وانحياز الآراء بشكل غير مبرر. ينبغى للمثقفين أن يكونوا حذرين ومتأنين فى التصريحات التى يقدمونها.
ان الوعى الحقيقى لا يرتبط بكمية المعرفة فقط، بل يتعلق بالقدرة على التفكير النقدى والتحقق من صحة المعلومات قبل تبنيها أو نقلها. يجب أن ندرك جميعًا قوة الكلمة وأثرها، وأن نكون مسؤولين فى تبادل المعلومات والآراء بشكل بنّاء ومسؤول.
فى النهاية، معركة الوعى ليست سهلة، لكنها ضرورية لتحقيق تقدم حقيقى وتطور مستدام. من خلال تعزيز الوعى وتشجيع النقاش البنّاء، يمكننا جميعًا المساهمة فى بناء مجتمعات أكثر اعتمادًا على المعرفة والحقيقة.