يعد الموسيقار حلمى بكر، أحد رواد الموسيقى العربية فى الوطن العربي، الذى رحل عن عالمنا الجمعة الماضية، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز ٨٦ عاما، ومكتشف العديد من المواهب الفنية والإبداعية التى أصبحت نجوما كبار على الساحة الفنية الآن.
فى السادس من ديسمبر عام ١٩٣٧ ولد الملحن حلمى بكر فى حى حدائق القبة بالقاهرة، كان والده عاشقا للفن، ويجيد العزف على آلة الناي، التى كانت سببا فى حب حلمى بكر للموسيقى وتشكيل وجدانه، فالتحق بالمعهد العالى للموسيقى وتخرج فيه وعمل مدرسا للموسيقى فى إحدى المدارس الحكومية.
ونظرا للروتين الحكومى لم يستمر حلمى بكر فى العمل كثيرا وترك العمل بالمدرسة، ثم التحق بالقوات المسلحة لقضاء خدمته العسكرية، وكان معروفا بين زملائه فى الجيش بعشقه للفن.
قدمته وردة الجزائرية للإذاعة المصرية
وقد استمعت الفنانة وردة الجزائرية لألحان الملحن حلمى بكر فى إحدى حفلاتها بالقوات المسلحة أثناء خدمته بالعسكرية، وأعجبت بأعماله، وقدمته لمدير الإذاعة المصرية محمد حسن الشجاعى فى ذلك الوقت.
فأسند له أغنية "كل عام وأنتم بخير" ولحنها "بكر" وسجلت فى الإذاعة وتغنى بها الفنان عبداللطيف التلباني، ولاقت نجاحا كبيرا فور بثها، وأتبعها حلمى بكر بتلحين أغنية أخرى بعنوان "لا يا عيوني" وتغنى بها الفنان ماهر العطار، ولاقت استحسان المستمعين، وتوالت الأعمال الفنية حتى لمع اسمه فى الساحة الفنية وانطلق فى مسيرته الموسيقية.
لحن الموسيقار حلمى بكر لعدد كبير من نجوم الطرب الأصيل من بينهم: وردة الجزائرية، وليلى مراد، ونجاة الصغيرة، ومحمد الحلو، وعلى الحجار، ومدحت صالح، وأصالة، وغيرهم من المطربين والمطربات، حتى بلغ رصيده الموسيقى ما يقرب من ١٥٠٠ لحن موسيقى.
وضع ألحان 48 مسرحية غنائية
هذا بالإضافة إلى إثراء حلمى بكر المكتبة المسرحية بألحانه التى بلغت ٤٨ مسرحية غنائية أشهرها: "سيدتى الجميلة" فى عام ١٩٦٩، للكاتب جورج برنارد شو، واقتباس سمير خفاجي، وإخراج حسن عبدالسلام، ومن بطولة الفنانين: فؤاد المهندس، وشويكار، وجمال إسماعيل، ونظيم شعراوي، وفاروق فلوكس، وسيد زيان، وآخرون.
وأيضا حينما أعيد تقديمها مرة أخرى فى عام ٢٠٢٢، بنجوم آخرين، ومسرحية "حواديت" عام ١٩٦٧، لفرقة أضواء المسرح الاستعراضية، للمؤلف يوسف عوف، وإخراج محمد سالم، ومن بطولة الفنانين: سمير غانم، والضيف أحمد، وجورج سيدهم، وسهير الباروني، وكامل أنور، وعادل نصيف، وغيرهم.
وكذلك المسرحية الكوميدية "موسيكا فى الحى الشرقي" عام ١٩٧١، للمؤلف فهيم القاضي، وإعداد ماهر إبراهيم، وإخراج حسن عبدالسلام، ومن بطولة الفنانين: سمير غانم، وجورج سيدهم، وصفاء أبو السعود، وفادية عكاشة، وآخرون.
ومسرحية "بداية ونهاية" عام ١٩٨٥، للأديب العالمى نجيب محفوظ، وإعداد أنور فتح الله، ومن بطولة الفنانين: فريد شوقي، وكريمة مختار، ومحمود ياسين، وشهيرة، وحسين فهمي، وممدوح عبدالعليم، وآخرون، ومسرحية "فندق الأشغال الشاقة" ١٩٦٩، و"أولاد على بمبة"، و"جوليو وروميت"، وغيرها من المسرحيات التى حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا.
وضع حلمى بكر العديد من الموسيقى التصويرية للعديد من الأعمال السينمائية والدرامية والفوازير منها على سبيل المثال وليس الحصر لأفلام: "حب أحلى من الحب، وآنسات وسيدات، وآخر الرجال المحترمين، ومن يطفئ النار، وصراع العشاق، ورجل فقد عقله، ومع تحياتى لأستاذى العزيز، وحياتى عذاب، وخطيئة ملاك، والمليونيرة النشالة، وأهلا يا كابتن، وأولاد الحلال، والخدعة الخفية، وفيفا زلاطا" وغيرها من الأفلام، أما المسلسلات: "ألف ليلة وليلة، وبرج الأكابر، وناس ولاد ناس، وصباح الورد"، وغيرها.
وأيضا فوازير: "حول العالم، وفطوطة، وإيما وسيما، وفرح فرح، وأم العريف، وفوازير فنون، وفوازير المناسبات"، إلى جانب ألحان المسلسلات الإذاعية ومنها: "قمر فى سكة سفر، وهيام.. وفارس الأحلام"، وغيرها.
وشارك حلمى بكر بالتمثيل فى عدد صغير من الأفلام السينمائية، ولغزارة إنتاجه الموسيقى جعلته يتوج بالعديد من الجوائز والتكريمات، فهو مسيرة فنية حافلة مليئة بالعديد من الأعمال التى تظل حاضرة فى أذهان الشعب المصرى رغم رحيله.