جميعنا تابعنا يوم الأربعاء الماضي الاحتفالية الخامسة علي التوالي الخاصة بـ"قادرون باختلاف" الذي اعتبرته الدولة المصرية تقليدا سنويا، تشارك فيه القيادة السياسية إخواتنا وأهالينا من ذوي الهمم فرحتهم بيومهم الجميل. حيث أصبح هذا الاحتفال من العلامات المضيئة كل عام. وفي الواقع إن هذا الاحتفال لا يتم لمجرد الاهتمام بفئة كباقي فئات المجتمع بل لأنها في قلب القيادة السياسية.
تؤمن القيادة السياسية إيمانًا كبيرًا بأن هذه الفئة هي من تجلب الخير لباقي الفئات المصرية وأن الاهتمام بها هو بمثابة حماية من النكبات التي يمكن أن نتعرض لها. وهذا يظهر بصدق المشاعر في التعامل معهم أثناء احتفالهم السنوي ويظهر جليا أيضا في بعض الكلمات التلقائية التي تعبر عن مدي الاحساس بهم، حيث نذكر منها حينما عبر الرئيس في يوم الاحتفال "إنه يوم نعيش عليه السنة كلها" وأيضًا عندما قال للطفلة تاليا "أنا بخير طول ما أنتم بخير وطول ما أنتم راضيين" وعندما قال أيضًا "دايمًا بتعلمونا وتفهمونا" وعندما عبر عن مدى سعادته وقت رؤيتهم حينما قال "أسعد يوم اليوم اللى بشوفكوا فيه".. كلمات من القلب خالصة صادقة معبرة عن الرئيس الإنسان، الرئيس الذي يتعامل مع فئات الشعب المهمشة وغير القادرة بعين الرأفة والرحمة بعين الإيمان بقدراتهم وامكانياتهم والعمل على بلورة هذه القدرات ومساندتها ليصبحوا أبطالًا يرفعون علم مصر في كافة المجالات الرياضية، كما شاهدنا تكريم أبطالنا من "قادرون باختلاف" أثناء الاحتفال.
وفي الواقع، إن الاهتمام بـ"قادرون باختلاف" ليس وليد اللحظة أو حتي وليد الخمس سنوات الماضية من وقت بداية الاحتفالات بهم، ولكننا نجد أنه وليد عشرة سنوات ماضية وبالتحديد منذ عام ٢٠١٤ منذ تعديل الدستور، بتضمينه مادة تؤكد على تمثيلهم تحت قبة البرلمان بعدد مناسب ليتمكنوا من نقل مشاكلهم وبحثها على أعلى المستويات.
ويلي ذلك في عام ٢٠١٦ عندما أطلق الرئيس مبادرة (دمج.. تمكين.. مشاركة) والتي هدفت في المقام الاول إلى دمجهم في الحياة العامة وإعطائهم الطمأنينة للعيش حياة كريمة بعد إهمالهم وإهمال مطالبهم لزمن ليس بقليل.
وفي عام ٢٠١٨ أطلق الرئيس عامًا لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إن في هذا العام حظيت هذه الفئة بعدد من الامتيازات بتوجيهات القيادة السياسية منها، إصدار قانون ١٠ لسنة ٢٠١٨ التي تم خصيصًا لحماية مصالحهم في كافة المجالات.
وفي ٢٠١٩ تم انشاء المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بقرار الرئيس السيسي بهدف تعزيز وتنمية وحماية حقوقهم. والتي كان من نتائجه استخدام طريقة برايل لإبداء آرائهم في التعديلات الدستورية، وأيضا إصدار قانون إنشاء صندوق قادرون باختلاف الصادر برقم ٢٠٠ لسنة ٢٠٢٠ والذي وجه الرئيس بتخصيص ١٠ مليارات جنيه له خلال احتفالية قادرون باختلاف يوم الأربعاء الماضي .
وهناك من الاجراءات التي توضح الاهتمام الفعلي بهم مثل تفعيل كارت الخدمات ونص قانون ٥٪ للعمل في الوظائف الحكومية وإطلاق برنامج الإتاحة التكنولوجية لدعم ٣٠٠٠ مدرسة للتربية الخاصة والدمج وغيرها من الامتيازات وحزم الخدمات التي تبعث في قلوبهم الطمائنينة والتي ترسل لهم رسالة واضحة بأنهم في قلب القيادة السياسية.
وفي الواقع إن اهتمام القيادة السياسية بهذه الفئة بالتحدبد نابع من الإيمان القوي والشديد بأنهم أبناء الوطن وأنهم جزء لا يتجزأ منه وأن الاهتمام بهم يعد اهتمامًا بالوطن بأكمله وهذا واضح جليًا في عبارات الرئيس خلال احتفالية العام الخامس حينما قال "إيمانًا بأن ثروة هذا البلد الأساسية تتمثل في مواردها البشرية وعلي رأسهم أبناؤها من ذوي الهمم".
وأيضًا الكلمات خلال احتفالية العام الثاني حينما قال "إن لقاءنا اليوم يعد تأكيدًا لإرادة الدولة والتزامها بتوظيف واستغلال جميع إمكانياتها البشرية من أجل إقامة مجتمع ينعم فيه مختلف أبنائه بفرص متساوية للحياة الكريمة".
لذا نستطيع أن نقول بكل فخر إن "قادرون باختلاف" في قلب القيادة السياسية.. حفظ الله مصر وأرضها وشعبها وجيشها.. وتحيا مصر.
نجلاء باخوم: نائبة بمجلس النواب عن محافظة قنا