الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أهالينا اللي عندهم أهالينا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل"، "إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم"، هكذا أقرت أدياننا السماوية لا الرحمة فقط بل الانتصار والقوة والرزق بالضعفاء.
لذا يحرص الرئيس وتحرص الدولة المصرية على الاحتفال بيوم "قادرون باختلاف" كل عام حتى في ظل تلك التحديات الراهنة وعدم التغافل عن حقهم في العيش في حياة كريمة، في مجتمع يكفل لهم كل السبل لكي ينعموا بحقوق المواطن العادي، بجمهورية جديدة تقوم على المواطنة وقبول الاختلاف واستيعاب الاختلاف.
إن مجهودات الدولة المصرية لا تتوقف عند توفير حياة كريمة لذوي الهمم ودعمهم ماديا ومعنويا فقط بل إن تسليط الضوء على ذوي الهمم من قبل القيادة المصرية ما هو إلا إقرار وأمر وتوجيه لكل فئات المجتمع باستيعابهم ودمجهم في المجتمع وعدم إهدار حقوقهم، فمصر أصبحت لا تدعمهم ماديًا فقط أو معنويًا فقط أو تحرص على دمجهم في المجتمع والوظائف بل تيسر لهم استخراج كروت الخدمات المتكاملة والحرص على توطين صناعة الأطراف الصناعية والتعويضية والتوسع في تهيئة  مرافق الدولة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة طبقا للأكواد العالمية.
لم يحظ ذوي الاحتياجات الخاصة بمثل هذا الاهتمام من قبل، وللعام الخامس على التوالي يشهد الرئيس يومًا بهيجًا يكون فيه ذوى الاحتياجات الخاصة أبطاله، ولكن هذا العام له دلالة وقتية مختلفة، وكأن القيادة المصرية المثقلة بالهموم والتحديات تقول لذوي الهمم، إن الرئيس والدولة المصرية لا تستطيع أن تنساكم في خضم معاركنا الاقتصادية الصعبة.
كما أكد الرئيس في الاحتفالية على كثير من الرسائل المطمئنة على رأسها تطمين أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة على مستقبل أبنائهم وأنهم يعيشون في دولة تضمن لهم الحياة الآدمية، فأي أسرة لديها فرد من ذوي الهمم، دائمًا ما يساورهم القلق حيال مستقبل هؤلاء الأبناء من مأكل ومشرب ومصدر رزق وتعليم.
ولأن مصر أصبح لها باع كبير في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة واستيعابهم واستيعاب متطلباتهم الحياتية وتنمية مهارتهم، فلما لا نقترح أن تكون مصر هي مركز أفريقى عربي وإقليمى لاستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة من كافة البلدان العربية والأفريقية وأن يكون لهم مراكز تدريب على استخدام الأطراف الصناعية وأن يرتادوا مراكز تنمية المواهب واكتشاف مهاراتهم وتوظيفها في مراكز مصرية وتدريب الكثير منهم فيعودوا لبلادهم يعلمون الآخرين سياسات مجتمعية تخص ذوي الاحتياجات الخاصة، وكيف يكونون أفرادًا فاعلين في المجتمع وليسوا عبئًا على كاهل الحكومات؟.
إن تصدير مثل تلك السياسات والآليات المجتمعية ما هو إلا دليل على نجاح الدولة المصرية وقدرتها على نفع أبناء الإقليم والوطن العربي وليس أبناء مصر فقط وهو المعهود دومًا من مصر الغالية.
د. ماريان جرجس: كاتبة صحفية