شهدت فعالية "قادرون باختلاف" بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعما حقيقيا وكبيرا لذوى الهمم، وهذا الدعم ليس وليد اليوم، بل كان الرئيس الداعم الأول لهم على مدار السنوات الماضية وتقديم كل الخدمات لهم فى المجتمع، ومن ثم تعتبر الدراما جرس إنذار لكل القضايا المجتمعية، ولها دور فعال فى نشر الوعى وتقديم الحلول للأمراض المزمنة فى المجتمع، وكيفية التعامل معها ومعالجتها من خلال الشاشة الصغيرة.
ومن ثم كانت الدراما النصيب الأكبر خلال الفترة الماضية فى تقديم العديد من المسلسلات المميزة حول ذوى الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الهمم، "البوابة" تفتح الملف حول كيف تعاملت الدراما مع ذوى الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الهمم وكيفية التعامل معهم ونشر الوعي فكانت الإجابة فى السطور التالية..
الأعمال التى واجهت أصحاب الهمم
يدور المسلسل فى إطار اجتماعى تشويقي حول شخص يدعى "نديم" قام بتجسيده الفنان الشاب طه الدسوقى ويعانى من مرض التوحد، وقدم دور محامٍ تحت التمرين أثبت مهارته وقدرته على العمل رغم مرضه، وتطرق العمل إلى جوانب كثيرة للشخص المصاب بالمرض وامتلأت رحلة (نديم) بالتحديات الصعبة.
ورغم استغلاله فى الكثير من الأمور، إلا أن شخصيته وقلبه الأبيض كانا دائمًا منقذين له وحقق العمل نجاحًا ساحقًا وردود فعل واسعة منذ عرضه وحتى الآن، وشارك فى بطولة المسلسل نخبة كبيرة من النجوم منهم: غادة عادل، حسن أبو الروس، طه الدسوقي، هاجر السراج، وئام مجدى وغيرهم من النجوم الشباب تأليف مهاب طارق وإخراج عبد العزيز النجار.
٥٥ مشكلة حب
وقدمت النجمة هبة مجدى قصة "عيشها بفرحة" ضمن سلسلة من الحلقات المنفصلة المتصلة التى قدمتها ٥٥ مشكلة حب، التى تدور فى إطار رومانسى اجتماعى حيث جسدت هبة دور فتاة تدعى "يسر" وهى فتاة من ذوى الاحتياجات الخاصة، وهى فتاة كانت تعيش حياتها بصورة طبيعية، ولكنها تعرضت لحادث مؤلم غير حياتها ١٨٠ درجة، وأصبحت فتاة عاجزة عن الحركة.
تقرر يسر أثناء أحداث المسلسل ألا تتوقف حياتها حبيسة الكرسي، فأرادت أن تصبح مخرجة وتحقق ما تحلم به، كما أنها تلتقى بفارس أحلامها وتعيش معه حياة طبيعية ويقف بجانبها ويتقبلها كما هي، ويتطرق المسلسل لجوانب من المشكلات التى تواجه أصحاب ذوى الهمم فضلًا عن نظرة المجتمع المصاحبة للشفقة لهؤلاء الأشخاص والتى لا تفارق كل من يتعامل معهم، وعدم التعامل معهم باعتبارهم أشخاصا كاملين.
وحققت حكاية يسر ردود أفعال كبيرة بعد عرض المسلسل والحكاية من بطولة هانى عادل، هبة مجدي، حسن أبو الروس، رانيا منصور، نور إيهاب، محمود ياسين جونيور، ياسر فرج، ونخبة من النجوم تأليف عمرو محمود ياسين وإخراج ألبير مكرم.
إلا أنا
وقدمت الفنانة مايان السيد قصة فتاة تعانى من مرض التوحد فى حكاية "حلم حياتي" ضمن أحداث مسلسل «إلا أنا» وجسدت دور فتاة تدعى "خديجة" مصابة باضطراب طيف التوحد، والتى تحلم بدخول المعهد العالى للفنون المسرحية وأن تتغلب على هذا الاضطراب وتصبح ممثلة مشهورة.
كما يسلط المسلسل الضوء على الأسرة وكيفية تعاملهم مع حالة خديجة والدعم الذى يقدمونه لها، والمشاكل التى تواجههم أيضا لاحتواء حالتها وشارك فى بطولة المسلسل مايان السيد منة عرفة وتيام مصطفى ويوسف عثمان وهنا داود وإيفا، تأليف يوسف الفخرانى إخراج ياسمين أحمد كامل.
سارة
مسلسل يدور فى إطار اجتماعى حول فتاة تدعى سارة قامت بتجسيدها النجمة حنان ترك التى توقف نموها الذهنى فى الطفولة، وعادت إلى المرحلة الجنينية. تدخل سارة فى غيبوبة طويلة لعدة سنوات، بسبب معاناتها من مشاكل نفسية نتيجة لظروف قاسية عاشتها فى مرحلة الطفولة.
وتضع الأقدار فى طريقها طبيبا شابا قام بتجسيده الفنان (أحمد رزق) يقرر إيقاظها من غيبوبتها الطويلة ويدخلها مصحة لمعالجة الأمراض النفسية، تتفاعل الأحداث عندما تستيقظ سارة من غيبوبتها وتبدأ باسترداد حياتها، الأمر الذى يثير حفيظة أخيها الطامع فى ثروتها، وتقف والدتها المتعاطفة بلا حيلة أمام سيطرة الأخ المتجبر. تتوالى الأحداث وتشعر سارة بإحباط، يهددها بالعودة إلى حالتها الجنينية الأولى، إذا لم تستطع تخطيه وتجاوزه نفسيًا.
كيفية التعامل معهم
من جانبه؛ علق الناقد الكبير طارق الشناوى قائلًا: لا نستطيع القول بجزم إجابة موحدة عن تعامل الدراما مع ذوى الاحتياجات الخاصة لأن كل عمل مرتبط بمخرج معين فى فترة زمنية معينة.
وأضاف "الشناوي"، فى تصريحات خاصة لـ"البوابة": هناك أفلام مهمة قدمت ذوى القدرات الخاصة بشكل جيد، مثل فيلم الكيت كات، فالشيخ حسنى الذى قدمه الفنان الكبير محمود عبد العزيز، كان ضريرا، فقدمه المخرج العظيم داود عبد السيد بطريقة يظهر فيها على أنه "مفتح " أكتر من الناس التى تري، وصدقنا الشخصية، وتعاطفنا معها، وقتذاك كثيرًا؛ لافتًا إلى أنه فى النهاية أثبت أن الأعمى ليس هو غير القادر على النظر، ولكن هو الذى يفتقد الإدراك".
واستطرد قائلا: أيضًا هناك فيلم آخر اسمه "أخويا"، عن ذوى الاحتياجات الخاصة، وكان بين أخ وأخيه، وقدمته المخرجة ساندرا نشأت بشكل جيد؛ مؤكدًا أن هناك ميراثا سيئا للغاية فى السينما والدراما تجاه ذوى الاحتياجات الخاصة، أو أصحاب الهمم، وهو السخرية منهم، وهذا نوع من التنمر.
وأضاف، الناقد الكبير طارق الشناوي، أن هناك أعمالا قدمت أصحاب الهمم بشكل جيد، إلى حد ما، وأخرى لم يكن صُنَّاعها مدركين الواجب الذى عليهم.
لم تناقشهم بشكل كافٍ
فيما قالت الناقدة ماجدة خير الله، إن الدراما لم تقدم الحلول فى مواجهة أى ظاهرة أو قضية وهى دائما تقوم بعرض الأعمال فقط.
وأضافت "خير الله"، فى تصريحات خاصة لـ "البوابة": بالنسبة لأصحاب ذوى الهمم أو ذوى الاحتياجات الخاصة، فقد قدمتهم الدراما لتعرف الناس بطبيعة المرض وكيفية التعامل مع المريض، والمعاناة الذى يعانيها، ولكن لم تقدم الحلول لهؤلاء للمشكلات التى يعانى منها هؤلاء الأشخاص.
وأشارت، إلى أن معظم المسلسلات والأفلام التى ناقشت ذوى الاحتياجات الخاصة، تناولت أصحاب الهمم بشكل معقول، وليس بكثرة، وبالشكل الكافي، فهناك أمراض كثيرة يعانى منها الأشخاص، وتحتاج إلى لفت الانتباه وتقديم أنواع مختلفة على المرض ولا يقتصر الأمر على مرض التوحد فقط.