تفسيرات عدة لجملة "إنت يهودي يا جدع" انتشرت في القاموس الشعبي للمصريين، صفة ذميمة نستخدمها في قدح الأشخاص والتصرفات، تارة بحدة وتارة بسخرية، وحينما نتأذي من الفعل نستبدل "يهودي" ب"صهيوني"، كانت تلك الكلمة شهادة نجاح لجمعة الشوان في مهتمه، حينما قال له ضابط الموساد: "إنت يهودي يا جظع"وكذلك حينما قيلت لرافت الهجان بدل الملحمة المخابراتية التي مازلنا نتحاكى بها.
اليوم قالها بايدن ضمنيا لذلك النتنياهو، حينما دعا جانتس للقاء في واشنطن دون علم رئيس الوزراء التي باتت أفعاله تهدد عرش الرئيس الأمريكي، تلاها تصريحات لمسؤولين امريكين تصف غطرسة بنيامين بالتعجرف وتكشف عن حدوث وقيعة بين اليهود.
لم يصل الخلاف بين بايدن ونتنياهو إلى هذا الحد رغم سيل الدماء على الأراضي الفلسطينية، بل كان داعما له رغم وحشية قتل الأطفال وكان يهدده كطفل يعبث بأرواح شعب كامل ويطالبه على استحياء بإطعامهم قبل قتلهم حتى لا يفقدوا ترنيمة لحن حقوق الإنسان الذين طالما تغنوا بهم.
في كل مرة كان الشيطان يعظ ابنه بعدما الإفراط في مص الدماء خشية أن تصيبه تخمة تؤثر على عافيته، فلما استفحل طفله وبات يهدد عرشه الوهمي وأوشك أن يفقد متبوعيه أراد أن يغل يد طفله عن القتل فضرب طفله بحديثه عرض الحائط، فظهرت العبارة جلية وبدأت تتحقق "كنت يهوديا معهم وأثنيت عليك.. فلا تكن يهوديا معي فأنا من اخترعتها".
فيما يبدو أن ذر التحكم في يد بايدن لم يعد يعمل وخرج السفاح عن السيطرة، فبات لزاما على هيئة التصنيع الأمريكية تغيير الروبوت الدموي حتى لا يأكل الثدي الذي ارضعه.. هي تضحية في عرف اليهود جائزة شرعا للحفاظ على الأم ولأن أطفال السفاح كثيرا فلا بأس من استبدال بنيامين بجانتس فكلاهم دمى في يد الشيطان الأكبر.
يريد بايدن ان يسلسل شياطينه في غزة قبل رمضان أخذا بشريعة العرب ليخطب في الناس احتراما للأديان، ويأبى طفله المدلل ذلك فما زال يبحث عن فردة الحذاء الأخرى للسنوار ويبكي لأنه لم يجدها برغم عبثه بخريطة الأرض كل هذه الأيام.
لا يرى الشيطان وابنه الله.. لكنا نراه في هذه الملحمة والإعجاز الذي لم يصنعه فقط رجال غزة بل صنعه الأطفال والنساء، وهم يتهادوا إلى الموت فرحين بشهادة أحيت قضية لم تموت.. فمات من مات وعاشت فلسطين مع كل قصف تولد صبية فتية تحمل غصن الزيتون من جديد.