السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"روان".. الكفيفة المبصرة ورحلتها مع الكاراتيه

روان
روان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

صورة تعبيرية

أرخي الظلام سدوله على واقعها، ولم يكن لديها إلا الاستسلام، لكنها بالتحدي نفضت عن نفسها غبار الاستسلام، وقررت المواجهة، بأن تنسج ثوبا من نور الامل، تواجه به الحياة، يقينا بأن القادم أفضل، رافعة شعار إعاقتي ليست سببا لعجزي، وإنما هي سر قوتي ونجاحي .

روان الأمير، صاحبة لقب "الكفيفة المبصرة"، من ذوي الاحتياجات الخاصة، من بنات محافظة الاقصر، عمرها ٢٣ عامًا، خريجة كليه الألسن.

عن رحلتها مع الكاراتيه؛ تقول "روان": "بدأت رحلتي مع الإعاقة منذ التاسعة، عندما كنت اعاني من نظر خفيف جدا، حتي وصلت لسن الحاديه عشر، ثم انتقلت بين  مدراس المبصرين والمكفوفين، ثم أصبت بالضمور العصبي والذي تسبب في فقدان بصري".

وتتايع :وجدت الصعوبة الأولي عندما التحقت بمدرسه المبصرين وبسبب سخريتهم من اعاقتي، انتقلت الي مدرسه المكفوفين، وعنها وجدت صعوبة اخري، ألا وهي حقدهم علي لنظري الخفيف.

وتواصل "روان": "مع الوقت وصلت للثانوية العامة، ومنها التحقت بكلية الألسن، لكن قابلتني صعوبة زحمة الطريق، ونظره زملائي، ومعايرتهم لي، لدرجه أنهم أطلقوا علي "الكفيفة المبصرة".

وتضيف: هذه الصعوبات لم تشكل بالنسبة لي عائقا، لأنني كنت أحفظ القرآن  الكريم، وكنت مشتركه بأحد جمعيات ختم القرآن.

وتوضح "روان": "قادتني الصدفة لأن أعرف أن أحد زملائي بالجمعية والده كابتن كاراتيه، فراودتني فكره ان اتدرب على الكاراتيه، الذي تمنينه من قبل، و التحقت بالنادي الذي يعمل فيه والد زميلي بالجمعية .

تقدمت الي النادي، وكنت اعتقد أنني سأقابل  صعوبة، لكنني فوجئت بأنني العب الكاراتيه بمفردي،  وعلي ذلك تدربت كثيرا حتي وصلت لدرجه الاحترافية.

وتكمل "روان": رشحني والد زميلي للمسابقات تحت ١٨ سنه، وتلك المسابقات كانت علي مستوي الجمهورية، وعلى مستوى محافظة الإسكندرية.

وتتابع: "نتيجة لحصولي علي درجه الاحترافية، والتفوق علي زملائي، تم ترشيحي للمسابقات على مستوى الجمهورية، ومحافظة الإسكندرية، وحصلت علي المركز الأول، وعلى التوالي رشحت لمسابقة العالم، وحصلت علي بطوله العالم لسنه ٢٠٢١ و٢٠٢٢.

ومع الوقت تضاعفت معاناتي مع مرضي  بالضمور البصري الذي جعلني غير قادره علي الرؤية، ولكن ذلك لم يعجزني عن الحركة والتواصل مع تدريباتي  ودراستي.

بعدها شعرت بقدر من الاحباط وتوقفت عن التدريبات، بمجرد حصولي علي بطوله العالم لسنه ٢٠٢٣.

 وإذ بي افاجئ  بمكالمة هاتفيه من الاتحاد لترشيحي لمسابقة فى دبي، وقبلت الترشيح، وخضت المسابقة، وحصلت أن ذاك علي المركز الثالث في العالم.

وعن الصعوبات التي قابلتها؛ تقول "روان": "قابلت الكثير من الصعوبات أولاها تجلي في مواجهة الجمهور، وخوفي من نزول الشارع، والسير في الطريق، حيث تجلت تلك الصعوبة في انني لم اجد ثقافه المكفوفين لدى من اتعامل معهم، وعدم وجود قوانين خاصه لهم، فضلا عن عشوائية الجمهور في التعامل مع ذوي الاعاقة".

وتشيف: لكنني تجاوزتها بإيماني الشديد باننا كلنا معوقون، وان كل منا له اعاقه، فذلك جعلني اثق بنفسي، واسير في طريقي، برغم صعوبة الطرق، وعدم تمهيدها لمن مثلي، فضلا عن العشوائية في ركوب السيارات للوصول الي كليتي.

وتشير: "تعرضت لأن اخطف ذات مرة لإعاقتي فضلا عن صعوبة تعامل الناس معي في الطريق، واختلاط مشاعرهم معي، ما بين السخرية احيانا مني او من الشفقة علي احيانا، ومن ذلك ، ادركت أن صعوبتي تتمثل في معاملتي مع الناس في الشارع الذي ينقصهم ثقافه التعامل مع ذوي الاعاقة، خاصه المكفوفين ولكني استطعت ان اتجاوزها بعقلي من خلال أن أضع لي قوانين خاصه في التعامل مع الآخرين، بكوني كفيفيه تفرض عليهم كيفه التعامل معي، وبهذه القوانين الخاصة بي التي وضعتها رسمت حدودي في تعاملي مع الآخرين وتلك الحدود فرضت عليهم أن يتعاملوا مع بشكل طبيعي كما لو كنت مثلهم.

وتجاوزت أهم صعوبة وهي التعامل معهم، أما الصعوبة الاخرى فكانت دراستي بالكلية، ولكني تجاوزتها بتعلمي طريقه برايل فضلا عن حسن تنظيمي للوقت ما بين التدريب ومذاكراتي اذ بفضل ذلك تفوقت وحصلت علي تقدير عالي.

وعن المسابقات التي شاركت فيها؛ تقول: "حصلت بداية علي بطوله العالم في الكاراتيه لسنه ٢٠٢٢ ، كما حصلت على المركز الثالث في الكاراتيه، بمسابقة الاتحاد بدبي كما حصلت علي أكثر من ميدالية وأكثر من شهادة تقديريه علي مستوي الجمهوريه في الكاراتيه".

وعن التشجيع قالت: "شجعتني أسرتي، وكل من عاملني بشفقة وتنمر لإعاقتي، وعن أحلامها؛ تقول: "احلم بالعالمية، كما أحلم بأن أقدم برنامج اقدم فيه ثقافه التعامل مع زوي الإعاقة وخاصه المكفوفين".

وتختتم "روان": "اوجه رساله لكل من افتقد ثقافه التعامل مع ذوي الإعاقة، خاصه المكفوفين ألا وهي يجب أن تؤمن بأن المعوق ليس معوق وحده، وانما انت وغيرك معوق بمعني اننا جميعا معوقون،  ولكن الإعاقة تختلف من شخص الي اخر فقد تكون معوق في  تحقيق هدفك، وقد تكون معوق في حياتك فليس الإعاقة اعاقة جسد فربما تكون اعاقه حياه، وعلي ذلك فكلنا معوقون وعلي هذا يجب أن نلم بقدرتنا علي التعامل مع ذوي الإعاقة.

وفي النهاية؛ احب أن أوجه نصيحة لكل من لديه إعاقة، لا تستسلم لإعاقتك، وعليك أن ننجح، ولا تقبل بالاستسلام، فاحرص علي حلمك، وحافظ عليه".