قد يعتقد البعض أن النحت على الثلج والجليد مجرد هواية فردية يقوم بها الأشخاص بشكل ذاتي او عبر مجموعة من الأصدقاء لكنها فن من فنون النحت تهتم به الكثير من الدول حول العالم وتنظم مسابقات دولية واختيار فائز بناء على تصميمه والنتيجة النهائية للنحت والفن الذي قام به على الجليد.
من المنطقة العربية ومصر لم يشارك أحد في تلك المسابقات خلال سنوات طويلة حتى شاركت "مريم رضوان" كأول مصرية تعيش بالمنطقة العربية وكانت اول مسابقة فنية شاركت فيها في اسوان عام 2015.
اشتركت "مريم" وقامت بالنحت على الثلج في درجة حرارة 27 تحت الصفر ضمن مسابقة أربين الدولية للنحت على الثلج والجليد في الصين، وهي أول فنانة مصرية تقوم بالنحت على الثلج، والحدث الذي شاركت فيه كان الأول من نوعه الذي تشارك فيه مصر.
ومن ضمن مشاركتها السفر إلى فنلندا عام 2019 للمشاركة في أكثر من سيمبوزيوم نحت، ومنها إلى فرنسا لدراسة الماجيستير، وحصلت عليه من المدرسة العليا للفنون في باريس، وكان موضوع الرسالة عن الصوت وهو موضوع جديد من نوعه اشاد به الاساتذة في الجامعة.
مريم خريجة كلية التربية الفنية في مصر، وبعد الماجستير في فرنسا بدأت مشوار جديد هو المشوار الأكاديمي حيث عملت في رسالة الماجستير "على المحيط الصوتي" واكدت رسالتها بأن الصوت يعتبر الأداة المناسبة لاستحضار المكان، وقامت بتطوير موضوع الرسالة من خلال خلق المحيط الصوتي لمدينة القاهرة في حجرتها خلال فترة حظر كورونا لتشعر أنها في مصر وتستطيع النوم.
وكانت تقوم بتشغيل القنوات المصرية والاذاعة المصرية، ومن هنا استطاعت تطوير البحث على موضوع الصوت، مثل: الأذان والاصوات في الشارع المصري، وذلك لأن فرنسا تتميز بالهدوء التام بداية من الساعة السادسة مساءً عكس شوارع مصر فبذلك طورت مشاريع أداء وفيديو من هذا الاتجاه.
تقول مريم صاحبة الـ33 عام "مريت بالكثير من الصعوبات خلال فترة دراسة الماجستير فكنت بمفردي خاصة خلال فترة حظر فيروس كورونا والحياة في فرنسا لم تكن سهلة".
وبعد 4 سنوات ونصف من دراسة الماجستير ودبلومة في التربية الفنية لإعداد فنان ومعلم بالفن في فرنسا تستطيع ان تصف نفسها كامرأة ناجحة رغم كل الصعوبات التي مرت بها، فالنجاح يحتاج إلى تحدي وقدرة على مواجهة الظروف.
واضافت انها تعتبر فنانة تشكيلية متعددة الوسائط إلى جانب دراستها في الكونسرفاتوار وتقديم فن مسرح
ولم ينته شغف "بنت مصر" على هذا التطور فبعد الماجستير انتقلت إلى مدينة بورج وسط فرنسا، وقدمت معرض عن المرأة شاركت به سيدات من مختلف البلاد والثقافات.
وتعرفت بعد عام على المحافظ المسئول الثقافي وعمدة المدينة، والذي اشاد بشغلها في الفن، لتصميمها تركيبة فنية ناجحة لمعرض في المدينة، واستخدموا صور التركيبة للوحات ومقالات في المعرض.