لا يزال الهوس الاعلامي بشان صحة البابا فرنسيس يطل برأسه بين الحين والاخر عندما تتواتر الانباء بشأن تأجيل البابا أيا من التزاماته بسبب الاجهاد او بسبب الاصابة بأعراض الانفلونزا او بنزلات البرد الطبيعية.
لا يلتفت الاعلاميين اللاهثين الى حضور وكلمات البابا بقدر التفاتهم الى دخوله المستشفى لاجراء الفحوصات او الى تأويل كل ذلك بشأن احتمالية تنحي البابا بسبب ظروف صحته الامر الذي نفاه الرجل مرارًا وتكرارًا مع وضع احتماليه تنحيه فقط اذا ما حالت ظروفه الصحية عن القيام بمهامه الرسولية.
"البابا فرنسيس شخصا مفعمًا بالحياة، دخوله المستشفى عدة مرات في السنوات الاخيرة لم يهدد حياته بشكل جاد ولم يعكس ضعف قدرته على متابعة مهامة الرسولية. من داخل المستشفى يستقبل صناديق محملة بأوراق العمل ويحظى بمقابلة الكثيرين كما لو انه بمكتبه بالفاتيكان"هكذا كتب الصحفي مايكل هيجينز بجريدة جلوبال اند ميل الكندية في شهر يونيه الماضي وقتما كان البابا فرنسيس يتعافى من العملية الجراحية التي اجرائها في ذات الشهر من العام 2023.
يبدو ان الصحافة المحلية في بلادنا قاصرة على قراءة حضور البابا فرنسيس ورسائله للانسانية وللكنيسة وللمسيحيين تلك التي من خلالها يقدم الرجل قراءته النبوية لكلمات الانجيل ولحضور المسيح في عصرنا الحاضر، فيلجأون الى التركيز فقط على تناقل الاخبار السطحية المتصلة بصحته دون النظر الى قراءة كلماته وتعاليمه ونموذج الخدمة والقيادة والانسانية التي يقدمهما البابا ذو الثامنة والثمانون عاما.