شهد الأسبوع الرئاسي اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة.
وتناول الاجتماع عددا من الموضوعات والملفات ذات الصلة بالأنشطة والمهام التي تنفذها القوات المسلحة للحفاظ على مقدرات الدولة المصرية وحماية مصالحها الاستراتيجية.
كما تم استعراض المستجدات والمتغيرات الإقليمية وتداعياتها على الأمن القومي المصري وكذا المواقف والجهود الداعمة للشعب الفلسطيني لتخفيف من الأوضاع الإنسانية المتردية داخل قطاع غزة بالتعاون مع المؤسسات الأمنية والدولية.
كما ثمن الرئيس السيسي الجهود التى تقوم بها الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية في مواجهة التحديات الناتجة عن الأزمات العالمية والمتلاحقة.
كما أعرب الرئيس السيسي عن اعتزازه بقيام رجال القوات المسلحة في تنفيذ كافة المهام والواجبات المكلفين بها للحفاظ على الوطن وحماية امنه القومي.
كما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة بتخصيص 10 مليارات جنيه لصندوق "قادرون باختلاف".
وأعرب السيسي، خلال احتفالية "قادرون باختلاف" في نسختها الخامسة بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، عن سعادته بوجوده في الاحتفالية.. قائلا: "إن هذه الاحتفالية فرصة لتدبر عظمة الله وقدرته في خلقه، والثمن الذي يجب تقديمه شكرًا وتقديرًا، كما أنها فرصة للتفكير فيما يجب أن نفعله حتى لو كانت ظروفنا بسيطة".
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة التلاحم بين الجميع.. قائلا: "يجب أن تكون قلوبنا على قلوب البعض، وأن نساعد بعضنا البعض، ونقف حتى لو بكلمة مع كل ما نراه ونسهم بكل فعل وكلام وحتى الموارد".
رأس الحكمة
وحول مشروع (رأس الحكمة) أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على الحديث بكل وضوح وصدق وشفافية مع الشعب في طرح أي مشروع جديد.
وقال السيسي إن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أوضح شكل الشراكة والمشروع بمساحته والإجراءات التي تتم خلال السنوات القليلة القادمة؛ ليصبح هذا المشروع أكبر مشروع سياحي على البحر المتوسط؛ ليتم الانتهاء منه وإقامة المدينة العالمية التي تتضمن حياة مستمرة وتقديم خدمات على مدار العام بالكامل بمختلف الأنشطة التي يتوفر بعضها لأول مرة في مصر.
وأضاف الرئيس: "البيانات التي ذكرها الدكتور مدبولي عن رأس الحكمة والتي أُعلنت بالفعل وصلت أمس ودخل جزء منها إلى البنك المركزي اليوم، وسيصل بعد غد الجمعة مثل هذا المبلغ، ولكن يتبقى أن توضح الدولة بالتفصيل قيمة المبالغ الواردة".
وأعرب السيسي عن شكره للأشقاء في الإمارات وعلى رأسهم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد.. قائلا: "ليس سهلا أن يضع أحد 35 مليار دولار في شهرين، لا يوجد في العالم مثل ذلك، وهذا شكل من أشكال المساندة والدعم بشكل واضح".. مضيفا: "أن القرار تم اتخاذه في ثانية واحدة وبدون أي إحراج".
وقال الرئيس: "إنه يوجه هذا الحديث للمصريين لأن الأشقاء في الخليج دائما يقفون بجوار مصر".. متابعا: "وأنا هنا لأسجل موقفا خاصا بالإمارات لأن الظرف الاقتصادي في مصر صعب منذ أربع سنوات".
ولفت إلى أن كل إجراء أو مشكلة أو أزمة تمر في أي مكان بالعالم يكون لها تأثير على مصر، في إشارة إلى أزمة كورونا ثم تبعتها الأزمة الروسية الأوكرانية، ثم الأزمة الكبيرة في قطاع غزة.
لم نغلق المعبر
وأكد الرئيس حرص الدولة المصرية على تخفيف ما أمكن على الأشقاء في قطاع غزة، قائلا: "في أوقات الصراع يوجد الكثير من الأقاويل بعضها صحيح والآخر غير صحيح لكننا منذ أول يوم ونحن نحرص على أن يكون منفذ رفح فرصة وسبيلا ومسارا لتقديم المساعدات وأيضا لإغاثة المطلوب إغاثتهم.. لكن المسألة ليست سهلة كما يتصور البعض ويعتقد أننا نقول كلاما ونفعل شيئًا آخر".
وأضاف السيسي: "نحن -بفضل الله سبحانه وتعالى- شرفاء وأمناء ومخلصون... نحن لا نكذب ولا نتآمر (هنروح من ربنا فين)، وهذه النقطة مهم جدًا تأكيدها لأنه في خلال الـ 4 أشهر الماضية، قيل كلام بعضه غير دقيق، وأنا أكدت هذا الكلام من قبل والحكومة تؤكده ووزير الخارجية أيضا لكن أحيانا التكرار مهم لتأكيد الرسالة وهي أن مصر لم تغلق المعبر أبدًا"، لكن لكي نقدم مساعدة في أوضاع فيها اقتتال لابد من أن نأخذ بالنا من عدم حدوث مشكلة خلال قيامنا بهذا الإجراء".
وأعرب الرئيس السيسي عن أمله في التوصل خلال الأيام القادمة لوقف إطلاق النار، وتبدأ إغاثة حقيقية لأهلنا في القطاع في المجالات كافة.. مضيفًا: "كان لابد من أن أؤكد استمرارنا في الدعم وسنستمر في دعم ومساندة للقضية الفلسطينية حتى نصل إلى دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
تقليد سنوي
ورحب الرئيس بأسر ذوي الهمم، قائلا "أؤكد شعوري الدائم بالفخر والامتنان لاستمرار لقائنا السنوي الذي أصبح تقليدا مهما وعلامة سنوية بارزة تؤكد استمرار التزام مصر برعاية أبنائها وبناتها وإتاحة المجال أمامهم للتقدم والازدهار، إيمانا بأن ثروة هذا البلد الأساسية تتمثل في مواردها البشرية وعلى رأسهم أبناؤنا من ذوي الهمم".
وأضاف "اسمحوا لي أن أؤكد في هذا الصدد اعتزازي الشديد بما تحققونه من نجاحات باهرة تثبت مجددا أصالة المعدن المصري وقدرته على تحدي الصعاب أيا كانت، وإيجاد الفرص التحديات والمنح من قلب المحن، وإننا جميعا على دراية بالنماذج المضيئة لمصريين عظام صنعوا بعزيمتهم الصلبة التقدم والفخر لبلادهم في العلوم والآداب والفنون والرياضة وغيرها".
وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره العظيم لأسر وعائلات الأبناء من ذوي الهمم الذين آمنوا بما لديهم من ثروة غالية وبذلوا من حياتهم وطاقاتهم الكثير ثقة في أن أبناءهم قادرون على إحداث الفارق لهذا الوطن الذي لن ينهض إلا بسواعد أبنائه وقدراتهم.
وتقدم الرئيس السيسي بالشكر إلى منظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال التي تتضافر جهودها مع جهود الحكومة في نموذج وطني متكامل ومشرف، من أجل تقديم كل عون ودعم لأبنائنا من ذوي الهمم.
تحديات وأزمات
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن عالمنا وإقليمنا يواجهان اليوم تحديات جمة وأزمات صعبة تفرض أوضاعًا تطلب الوحدة والجلد والثبات، مضيفًا: "أؤكد لكم أننا اخترنا هذا الطريق.. طريق العمل والصبر والتضحية، ثقة منا في قدرات هذا الشعب العظيم واستلهامًا لما نراه دائمًا في أبنائنا من ذوي الهمم من قدرة على تحمل الصعاب والنجاح رغم كل المعوقات".
وتابع الرئيس السيسي: في هذا الإطار فقد وجهت الحكومة باستمرار العمل على برامجها لدعم ذوي الهمم والبناء على النجاحات التي تحققت على مدار الأعوام السابقة وعلى رأسها زيادة المنشآت المخصص لخدمات ذوي الهمم والاستمرار في إصدار بطاقات المتكاملة والدعم النقدي واستمرار عمليات توظيفهم في الجهات الحكومية، بما في ذلك الوظائف القيادية، فضلًا عن صدور القانون الخاص بدعم صندوق (قادرون باختلاف) "الذي وضعنا فيه الـ 10 مليارات جنيه".
وقال الرئيس السيسي - في ختام كلمته - "أبنائي وبناتي، أود أن أعرب لكم عن بالغ تقديري واحترامي لعزيمتكم وإرادتكم وكفاحكم، وسعادتي البالغة بتواجدي معكم ولقائكم اليوم.. متمنيًا لكم ولأبنائكم وبناتكم كل التوفيق والنجاح".. وفقكم الله جميعا لما فيه الخير لهذا الوطن الكريم.. تحيا مصر.. تحيا مصر
كما شهد الأسبوع الرئاسي نشاط خارجي حيث تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل الأردن.
وصرح المستشار د. أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين في ضوء أواصر الأخوة التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
كما تضمن الاتصال أيضًا التباحث بشأن مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المكثفة الرامية لوقف إطلاق النار، وناقش الزعيمان جهود إنفاذ المساعدات في ضوء التدهور الكبير في الأوضاع الإنسانية في القطاع، كما تم تأكيد الرفض الكامل لتصعيد العمليات العسكرية لتداعياته على أمن واستقرار المنطقة ككل، وشدد الزعيمان على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يمثل أساس أية جهود لاستعادة السلم في الإقليم، وذلك بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، الرئيس الإريتري "أسياس أفويرقي"، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح المستشار د. أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن المباحثات بين الرئيسين تضمنت ترحيب الرئيس بزيارة الرئيس الإريتري لمصر، وتأكيد اهتمام الجانبين بمواصلة تطوير العلاقات الثنائية بما يحقق نقلة في مستوى وعمق التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية، حيث ركزت المباحثات على تنشيط التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز التدفق الاستثماري عبر دعم تواجد الشركات المصرية في السوق الإريتري في القطاعات ذات الاهتمام والأولوية للجانبين، والتي تتمتع فيها الشركات المصرية بميزات نسبية وخبرات متراكمة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت أيضًا الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها التطورات بالبحر الأحمر، حيث ناقش الرئيسان ما تشهده هذه المنطقة من تطورات أمنية خطيرة، وأكدا أهمية عدم التصعيد واحتواء الموقف، كما تم التشديد على ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة بشكل يمهد للنفاذ الإنساني الكامل والمستدام للقطاع، وإطلاق مسار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا للمرجعيات الدولية المعتمدة.
وقد تباحث الرئيسان كذلك بشأن التطورات التي يشهدها القرن الأفريقي، حيث تم التوافق على ضرورة احترام سيادة دولة الصومال، ودعمها في رفض كافة الاجراءات التي من شأنها الانتقاص من هذه السيادة، كما تم التطرق إلى الأوضاع في السودان وتم تأكيد أهمية استمرار العمل المشترك بين مصر وإريتريا، في إطار مسار دول الجوار، من أجل التوصل إلى حلول جادة للأزمة تفضي إلى وقف إطلاق النار، بما يضع حدًا للمعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب السوداني الشقيق، ويلبي تطلعاته وآماله في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بمطار القاهرة الدولي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني. وقد أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي بقصر الاتحادية، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار د. أحمد فهمي أن الرئيس أكد خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين مصر والسودان، مشددًا على حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.
كما شهد اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والجهود الرامية لتسوية الأزمة الجارية بما يضمن استعادة الاستقرار، ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها، ويلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو تحقيق الأمن والاستقرار.
وقد شدد الرئيس على حرص مصر على أمن السودان الشقيق، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالسودان، ودعم وحدة الصف السوداني وتسوية النزاع القائم، انطلاقًا من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين. كما أكد الرئيس استمرار مصر في الاضطلاع بدورها في تخفيف الآثار الإنسانية للنزاع على الشعب السوداني.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس مجلس السيادة السوداني أكد تقدير بلاده الكبير للدعم المصري في ظل الظروف الحالية التي يمر بها السودان، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يعكس الروابط التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتي انعكست في الدور المصري في استقبال المواطنين السودانيين وتخفيف آثار الأزمة.
كما تناول اللقاء آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم تأكيد ضرورة وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فوري، كما تم التوافق على استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكي "جو بايدن".
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار د. أحمد فهمي أن الاتصال تناول الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتهدئة في قطاع غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين وإنفاذ المساعدات الإنسانية.
وقد شدد الرئيس في هذا الصدد على ضرورة التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار، يتيح نفاذ المساعدات الإنسانية بالشكل الكافي والملائم، بما يحقق تحسنًا حقيقيًا في الأوضاع بالقطاع، محذرًا من خطورة استمرار التصعيد العسكري واستهداف المدنيين، ومؤكدًا إدانة مصر الكاملة لاستهداف المدنيين العزل بالمخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
ومن جانبه ثمن الرئيس الأمريكي الجهود المشتركة للدفع تجاه التهدئة، التي تعد أولوية في الوقت الحالي لاستعادة الاستقرار في الإقليم، معربًا عن التقدير بوجه خاص للجهود المصرية المكثفة سواء على المسار السياسي الهادف للتهدئة أو من خلال دورها القيادي المحوري في عملية إدخال المساعدات الإغاثية لأهالي غزة عبر منفذ رفح.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول أيضًا مجمل الأوضاع الإقليمية حيث أكد الرئيسان ضرورة تجنب توسع الصراع بالمنطقة، واتفقا على استمرار التشاور والتنسيق لضمان استعادة السلم والأمن بالإقليم، كما تم خلال اللقاء تأكيد قوة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بينهما.