قبل يومين ألقى السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي السنوي للأسمدة، نيابة عن مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء- في نسخته الثلاثين للاتحاد العربي للأسمدة تحت شعار "المغذيات الزراعية لتأمين الغذاء واستدامة البيئة"، وذكر، إن صناعة الأسمدة والمغذيات الزراعية تلعب دورًا حيويًا وأساسيًا في منظومة الزراعة حيث تغذى التربة وتحسن جودتها، وزيادة إنتاجية المحاصيل بما يساهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان العالم وتحقيق الأمن الغذائي حول العالم.
وهنا يري الخبراء أهمية توفير الأسمدة للمزراعين بأسعار مناسبة حتي لزيادة الإنتاجية خاصة أن هناك ارتفاع كبير في الأسعار زادت من حدته أزمات الطاقة خلال الفترات الأخير وقد ذكرت تقارير البنك الدولي الأخيرة، بأن الحصول على الأسمدة هي إحدى العقبات الرئيسية أمام تعزيز إنتاج الغذاء في العديد من البلدان خاصة المجتمعات النامية والاقتصادات الناشئة.
جدير بالذكر تعتبر مصر ضمن الدول الكبرى المنتجة للأسمدة، حيث تأتي في المركز الأول عربيًا والخامس عالميًا بين كبرى الدول المنتجة لسماد اليوريا بكمية تصل إلى أكثر من 7.6 مليون طن سنويًا، وفي طريقها لتكون منتجًا رئيسيًا للأسمدة الفوسفاتية بإنتاج حوالي أكثر من 4 مليون طن، كما تحتل المركز الثاني عربيًا والثالث عالميًا في احتياطيات خام صخور الفوسفات بكميات تصل إلى حوالي أكثر من 7 مليون طن. وأوضح أن مصر تعد مصدرًا رئيسيًا للأسمدة على الصعيدين المحلي والدولي اذ تجاوزت صادرات الأسمدة المصرية نحو 6 مليار دولار في عام 2023، بما مكنها من احتلال المركز الرابع عالميًا ضمن الدول المصدرة لسماد اليوريا.
ومن ناحيته يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، الأسمدة العضوية هي الأكثر فاعلية وتأثير لزيادة خصوبة التربة ورفع معدلات الانتاجية لها، هي عبارة عن مخلفات الماشية وحضائر الحيوانات والطيور ولكن للأسف غير كافية لتغطية الأراضي الزراعية حيث لا تساهم سوء 20إلى 25% من الأراضي الزراعية القديمة التي تقارب إلى 9 مليون فدان ويتم الاستعاضة من الفلاحين الأسمدة النتروجنية التي يزيد تعمل على رفع الانتاجية.
ويحذر صيام في حديثه لـ"البوابة نيوز": أزمات الطاقة والجوائح والحرب الروسية الأوكرانية كلها زادت من أسعار الطاقة التي بدورها انعكست على الأسعار ورفعت أسعار الأسمدة ما يؤثر على قدرة المزارعين وتقليل الانتاجية وهنا لابد من ضبط الأسعار وتوفيرها بأسعار مناسبة ومحاربة السوق السوداء.
وأضاف القصير أن الدولة المصرية وضعت خطة لدعم صناعة الأسمدة من خلال إقامة مصانع جديدة وتطوير المصانع القديمة والمتقادمة وعمل الإحلال لتجديدها لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية ورفع طاقتها الإنتاجية وتوفير المرافق والخدمات والمواد الخام اللازمة لهذه الصناعة.
وبدوره يقول المهندس حسام رضا "خبير الإرشاد الزراعي": للمؤتمر أهمية خاصة في البحث عن وسائل للتعاون بين الدول العربية في صناعة الأسمدة لتجاوز الأزمات المتلاحقة التي تؤثر على منظومة الطاقة وتهدد الغذاء العالمي علاوة عن التغيرات المناخية وتأثيراتها.
ويضيف رضا لـ"البوابة نيوز": علينا احكام الرقابة في السيطرة على السوق السوداء وتوفيرها للمزراعين لزيادة الانتاجية مع العمل على تدريب المزارعين على كيفية استخدامها واضافتها بنسب معقولة لأن زيادة الطلب على الغذاء يتطلب نمو صناعة الأسمدة المعدنية والمغذيات باعتبارها اللاعب الرئيسي في تعظيم كفاءة الموارد الطبيعية الزراعية.
وأكد وزير الزراعة أنه في ضوء هذه الظروف كان ولابد من قيام كل الدول باتخاذ إجراءات لدعم منظومة صناعة الأسمدة والمغذيات الزراعية في ظل ما تشهده العديد من الدول من تغيير جذري في السياسات والاستراتيجيات خاصة فيما يتعلق بالزراعة لتأمين المحاصيل الغذائية الاستراتيجية والتي عادة ما ترتبط بالأمن القومي لكل دولة.
ودعا القصير المستثمرين إلى الاستثمار في قطاع الأسمدة بجمهورية مصر العربية من خلال العمل العربي المشترك، حيث تتوفر بمصر فرص استثمارية واعدة وتقدم فرصًا للشراكة والتعاون المثمر مع القطاع الخاص كما توفر الحكومة المصرية كل اشكال الدعم والتسهيلات اللازمة للمستثمرين الراغبين في الدخول إلى هذا القطاع الحيوي.
الجدير بالذكر فقد حضر المؤتمر كلا من المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، وممثل أمين عام جامعة الدول العربية، ورئيس الاتحاد العربي للأسمدة، وأعضاء الاتحاد وعدد كبير من الخبراء والمصنعين ورؤساء الشركات والهيئات والمنظمات العربية والدولية من جميع أنحاء العالم.