الإعاقة الحقيقية في التفكير الذي ربما يجعل الشخص سليما ومعافى في جسده ولا يسعى أو ينجح أمام شيء نتيجة تفكيره أما التفكير السليم فيجعل الشخص الذي يعاني من شيء جسدي ظاهر يعتقد الجميع أن يمنعه من الوصول للأهداف وأن يتساوى في الفرص مع الشخص العادي ولكن لتفكيره السليم يحقق المعجزات، لذلك نجد يوميا قصصا ملهمة لأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة يبهرون العالم.
ومن ضمن الملهمين قصة "هدى عبدالعزيز" أول سيدة أعمال من ذوي الاحتياجات الحركية الخاصة والتي تستخدم جهازا حركيا من سن 5 سنوات وبالرغم من تلك الظروف أثبتت ذاتها للعالم وقدرتها على تحقيق الصعاب، السيدة الملهمة من مواليد محافظة الإسكندرية وبدأت شركتها في عام 2004 في مجال التوريدات الإلكترونية والكهربائية وكانت وقتها من رواد المجال الحديث على السيدات وأصبحت موزعا معتمدا لشركة عالمية داخل مصر.
ولم تتوقف عند هذا الإنجاز استمرت في السعي وأصبحت عضوا في المجلس الاقتصادي المصري لسيدات الأعمال بالغرفة التجارية بمحافظة الإسكندرية، ولإنجازاتها حصلت على تكريم وزارة التضامن الاجتماعي في اليوم العالمي للمرأة، وكرمت أيضا من الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة كأم مثالية ذات احتياجات حركية خاصة، وانضمت للمجلس القومي للمرأة بالإسكندرية عن مقعد المرأة ذات الاحتياجات الخاصة، وقام محافظ الإسكندرية بتكريمها كنموذج مشرف على مستوى المحافظة.
بجانب عملها فهي أم لثلاثة أبناء الابنة الكبرى خريجة كلية الصيدلة، والابن الثاني خريج كلية الصيدلة أيضا، والابنة الصغرى في المرحلة الثانوية، وبجانب دورها كأم وسيدة مؤثرة في المجتمع استطاعت النجاح في شيء جديد حيث أسست أول نادي ليونز لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتم اختيارها كمسئولة عن لجنة شئون الاحتياجات الخاصة في منطقة 352 ليونز مصر للمرة الثالثة على التوالي، وأطلقت مبادرة تحت عنوان "اعرفونا" تهدف لنشر الوعي حول التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتحت إشراف المجلس القومي للمرأة.
وتحكي "هدى" قصة كفاحها وبدايتها في مجال الأعمال أن إصابتها بشلل الأطفال في عمر 9 أشهر بالرغم من حصولها على المصل لارتفاع درجة حرارتها وقت حصولها عليه لعدم معرفة أمها بضرورة تناولها له في وقت الحرارة طبيعية ليقوم بمفعوله فعانت في طفولتها كثيرا خاصة مع الجهاز الذي يساعد على الحركة وكانت تحلم في طفولتها بارتداء أحذية معينة ترتديها الفتيات في عمرها إلى جانب معاناة والدتها في حملها لسنوات طويلة، وبعد زواجها ووصول أبنائها لمراحل تعليمية يعتمدون فيها بشكل كبير على أنفسهم أصبح لديها وقت فراغ لتصنيع المفارش وشغل هاند ميد.
وتقوم بتقديمها كهدايا للأهل والأصدقاء وبدأت ببيعها بعد فترة وجمعت مبلغا صغيرا عدة آلاف فقط وفكرت في تأسيس شركة لاستيراد الأدوات الكهربائية ولخبرتها في المجال بسبب عمل زوجها عرضت عليه إنشاء الشركة رفض في البداية ثم وافق بعد إصرارها وبدأت المشروع بأربع كراتين فقط من تلك الأدوات وبعد عامين أصبحت أكبر موزع معتمد رئيسي بين 3 موزعين على مستوى الجمهورية لإحدى الشركات الدولية خارج مصر في المجال.