السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«حياة بلا طفولة.. ثمن الحرب الباهظ على الأطفال».. اليونيسيف: أكبر نزوح للأطفال في العالم حدث في السودان.. وقُتل أكثر من 5000 طفل في غزة

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا أحد ينجو من ويلات الحروب، لكن يبقى الأطفال هم الضحايا الأولى والأكثر عُرضة للمخاطر، إما قتلى أو مصابين أو سلب منهم الأب أو الأم أو كلاهما، وفوق كل هذا من الممكن أن يتعرضوا للتهجير والنزوح العنف والإغتصاب والجوع.

تُعتبر الحروب من أشد الكوارث التي تُلحق الضرر بالمجتمعات، خاصةً فئة الأطفال الذين يُمثلون مستقبل أي بلد، فعن طريقها يتعرض الأطفال للقصف والقتل والإصابات بشكل مباشر.

 تأتي نتائج تلك الحروب بعواقب وخيمة على تلك الأطفال، حيث فقد العديد منهم بيوتهم وأسرهم، واضطروا إلى العيش في مخيمات اللاجئين أو مع عائلات أخرى، بجانب معاناتهم من صدمات نفسية بسبب تعرضهم للعنف والموت.

ونستعرض في هذا التقرير وضع الأطفال في السودان وغزة عقب الحرب التي بدأت العام الماضي.

اتفاقية جنيف

بحسب المـادة (24) من اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في أغسطس 1949 فتنص على أطراف النزاع أن تتخذ التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر الذين تيتموا أو افترقوا عن عائلاتهم بسبب الحرب، وتيسير إعالتهم وممارسة دينهم وتعليمهم في جميع الأحوال، ويعهد بأمر تعليمهم إذا أمكن إلى أشخاص ينتمون إلى التقاليد الثقافية ذاتها.

كما تنص ذات المادة: على أطراف النزاع أن تسهل إيواء هؤلاء الأطفال في بلد محايد طوال مدة النزاع، بموافقة الدولة الحامية، إذا وجدت، وبشرط الاستيثاق من مراعاة المبادئ المبينة في الفقرة الأولى، وعليها فوق ذلك أن تعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لإمكان التحقق من هوية جميع الأطفال دون الثانية عشرة من العمر، عن طريق حمل لوحة لتحقيق الهوية أو بأي وسيلة أخرى.

عام من العنف في السودان

شنت كلا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع العديد من الهجمات العشوائية على مناطق مكتظة بالسكان أثناء القتال خلال الفترة الواقعة بين أبريل وديسمبر 2023 بما في ذلك مواقع تضم النازحين داخليًا خاصة في العاصمة الخرطوم وأم درمان وكردفان ودارفور.

وكشف تقرير للأمم المتحدة نشر حديثا في فبراير الجاري  أنه بحلول 15 ديسمبر 2023، تعرض ما لا يقل عن 118 شخصًا للعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي ومحاولة الاغتصاب، من بينهم 19 طفلًا في السودان.

بحسب منظمة الأمم المتحدة يستند التقرير إلى مقابلات أجراها المكتب مع  303 من الضحايا والشهود، بما في ذلك عشرات من المقابلات التي أجريت في إثيوبيا وشرق تشاد، فضلًا عن تحليل الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الاصطناعية ومعلومات من مصادر مفتوحة أخرى. 

ويظهر التقرير أن طرفي الصراع استخدما أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق، مثل القذائف التي يتم إطلاقها من الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار والأسلحة المضادة للطائرات وقذائف المدفعية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: "منذ ما يقرب من عام، تتحدث الروايات الواردة من السودان عن الموت والمعاناة واليأس، مع استمرار الصراع الذي لا معنى له وانتهاكات حقوق الإنسان دون نهاية تلوح في الأفق".

بحسب "تورك" يقدم هذا التقرير قراءة مؤلمة للغاية للمأساة التي لحقت بالشعب السوداني دون داع منذ أبريل 2023،  مؤكدا على من جديد إلى الحاجة الماسة لإنهاء القتال وكسر دائرة الإفلات من العقاب التي أدت إلى نشوب هذا الصراع في المقام الأول.

أكبر نزوح للأطفال في العالم حدث في السودان

 لقد نزح أربعة ملايين طفل  أي 13 ألف طفل كل يوم لمدة 300 يوم، بحسب ما أعلنه جيمس إلدر المتحدث باسم اليونيسف "منظمة الطفولة والأمومة الأمم المتحدة".

وقال «إلدر» إن عواقب الـ 300 يوم الماضية تعني أن أكثر من 700 ألف طفل من المحتمل أن يعانوا من أخطر أشكال سوء التغذية هذا العام، موضحا  لن نتمكن من علاج أكثر من 300 ألف منهم دون تحسين القدرة على الوصول والدعم الإضافي، ومن المرجح أن يموت عشرات الآلاف.

كما أشار ارتفاع حالات القتل والعنف الجنسي والتجنيد بمقدار ستة أضعاف عما كانت عليه قبل عام، قائلا: وهذا يعادل أعدادا مرعبة من الأطفال الذين قتلوا أو اغتصبوا أو تم تجنيدهم،  وهذه الأرقام هي غيض من فيض.

قُتل أكثر من 5000 طفل فى غزة

أما عن الأوضاع في قطاع غزة بفلسطين، فقد تطرق جيمس إلدر إلى الإصابات التي يعاني منها الأطفال بسبب الحرب الدائر في غزة ة من حروق وجراح خطرة، معلنا  إن نحو 1000 طفل تعرضوا لبتر في الأطراف- خلال الفترة الماضية- فيما قُتل أكثر من 5000 وفقا للتقارير.

في فيديو مصور له شرح إلدر حالة الأطفال في غزة قائلا: من المهم معرفة أنه عندما يُقصف منزل بقذيفة أو صاروخ مثلا- وأنا لست خبيرا عسكريا- فإن ذلك لا يؤدي إلى إصابة الأطفال بإصابة واحدة، ولكنه يؤدي إلى كسر العظام وإحداث حروق وإصابات بالشظايا التي تمزق جسد الطفل.

وتابع قائلا:  لقد تحدثت مع أناس في وزارة الصحة وحاولت الحصول على معلومات من المستشفيات. ويبدو أن ألف طفل على الأقل عانوا من بتر في الأطراف، لقد رأيت بعضهم في المستشفى.

10 ملايين طفل نزحوا حديثا

أكد السفير إكرامي الزغاط، رئيس الصندوق العالمي للتنمية والتخطيط، المستشار الخاص للصندوق الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، أن النزاعات في بقاع الأرض المختلفة أدت إلى تشريد وقتل ملايين الأطفال، موضحًا أن التقارير الأممية والدولية الصادرة بشأن الأطفال في مناطق النزاع تشير إلى أن الأطفال في العديد من بلدان العالم مهددون بالموت جراء الجوع أو نقص الغذاء أو وتزايد العنف وتفاقم النزاعات المسلحة حول العالم.

وأشار الزغاط في بيان له اليوم الثلاثاء، إلى أحدث تقرير صادر بشأن حقوق الأطفال في مناطق النزاعات، والذي أصدرته مؤسسة "أنقذوا الأطفال" البريطانية المعنية بحقوق الإنسان في العالم، والذي أشارت فيه إلى أنه يوجد حوالي 10 ملايين طفل أجبروا على الفرار من منازلهم خلال عام 2023 بسبب النزاعات المسلحة، وكذلك نزوح أكثر من 50 مليون طفل في أنحاء العالم، لافتًا إلى أن هذه الأرقام تشير إلى وجود كارثة إنسانية يجب أن ينتبه لها المجتمع الدولي.

وأضاف رئيس الصندوق، أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، حذرت من أن هناك حوالي 5 ملايين طفل في السودان مهددون بسبب النزاعات المسلحة، وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال في غزة، فإنهم يواجهون خطر الموت جوعًا وانتشار الأوبئة، والوضع نفسه في أوكرانيا والعديد من المناطق التي تشهد حروبًا مسلحة، مشددًا على أن الأطفال في قارة أفريقيا على وجه التحديد يواجهون جحيمًا حيًا يجب الانتباه له ووقفه فورًا.

وتابع، أن كل ساعة تمر على البشرية تتزايد فيها الخسائر، وهو ما لا يمكن معه منع وقوع كوارث صحية وبيئية واجتماعية، حيث تؤثر الحروب على حقوق الأطفال في الرعاية الصحة الجيدة، أو الحصول على التعليم والغذاء، ويجب أن يتصدى المجتمع الدولي له ويتكاتف من أجل حماية ملايين من الأطفال الذين يشكلون مستقبل الأمة.

وطالب الزغاط، المنظمات الأممية بضرورة دعم الأطفال والتحرك العاجل من أجل وقف نزيف الدماء وانتهاك الحقوق في مناطق النزاع، والعمل جنبًا إلى جنب من أجل حماية الأطفال وإيصال المساعدات الغذائية لهم، وتوفير الدعم النفسي لكل من تعرض إلى أي نوع من أنواع العنف.