رصدت مجموعة من العلماء باستخدام التلسكوب الضخم التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي ومقره تشيلي، وجود ندبة على سطح جمرة نجمية تخبو درجة حرارتها ببطء وتسمى القزم الأبيض، مما أثار العديد من التساؤلات حول سلوك بعض النجوم "الآكلة" للأجرام السماوية في نهاية دورة حياتها، ويقع هذا النجم على بعد 63 سنة ضوئية من الأرض.
ووفقا لـ"رويترز"، فقد اكتشف العلماء لأول مرة علامة دالة على هذه العملية، وهى وجود ندبة على سطح القزم الأبيض مكونة من عناصر معدنية لشظية كوكبية أو كويكب تم ابتلاعها أو تراكمت، وفقا للمصطلحات العلمية، بعد أن جرى سحبها للداخل من خلال المجال المغناطيسي للنجم، مما ادهش الباحثون.
وقال عالم الفلك ستيفانو باجنولو من مرصد أرماغ والقبة السماوية في شمال إيرلندا، وهو المؤلف الرئيسي للدارسة "لم نعتقد أن المجال المغناطيسي يمكن أن يمنع اختلاط المواد المتراكمة على سطح النجم، فعندما تصب السكر في كوب من الماء، يصبح كل الماء حلوا"، ولم يكن من الواضح نوع الجسم الذي خلف وراءه الندبة، والتي تشمل الحديد والنيكل والتيتانيوم والكروم والمغنيسيوم وعناصر أخرى.
ويقول جاي فاريهي، عالم الفلك بجامعة كوليدج لندن والمؤلف المشارك في الدراسة: "كانت هذه الوجبة الخفيفة الكوكبية على الأقل ضخمة مثل فيستا، ثاني أكبر كويكب في نظامنا الشمسي".
وأضاف فريهي "تولد الأنظمة الكوكبية مع نجمها، وتتكثف كلها من سحابة من الغبار والغاز. غالبا ما نطلق على النجم اسم ’الأم’، لذلك فإن هذا يشبه إلى حد ما أما تأكل أطفالها".
وفي السياق ذاته، يبدأ هذا القزم الأبيض حياته كنجم تبلغ كتلته ضعف كتلة الشمس تقريبا، وعاش عمرًا قد يصل إلى 1.2 مليار سنة قبل أن يدخل في مرحلة الموت.
كما تحتوي الأقزام البيضاء على قرص حطام يدور حولها، وهو بقايا نظام كوكبي، وتسقط هذه المادة تدريجيًا على سطح النجم.