«أريد أن أكون شاتوبريان أو لا شيء» هذه الجملة دوّنها الكاتب المسرحي الفرنسي الشهير فيكتور هوجو، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الاثنين، وذلك في إحدى كراساته المدرسية، التي لم يعلم حينها أن شغف الطفولة سيجعله أحد أعظم كتاب عصره آنذاك، فوصفه الكثيرون بالكاتب الثوري والبطل الوطني.
كتب أولى مسرحياته في سن الرابعة عشر
وفي السادس والعشرين من فبراير عام 1802 ولد الكاتب المسرحي فيكتور هوجو في مدينة بيزانسون - شرقي فرنسا – عشق الكاتبة منذ الصغر، فكتب أولى مسرحياته وهو في سن الرابعة عشر من عمره، وأتبعها مجموعة من الأعمال الأدبية في الرواية، والشعر، والمسرح.
انطلقت شهرته مع نشر أول ديوان شعر في عشرينات القرن التاسع عشر، حتى أصبح من رواد التيار الرومانسي آنذاك، حيث أبدع بكتاباته في الرواية، والشعر، والمسرح، والتي التزمت بالدفاع عن الفقراء والانتصار للمظلومين، وتعد «البؤساء»، و«أحدب نوتردام» من أشهر رواياته الخالدة، فتتابعت نجاحاته حتى صار عضوا في أكاديمية اللغة الفرنسية في العام 1841، ومنحه الملك لويس فيليب لقب «النبالة» عام 1845.
وكانت قوة كلمات فيكتور هوجو وجها للمطالبة بالحرية، لكنها ألقت به إلى المنفى الاختياري لمدة 20 عاما، حيث عارض علنا انقلاب نابليون الثالث الذي أصبح إمبراطورا لفرنسا، وهذا ما اضطر إلى فرار هوجو إلى بلجيكا، وبعدها إلى جزر القنال الإنجليزي، حتى استقر في جزيرة غرينزي واشترى منزلا خاصا حوّله إلى تحفة فنية تترجم أفكاره، وما زال يتردد عليه المُريدين من وقت لآخر، ثم عاد إلى باريس مرة أخرى بعد قيام الجمهورية الفرنسية الثالثة عقب هزيمة نابليون الثالث.
كتب فيكتور هوجو للمسرح العديد من الأعمال منها على سبيل المثال وليس الحصر: البؤساء، وأحدب نوتردام، كرومويل، وغيرها من المسرحيات التي لاقت شهرة واسعة، وظلت تقدم حتى وقتنا هذا.
البؤساء
تظل «البؤساء» الأشهر في حياة فيكتور هوجو المسرحية على الإطلاق، والتي تقدمت بأكثر من رؤية إخراجية على خشية مسرح الدولة أو القطاع الخاص، حيق قدمها المخرج سامح بسيوني في 2019 على مسرح ميامي، وشارك بها في الدورة الثانية عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، والذي تدور أحداثها حول الحياة الاجتماعية البائسة التي عاشها الفرنسيون بعد سقوط نابليون في 1815 والثورة التى حكم عليها بالفشل ضد الملك لويس فيليب فى عام 1832، إذ يصور "هوجو" المعاناة التي عاشها الفرنسيون من خلال شخصية جان فالجان الذي عانى مرارة السجن وأيضا بعد خروجه، فتتوالى الأحداث.
في حين قدمها المخرج محمود حسن حجاج، لفرقة مسرح جامعة عين شمس عام 2022، وشارك بها في الدروة الرابعة عشرة من مهرجان المسرح العربي، وذلك ضمن عروض المسار الثاني في بغداد.
أحدب نوتردام
تعد رواية "أحدب نوتردام" من أبرز أعمال فيكتور هوجو الأدبية، التي قدمت العديد من الفرق المسرحية سواء على مسرح الدولة أو القطاع الخاص، برؤى إخراجية مختلفة، وفي نهاية أغسطس من العام 2021 قدمتها فرقة الطليعة بالبيت الفني للمسرح، ومن ترجمة وكتابة الراحل أسامة نور الدين، ديكور حمدي عطية، استعراضات كريمة بدير، أشعار طارق علي، موسيقى وألحان كريم عرفة، ملابس نعيمة عجمي، ومن إخراج ناصر عبدالمنعم.
والعرض من بطولة الفنانين: رجوى حامد، وجورج أشرف، ومحمد دياب، ويحيى محمود، ومريم الجندي، ومحمود طلعت، وعمرو شريف، ومي السباعي، وأعضاء فرقة الطليعة المسرحية.
وقد شارك العمل في المهرجان القومي للمسرح المصري، وفي التاسع عشر من سبتمبر 2021، كرمت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، اسم الكاتب أسامة نور الدين، عقب مشاهدتها العرض، تقديرا لمشواره الإبداعي، وتسلم التكريم أبناءه.
وشهد فيكتور هوجو رحيل كل من حوله، ولم يبقى معه سوى حفيديه، فقضى معهما آخر سنواته إلا أن فارق الحياة في الثاني والعشرين من مايو عام 1885، تاركا إرثا إبداعيا وفنيا كبيرا، وتظل أعماله باقية رغم رحيله.