الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

ورطة الغرب.. سيلفان فيريرا: الهجوم المُضاد الأوكرانى كان خطوة تسويقية سيئة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيلفان فيريرا

سيلفان فيريرا، مؤرخ مُتخصص في فن الحرب بالعصر الحديث، وصحفى مُستقل له تاريخ حافل في التدريب، ألّف العديد من الكتب المرجعية عن الحرب العالمية والحرب الأهلية، ويدير مُدونة «Veille Stratégique»، بالإضافة إلى قناة «Veille Stratégique TV» على موقع «يوتيوب»، وهو أيضًا مُساهم مُنتظم في «لو ديالوج»، ويعود فى مقابلة خاصة لقناتنا على «يوتيوب» إلى أسباب الفشل الواضح للهجوم المضاد الأوكرانى.

سبق للمؤرخ العسكري سيلفان فيريرا، أن أعلن على عدة قنوات منذ أبريل ٢٠٢٣، فشل العملية الأوكرانية في مواجهة الحرب الروسية، على عكس الهجوم المُضاد «المُنتصر» الذي روجته جميع وسائل الإعلام الغربية، والذى وصفه «فيريرا» بأنه خطوة تسويقية سيئة.

ويقول: «لقد واجه الأوكرانيون واقع وسائل الدفاع الهائلة التي نشرها الروس (الخنادق، وشبكات الأسلاك الشائكة، والألغام، والمخابئ، والدعم الجوي، والغطاء المدفعي الضخم، وما إلى ذلك)، أي خط دفاع بطول ٣٠ كيلومترًا من الأرض، عمق يغطي الجبهة بأكملها (من دونباس إلى منطقة خيرسون)، وأي هجوم في هذا القطاع، مع انتشار القوات الروسية، إلى جانب الضعف الجوي الأوكراني، لا ينجح حتمًا».

ويواصل: «يشهد التاريخ العسكري وهذا المزيج من العوامل على أنه لم تكن هناك فرصة تقريبًا لتحقيق النصر للأوكرانيين، فمنذ بداية هذا الهجوم المضاد، فقد الجيش الأوكراني جميع مركباته ومعداته الهندسية، أي المركبات القادرة على إدارة العوائق وفتح الخروقات في الأنظمة الدفاعية، فضلًا عن ضمان توفير الدعم اللوجستي في ساحة المعركة، ولم يعد لدى الأوكرانيين أي وسيلة لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية على حساب تكلفة باهظة من الخسائر البشرية، ناهيك عن التكاليف السياسية والمادية بعد شهر من القتال».

وعلى الرغم من الدعم المؤكد من حلف شمال الأطلسي والكتلة الأطلسية، يتعين على الجيش الأوكراني أن يُدير إرث نظام أسلحته، الذي يعود تاريخ الكثير منه إلى الحقبة السوفييتية، وإذا تم توفير نقل القوات بمعدات من هولندا، والمعدات الأمريكية «البرادلي»، ودبابات «ليوبارد»، فنلاحظ أنها تأتي من جميع أنحاء أوروبا والغرب، وبالتالي فإن المادة ليست موحدة للغاية، لا تزال لديك معدات تعود إلى حلف وارسو السابق، تم إخراجها من أدراج دول الكتلة الشرقية السابقة، مع مشاكل متأصلة في تعدد سلاسل التوريد اللوجستية لتوفير قطع الغيار، ناهيك عن الصيانة. هذه مشكلة كبيرة واجهها الفيرماخت بالفعل في عام ١٩٤١-١٩٤٢، حسبما يتذكر سيلفان فيريرا.

يواجه الجيش الأوكراني مُعوقات متعددة وفقًا للمحلل: «صيانة المحركات تتطلب الاستعانة بميكانيكيين من الدول المعنية، لأن الميكانيكيين الأوكرانيين غير مدربين وغير متوافرين»، تُضاف إلى ذلك صعوبات مُتعددة العوامل، أبرزها: «التدريب اللازم لاستخدام هذه المعدات في القتال، والحاجز اللغوي والتكنولوجي». لقد تحدثنا عن ذلك مع طائرات «F-١٦»، إن تقنيات دول «الناتو» والولايات المتحدة هي تقنيات فائقة تواجه تقادم التقنيات الموروثة من جيوش حلف وارسو، والتي تعتبر أكثر بدائية بشكل ملحوظ، مثل مدافع قيصر، التي تعتبر، بحسب المؤرخ، جواهر حقيقية على عجلات، تعمل بشكل رائع من حيث الدقة ومعدل إطلاق النار، ولكنها ليست فعالة بالنسبة للأوكرانيين في مسرح العمليات، ولا تتكيف مع الظروف القتالية التي يعملون فيها في أوكرانيا حيث الغبار طوال فترة الصيف.

ويقول: «أعيدوا قراءة المفكرين السوفييت العظماء في الفن العملياتي لفهم الاستراتيجية الروسية. لقد كان الروس يعرفون تمامًا كيف يتموضعون في موقع الدفاع والبقاء هناك لمواصلة هذه الاستراتيجية الدفاعية الاستباقية واستنزاف الجيش الأوكراني، لأنهم أدركوا أن الأوكرانيين لا يستطيعون فصل أنفسهم عن رعاتهم الغربيين»، ويتابع الخبير، أن الهجوم خلال صيف عام ٢٠٢٣ والذي من شأنه أن اصطدم بخطوط الدفاع الروسية.

كما قلل الغرب من تقدير الجيش الروسي، بحسب قوله: «تمامًا كما فعل مع الجيش السوفيتي من قبله، وتحديدًا في اللحظة التي ورثنا فيها رؤية جنرالات الفيرماخت السابقين عام ١٩٤٥، وإذا كان الغربيون قد أخطأوا في فهم الروس على أنهم همجيون بسطاء، إلا أنه لا يمكننا سحق الجيش الروسي، وريث الجيش السوفييتي بتفكير بسيط بالتمني؛ والأمر نفسه على المستوى الاقتصادي».