فى أجواء احتفالية، حرصت مؤسسة فاروق حسنى للثقافة والفنون، على تكريم الكاتبة الكبيرة سناء البيسى، ومنحها جائزة الاستحقاق الكبرى، وذلك ضمن حفل توزيع الدورة الخامسة لجوائز الفنون 2024، والذى افتتحته الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وذلك بمركز الجزيرة للفنون، بحضور عدد كبير من الفنانين والنقاد والشخصيات البارزة وقيادات وزارة الثقافة والشخصيات الدبلوماسية أبرزهم الدكتور سامح فريد وزير الصحة الاسبق، الدكتور خالد عناني وزير السياحة والآثار السابق، والدكتور مصطفى الفقى عضو مجلس الأمناء ، والدكتورة مؤمنة كامل عضو مجلس الأمناء، والكاتب محمد سلماوي والدكتور احمد غنيم رئيس متحف الحضارة .
ويشارالى ان الكاتبة الكبيرة سناء البيسي، توجهت خلال الحفل بكلمة شكر للمؤسسة وللفنان فاروق حسني معربة عن سعادتها بهذا التكريم وسط الحضور الحاشد من شباب الفنانين حيث أعربت عن شكرها للوزيرة نيڤين الكيلاني والقائمين على الحفل وأعضاء مجلس الأمناء والسادة الكتاب والصحفيين.
نشأة ومسيرة
ولدت سناء البيسي في 3 أغسطس 1937، واهتمت بالقراءة حول الأدب العربي والروسي منذ نعومة أظافرها، حيث امتلكت وهى فى العاشرة من عمرها، مهارة وفصاحة قوية جعلتها متميزة دائما فى عيون مدرسيها، كما حصدت جوائز فى مادتى اللغة العربية والتعبير.
أبدت "البيسى" تفوقا ملحوظا في الثانوية العامة، وبسبب دراسة والدها للقانون، كان مقررا لها أن تلتحق بكلية الحقوق، لكن تغير مسارها المهنى بالكامل بمجرد زيارة من صديقتها الكاتبة صافيناز كاظم لها، حيث اخبرتها بافتتاح قسم جديد للصحافة فى كلية الاداب، فسحبت اوراقها من كلية الحقوق والتحقت بكلية الآداب على الفور، ومن هنا بدأت رحلة الكاتبة الكبيرة سناء البيسى مع صاحبة الجلالة عام 1953.
"حريفة" الصحافة العربية
بدأت الكاتبة الكبيرة مشوارها مع الكتابة زهى فى الـ17 من عمرها، منذ منحها فرصة التدريب فى مؤسسة أخبار اليوم، حيث أثارت فضول مصطفى امين وقتها، حيث تحمل صياغتها للخبر، ووجهة نظرها اختلافا وجرأة، ، فضول مصطفى أمين، لتصبح بعدها واحدة من أهم الكُتاب في العالم العربي، وخليفة عائشة عبد الرحمن (ابنة الشاطيء) كما تمنى والدها.
لُقبت سناء البيسى بـ "حريفة" الصحافة المصرية والعربية، فهى تملك اللعب بالكلمات والتشبيهات، حيث تبنت مدرسة خاصة بها فى الصحافة، بتميزها بكتابة السير الذاتية على طريقتها الخاصة، واثرت الكاتبة الكبيرة فى اجيال واجيال، حيث ساهمت فى تقديم محتوى امتع القراء وشاركهم قضاياهم.
اوكل لها التوأمين مصطفى وعلى أمين، مهمة تحرير صفحة كاملة بجريدة "أخبار اليوم" تحت عنوان "قيل وقال"، لتكون مسئولة بعدها عن رئاسة قسم المرأة، فكانت مهمتها إصدار ملف كامل عنها في مجلة "آخر ساعة" يأتي تحت عنوان "النصف الحلو".
الفن فى حياة “البيسى”
لم تكتفى "البيسى" بموهبتها فى الكتابة الصحفية، ولكنها أبدعت ايضا فى مجال الرسم، وقدمت رسومات ولوحات في الفن التشكيلي، كما كانت تصمم "الموتيفات" الخاصة بجريدة أخبار اليوم في الصفحة الأخيرة، كما كان سبب رئيسيًا فى زواجها من الفنان على منير كنعان، كبير رسامي دار أخبار اليوم، والذى وقع فى حبها وتزوجها عام 1963، وانجبا ابنهما الوحيد هشام.
مؤلفاتها
قدمت سناء البيسي مجموعة من الكتب والأعمال الأدبية المميزة، كان آخرها "دندنة" الصادر عن دار نهضة مصر في يناير 2020، الذي وثقت الدندنة والموسيقى العربية التي أثرت في وجدانها الشخصي والجمعي كذلك، كما سبقه كتب "امرأة لكل العصور" عام 1984، الذي حوله صلاح جاهين إلى مسلسل "هي وهو"، كما ألفت المجموعة القصصية "في الهواء الطلق"، و"الكلام الساكت" و"مصر يا ولاد"، و"أموت وأفهم"، و"عالم اليقين"، "الكلام المباح"، و"سيرة الحبايب- 55 شخصية من قلب مصر".