قال الدكتور طارق الدغمة، نائب مدير مستشفى مبارك بمجمع ناصر الطبي إن زوجته الدكتورة الفلسطينية أميرة العسولي التي ظهرت في مقطع الفيديو الشهير بإنقاذ أحد المصابين من رصاص الاحتلال، تتواجد حاليًا في مستشفى ناصر الطبي، وفي القطاع حتى الآن لأنها لا تستطيع أن تترك والدتها ومرضاها ومستشفاها وأن تأتي إلى مصر.
وأضاف الدغمة الذي يحمل الجنسية المصرية ويتواجد حاليا بمصر، أن ما فعلته زوجته الفلسطينية الدكتورة أميرة العسولي في الفيديو المتداول، أقل شيء يمكن أن يفعله طبيب، وأن المشهد الذي ظهر في الفيديو، لا شيء مقارنة بالمشاهد الأخرى التي قامت بفعلها كونها أصرت على عملها وعودتها لقطاع غزة في فترة الهدنة وأصرت على البقاء في بيتها وبعد استهداف بيتها وإصابة منزل والدتها اضطرت للخروج وهبت لإنقاذ والدتها وإخوتها في منطقة الاشتباك في خان يونس".
وأوضح "الدغمة": أن زوجته الدكتورة أميرة العسولي محاصرة الآن داخل مستشفى ناصر الطبي، مؤكدًا أن وضع المستشفى الآن كارثي ومأساوي بكل ما تعنيه الكلمة، مناشدًا الجميع والشعب المصري بإنقاذ زوجته الطبيبة الفلسطينية التي ستحصل على الجنسية المصرية خلال شهرين كونها زوجة مواطن مصري.
وناشد نائب مدير مستشفى مبارك بمجمع ناصر الطبي، الشعب المصري العظيم والقيادة المصرية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يوقفوا هذه المهزلة وإنقاذ المعقل الأخير لوزارة الصحة في قطاع غزة وهو مجمع ناصر الطبي الذي يحوي المئات من الكوادر الطبية والعاملية ويحوي قرابة الـ10 آلاف نازح، مضيفًا: "أناشد الجهات الدولية ومحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة بالتحرك سريعًا لإيقاف الهجمة البربرية ضد المستشفى وإيقاف العملية العسكرية ضد الجنوب وضد رفح تحديدًا والتي بدأت مؤخرًا".
وأكمل: "أطالب الجميع بالدعاء لزوجتي الدكتورة أميرة العسولي، بأن يلطف بها الله ويفرج كربها وأن تصل لأسرتها منتصرة"، موضحًا أن عملية التواصل مع زوجته أو أي شخص داخل قطاع غزة أصبح من المستحيلات، نظرًا لأن الجيش الإسرائيلي يستهدف نقاط الاتصال والإنترنت وسبق وإن انقطعت أخبار زوجته عنه لقرابة أسبوعين، قائلًا: "تواصلنا معها صباح اليوم أنا وأولادي وأرسلت لي مقطع فيديو يوثق الإجرام تجاه المستشفى ومحيطها، والعديد من الإصابات والشهداء داخل باحة المستشفى وغرفها، باستهداف مباشر المستشفى".
وأشار إلى أنه يتواجد في مصر ولكن قلبه مع الكوادر الطبية في قطاع غزة، قائلًا: "حالتنا يرثى لها وقد تكون زوجتي الدكتورة أميرة العسولي حالتها أفضل مني ومن أولادها لأنها اعتادت على المشهد ولكننا هنا نتابع الأخبار لحظة بلحظة ونتخوف على أي خبر ينبئ عن إصابة أو استهداف أو اعتقال القوات الإسرائيلية للمستشفى".
وقال: "لدي ولد يدرس في كلية التجارة بجامعة طنطا، وابنتي حاصلة على الثانوية العامة، وبلا شك حالتهم النفسية سيئة جدًا، وابني أرسل لي رسائل يبدي فيها تخوفًا من استهداف جيش الاحتلال الهمجي الإسرائيلي لوالدته بعدما أصبحت أيقونة إعلامية وبطلة قومية، وأولادتي حالتهم سيئة جدًا، وندعو الله أن يلطف بحال زوجتي وتعود لعائلتها سالمة".
وأكد "الدغمة"، أنه مر بعدة مشاهد عصيبة مثل مشهد تركه لمنزله، قائلًا: "كان مشهد مؤلمًا لأني بنيته حجرًا حجرًا طوال 30 عامًا، لأني ودعت منزلي وأنا لا أعلم أنني سأعود إليه"، موضحًا أنه وردته الأنباء بتدمير منزله وأن المنطقة التي بها منزله أصبحت غير قابلة للحياة، بجانب استهداف منزل أقارب زوجته فور خروجه منه.
وأوضح، أن ثاني المشاهد العصيبة كان استهداف مريضة داخل قسم الأطفال وأنا على باب غرفتها وكانت مبتورة الأرجل، واستشهدت بعد فقدان جميع أفراد أسرتها، مؤكدًا: "في كل لحظة وساعة هناك قصص حزينة ومؤلمة في قطاع غزة والمشاهد لا تعد ولا تحصى والمشاهد المؤلمة كثيرة جدًا والآن كل فرد من قطاع غزة يعيش دوامة يومية وسيشعر بكمية الفقد والحسرة والخسارة بعد انتهاء الحرب ولكن بعون الله سنعود وسنعمر بيوتنا ومستشفياتنا وندعو الله أن يكون بجانبنا وأن تنتهي الحرب في أقرب وقت".