"مشروع رأس الحكمة لا يمثل بيعا للأصول وإنما شراكة نحصل بمقتضاها على جزء من المبلغ في البداية كما سنشارك المطور طوال مدة المشروع بنسبة من الأرباح، ويضع مصر على خريطة السياحة العالمية كمصدر مستدام للعملة الأجنبية"، بهذه التصريحات أوضح رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الحقائق حول مشروع رأس الحكمة، أكبر صفقة استثمار مباشر بين مصر والإمارات، وذلك ضمن رده على استفسارات الإعلاميين مشروع تنمية مدينة رأس الحكمة بالساحل الشماليّ، كما أنه يشكل توضيحًا للمواطنين وللرأي العام في مصر حول المشروع.
رئيس الوزراء أكد أيضًا أن الدولة بصدد توجيه اهتمامها لقطاعي الصحة والتعليم كأولية في المرحلة المقبلة، جنبًا إلى جنب مع مشروع "حياة كريمة" للارتقاء بحياة ٦٠ مليون مواطن من شعب مصر، وجدد كذلك تأكيده على أن استثمار الأصول الموجودة في أي دولة هو أمر مهم للغاية، ويحدث في كل دول العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يُقاس نجاح أي دولة بقدرتها على اجتذاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لافتًا إلى أن هذا المشروع ترجمة حقيقية لتنفيذ ما جاء في وثيقة سياسة ملكية الدولة، رغم ما يثار في أحيان كثيرة أن الحكومة لا تأخذها على محمل الجدية".
المشروع رافد جديد للعملة الصعبة
وبالحديث عن توفير النقد الأجنبي، أشار "مدبولي إلى أن المشروع يعد رافد جديد لتوفير العملة الصعبة في ظل طبيعة مصر التي لا يتوافر بها ثروات طبيعية كبيرة، وبالتالي أحد مظاهر النجاح هو كيفية تعظيم الاستفادة من الأصول الاستثمارية لدينا، مشددا في الوقت ذاته على أن هذا المشروع لا يمثل بيعا للأصول وإنما شراكة، نحصل بمقتضاها على جزء من المبلغ في البداية، كما أننا سنشارك المطور طوال مدة المشروع بنسبة من الأرباح، وهذا من أعظم الطرق لتعظيم الاستفادة من أصول الدولة.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هناك حجما كبيرا من الأموال والنقد الأجنبي الذي سيتدفق إلى مصر جراء الصفقة، والذي سيسهم في حل أزمة السيولة الدولارية التي نشهدها، وبالتالي تحقيق الاستقرار النقدي، ومن ثم كبح جماح التضخم وخفض معدلاته، خاصةً من خلال خطة الإصلاحات الهيكلية التي تقوم بها الدولة، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على المواطن المصري البسيط ليجني ثمار الصفقة.
مئات الآلاف من فرص العمل.. ثمار صفقة الاستثمار الكبرى
وأوضح "مدبولي" أنه في ظل حجم الاستثمارات المُمثل في ذلك المشروع الضخم سيتم خلق ملايين من فرص العمل؛ حيث تحتاج مصر إلى أكثر من مليون فرصة عمل جديدة سنويًا؛ لذا تحتاج الدولة إلى تكرار مثل تلك المشروعات، كما أن المشروع يضع مصر على خريطة السياحة العالمية وضمان السياحة كمصدر مستدام للعملة الأجنبية.
عوائد ضخمة للصفقة.. تفاصيل مشروع رأس الحكمة
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بالحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع أكبر صفقة استثمار مباشر من خلال شراكة استثمارية، بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، و"شركة أبو ظبي التنموية القابضة" بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتنفيذ مشروع تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي، والتي تأتي في ضوء الجهود الحالية للدولة المصرية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.
وبالحديث عن الاتفاق المالي لأكبر صفقة استثمار مباشر بين مصر والإمارات، فإن مشروع رأس الحكمة والصفقة التي تم إبرامها تتضمن شقين: جزء مالي يتم سداده كمقدم، وجزء آخر عبارة عن حصة من أرباح المشروع طوال فترة تشغيله تخصص للدولة، وبالنسبة للجزء المالي سيتضمن استثمارا أجنبيا مباشرا يدخل للدولة المصرية في غضون شهرين بإجمالي 35 مليار دولار، موضحًا أنها سوف تقسم على دفعتين، الأولى خلال أسبوع بإجمالي 15 مليار دولار، والدفعة الثانية بعد شهرين من الدفعة الأولى بإجمالي 20 مليار دولار.
150 مليار استثمارات.. و8 ملايين سائح تجذبهم رأس الحكمة
وبالإضافة إلى الـ 35 مليار دولار في الاقتصاد المصري؛ التي تسهم في حل أزمة السيولة الدولارية في مصر، سيكون للدولة المصرية 35% من أرباح المشروع، ويتوقع الجانب الإماراتي استثمار ما لا يقل عن 150 مليار دولار، سيتم ضخها طوال مدة تنفيذ المشروع لتنمية مدينة رأس الحكمة، التي توفر الملايين من فرص العمل، كما أنه من المتوقع ألا يقل حجم التدفق السياحي على هذه البقعة عن 8 ملايين سائح بل ربما أكثر، بحسب تصريحات رئيس الوزراء.
وفي هذا الشأن، أكدت شعبة الاستثمار العقاري، أن المشروع يعد إحدى الخطوات المهمة للنهوض بالاقتصاد المصري من خلال بوابة الاستثمار العقاري التي تسهم في توفير النقد الأجنبي، وخلق بقاع سياحية جديدة على أرض مصر.
وأكد أحمد عبدالله، عضو شعبة الاستثمار العقاري، أن مشروع رأس الحكمة يشكل أحد الحلول التي لجأت إليها الحكومة للنهوض بالاقتصاد المصري، حيث تعد الصفقة الكبرى دفعة كبير للاقتصاد عبر استثمارات أجنبية مباشرة تسهم في توفير سيولة نقدية من العملة الصعبة، الأمر الذي يحقق الاستقرار للاقتصاد ويخلق الملايين من فرص العمل.
وأوضح "عبد الله" أن رأس الحكمة له عوائد كثيرة من بينها تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للاستثمار العقاري، ورفع تصنيف مصر الاقتصادي، وهو الأمر الذي يعد خطوة ناجحة تعكس الثقة في الاقتصاد المصري.
من جهته، قال الدكتور محمد البهواشي، الخبير الاقتصادي، إن الصفقة الاستثمارية الكبرى لمشروع رأس الحكمة تأتي ضمن استراتيجية الدولة المصرية لتنمية الساحل الشمالي الغربي، من أجل تحويلها إلى مزار دائم طوال العام لضمان استدامة التنمية في المنطقة المهمة من أرض مصر.
وأضاف "البهواشي" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن الدولة المصرية كانت لها تجارب ناجحة للاستثمار في هذه المنطقة ومن بينها مدينة العلمين الجديدة، التي تعد إحدى مدن الجيل الرابع، وشكلت نموذج لتسويق الاستثمار في المنطقة التي يكون لها عوائد كبيرة متمثلة في تشغيل العديد من القطاعات التكاملية مع التنمية العقارية، بالإضافة إلى تشغيل الآلاف من الشباب.
وتابع: "الصفقة الاستثمارية الكبرى بين مصر والإمارات تعطي ضوء أخضر لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتي تعود بالنفع على الاقتصاد المصري في العديد من القطاعات التنموية".