تقف مدينة بيت حانون شامخة أبية فى وجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تلك المدينة الاستراتيجية التي تفصل بين القطاع والأراضي المحتلة في 1948.
حالة من الترقب والحذر يعيشها أهالي مدينة بيت حانون تلك المدنية التي تقع في شمال شرق قطاع غزة وترتفع 50 مترًا عن سطح البحر بسبب القصف المستمر عليها لنحو مايقرب خمسة أشهر من قبل قوات الاحتلال.
ويعتبر موقع بيت حانون موقعاً متميزاً لوجود أكبر معبر برى هو معبر بيت حانون والذي يبعد 6 كيلومترات عن مستوطنة سديروت الواقعة داخل أراضي 48، وقد فر الآلاف من أهل المدنية التي لقب أهلها بالمدينة الساحرة ولم يتبق سواء مايقرب ٢٥٠٠ شخص من أصل 32187 نسمة.
وقد تعرضت بلدة بيت حانون لقدر كبير من التدمير على يد الجيش الإسرائيلي عقب أحداث طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي ، حيث قام الجيش الإسرائيلي باجتياح البلدة، ودمر الآلاف من منازلها مما اضطر سكانها للجلاء عنها قسرا وتحت قذائف الدبابات والطائرات.
وفي السطور التالية ترصد “البوابة" شهادات المواطنين من بيت حانون، تحدثوا فيها عن الظروف المأساوية التي يعيشونها وتجارب الحرب المستمرة في مناطقهم تحت القصف والحرب.
محمد المصري : المدينة أصبحت أطلالا
تحدث المصور الصحفي محمد مهنا المصري، عن وضع بيت حانون الآن قائلا: "إن مدينة بيت حانون شاهد على المأساة التي تعيشها فلسطين فعلاً، فالبُنى التحتية دُمّرت
الأراضي الزراعية جُرفّت، المياه الصالحة للشرب شحيحة جداً ورُبما تكون غير صالحة، المباني السكنية مُربعات دُمرت بالكامل، المُنشآت التعليمية دُمرّت بالكامل لم يتبقَ إلّا 3 مدارس اثنتان حُكوميتان وواحدة تابعة للأونروا وهي التي يعيش فيها أهل بيت حانون الآن".
وأضاف المصري في تصريحات لـ"البوابة "، أن النازحين في مراكز إيواء جباليا من سكان بيت حانون عادوا إلي المدينة عقب انسحاب قوات الاحتلال من بيت حانون بشكل جزئي منها فلم يجدوا إلا أطلالا.
وتابع: أنه لا ملجأ لأهل بيت حانون بعد اكتظاظ النازحين في مراكز الإيواء في معسكر جباليا إلّا بيت حانون، فهذه أرضنا والمكان الذي ترعرعنا فيه فشعارنا هذه أرضنا ومدينَتنا ومهما فعل جيش الاحتلال سنبقى فيها لأنها لنا وستبقى لنا، ويسكن أهل بيت حانون ثلاث مدارس فقط والذين يصل عددهم تقربيا ٢٥٠٠ شخص، مشيراً إلي أنَّ قوات الاحتلال مستمرة في إطلاق القذائف المدفعية وتقوم بإطلاق النار بواسطة طائرة كواد كابتر على المواطنين، فقبل بضعة أيام قام طيران الاحتلال باستهداف منزل مكون من 3 طوابق فسواه بالأرض وهو منزل يوسف سعدات في منطقة الزيتون الأب شهيد الأم شهيدة الأبناء شهداء.
ويصف المصري حال سكان المدينة بقوله "كنتُ في يومٍ من الأيام في بيت حانون رفعتُ هاتفي لعمل مُقابلة مع أحد الموجودين في مركز الإيواء لكن للأسف وجدتهُ وأولاده في جنينة المدرسة يَجمعون حشائش الخُبيزة، فسألتهُ ماذا تفعل؟!
أجابني حشائش الخبيزة لأُطعم أولادي".
وأكد "المصري"، أن الوضع المعيشي والصحي مأساوي؛ والجوع يطرُق الأبواب يوماً عن يوم بشدّة هُناك، وبسبب الوضع المعيشي وفي ظل شُح الخضار ولوازم الأسرة البسيطة، يقوم النازحون بالتوجه للمناطق الشرقية باتجاه الأراضي الزراعية المُجرّفة ليقتادوا لهُم ما استطاعوا وكُل هذا تحت طلقات نيران جيش الاحتلال وقذائفه.
أحمد وائل: القصف الإسرائيلي مستمر على السكان العزل
قال احمد وائل حمدان، مراسل قناة الجزيرة في حديثه لـ"البوابة"، عبر تسجيل صوتي، إن الوضع صعب جدا في بيت حانون وخطر فمازالت قوات الاحتلال موجودة والقصف مستمر والناس على عاتقها فتحت المدارس وسكنت، ولا تصل إلينا أي مساعدات، الشباب تبادر وتدفع الأموال لكي توفر بعض الطعام لأهل المدينة، مشيرا إلى أن نسبة الدمار التي حلت بالمدينة وصلت لـ٨٥٪ وأكثر حيث إن جميع المباني دمرت ومعظم مباني بيت حانون سويت بالأرض، حيث رأيت بأم عيني كيف استهدفوا المباني السكنية فقط، كما لو كانت لعبة كمبيوتر، حيث لايوجد في المدينة سوي الثلاث مدارس التي خصصت لسكن الناس، مشيراً: إلى أن الطعام والماء ينفدان، ولنحو خمسة أشهر، تستمر الحرب على كل شئ البشر والحجر والشجر.
الكفارنة: أعيدوا لنا أرضنا وبيتنا
من جهته قال سلام الكفارنة إنه في الثامن من أكتوبر وفي اليوم الأول من الحرب، استيقظت أنا وزوجتي علي رسالة من الاحتلال الإسرائيلي في منتصف الليل تفيد بالخروج الفوري من البيت وبالفعل خرجنا الي أن وصلنا لمنطقة جباليا، “ومن بعدها صاروا يطلعونا من مكان لمكان".
الشاب الذي كان يعيش في بيت حانون شمال شرقي غزة، إحدي المدن التي استهدفتها طائرات الاحتلال بغارات عنيفة من بداية الحرب واستمرت حتي الآن لما يقرب من خمسة شهور، في حديثه لـ"البوابة"، سرد تفاصيل ما حدث معه في الحرب، “لقد عاصرت وعايشت سبعة حروب في قطاع غزة منذ أن كنت طفلا لم تكن القذائف التي تلقيها الطائرات في الحروب السابقة مثل التي تستخدمها في حرب السابع من أكتوبر، فالأخيرة ضخمة ومرعبة".
وصف الكفارنة بيت حانون بمدينة الجمال الساحرة مدينة الكرم والجود والعطاء اليوم في حالة يرثي ليها حالة حزنية جدا لا أستطيع وصفها نهائيا مدينتي العزيزة الآن كلها عبارة عن دمار وخراب في كل مكان أملنا أن لينا بيوت في الجنة إن شاء الله نسكنها برفقة من ودعناهم من الشهداء.
وتابع: الخراب الأعظم والمهول أينما تكون في بيت حانون، يمكن أن تجد في البلدة كله بيت واحد فقط صالح للسكن كل شيء مدمر البنية التحتية أعمدة الكهرباء المدارس؛ المستشفى كل شيء مدمر الأهالي الذين عادوا إلى المدنية لم يعرفوا الشارع الذي كانت توجد فيه بيوتهم وقد تم تجريف الأراضي الزراعية بالكامل البلدة لم تعد صالحة للحياة.
وقال: "أنا ابن بيت حانون سنظل نقاوم لآخر يوم في عمرنا، لو بدو يموت الناس أجنة في البطون ولوموتوا أسرانا في السجون، كل جيل سيحقد أكثر على إسرائيل، حماس والمقاومة لن تنتهي، القصة ليست حماس، القصة قصة فلسطين، اعطونا أرضنا وعيشوا بسلام".