تعد جريمة مقتل الطالب إيهاب "أشرف عبدالعزيز" صاحب ال16 ربيعا من عمره، هي الجريمة الأبشع التي شهدها الشارع المصري خلال العام الحالي، حيث خرج الطالب لحضور درس فغدر به مدرس الفيزياء وقطع جثته بعد قتله لـ3 قطع ووزع أشلائه في أماكن متفرقة، ليتصدر اسم الطالب منصات التواصل الاجتماعي بكافة منصاتها والمواقع الإخبارية وسط حزن كبير وحسرة من أهالي قرية 7 ثابت التابعة لمركز الستاموني بمحافظة الدقهلية خاصة وأنه تم العثور على قطعة من الجزء السفلي للمجني عليه بداية داخل شيكارة وتم دفنها في جنازة مهيبة، ثم نجحت الأجهزة الأمنية في العثور على باقي أشلاء الجثة وجار تشييعها في جنازة أخري.
مدرس الفيزياء
الجريمة التي شغلت الرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية دارت أحداثها قبل 9 أيام ماضية عندما خرج "إيهاب اشرف عبدالعزيز" من منزله متوجها إلي منزل قاتله المدرس "محمد ع ع ا" 26 سنة، والذي ذات صيته في القرية ومعروف لدي الجميع بأنه المدرس الأفضل بين أقرانه في تدريس مادة الفيزياء، ولكن هذه المرة كانت الأخيرة التي خرج فيها الطالب ولم يعد، فلم يكن يعلم أنه على موعده الأخير مع قاتله داخل جحرته ومنزله، المدرس الذي عاني من ضائقة مالية مؤخرا وتدهورت أحواله المادية دفعته للتفكير في اختطاف طالبه الهمام وطلب فدية من والده ميسور الحال ولكن حيلته قادته لارتكاب واحدة من أبشع الجرائم خلال العقد الأخير بأكمله.
غدر داخل غرفة الدرس
أعد المدرس القاتل العدة وترصد بالمجني عليه فور دخوله إلى منزله وبالتحديد داخل حجرة مخصصة لإعطاء الدروس وقام بتقييده والتعدي عليه بالضرب والاتصال بوالده من رقم هاتف غير معلوم لدي الجميع وطلب فدية مالية كبيرة ووافق والد الطالب، ولكن الخوف والهلع الذي شعر به المدرس جعله يقدم على قتل المجني عليه ويمثل بجثته ويشطرها لـ3 أجزاء "نصف سفلي -جزع -رأس" ووضع أحشاء ضحيته في كيس بلاستيك وقام بالتخلص من الجزء السفلي بعد لفه بقطعة خيش ووضعه داخل شيكارة بمنطقة بحر التبين والجزء العلوي بمجري مائي بمنطقة 21 الأمل بحفير شهاب، وعلى بعد خطوات من الجزء العلوي ألقى الرأس داخل كيس بلاستيك أسود وذهب يبحث عن طالبه رفقة أسرته لإعادته إلى منزله مرة أخرى.
أمل تحول لكابوس
رحلة طويلة كانت تخوضها أسرة المجني عليه حيث لم ينقطع يقينهم بعودة ابنهم حتي عثر أحد الأشخاص على الجزء السفلي لجثة المجني عليه وأبلغ الأجهزة الأمنية والتي استدعت أسرة المجني عليه وتم التعرف على ملابسه ليتحول الأمل في عودة ابنهم إلي جحيم يجتاح الصبر وينتظرون فقط العثور على باقي أشلائه، بعدما صرحت النيابة بدفن الجزء المعثور عليه وتسليمه لذويه لاستكمال إجراءات الدفن ، ووسط جنازة مهيبة كفنته ودفنه أهالي القرية وسط صراخ وعويل لم تشهده 7 ثابت من قبل.
قطعة خيش كشفت الجريمة
وعلى قدما وساق بالجانب الآخر كان عمل قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية لسرعة كشف تفاصيل الواقعة، وبتتبع خط سير المجني عليه تبين أن آخر مكان تواجد به هو منزل مدرس الفيزياء لتتوجه أصابع الاتهام نحوه، ويتم استصدار إذن من النيابة العامة لتفتيش منزله، وبالفعل قد كان وخلال عمليات التفتيش عثر علي قطعة من الخيش المدممة وهي نفس الخيش الذي عثر بداخله على الجزء السفلي للمجني عليه.
ضائقة مالية
وبتضيق الخناق على مدرس الفيزياء القاتل ومضاهاة الدماء بقطعة الخيش ودماء المجني عليه تبين تطابقهما، ليخر ويعترف بجريمته النكراء وقيامه بقتل طالبه الذي عرف فيما بعد إعلاميًا ب"طالب الدقهلية المشطور"، وتقطيع جثته لأشلاء ومساومة والده وطلب فدية لمروره بضائقة مالية، وتم بإرشاده العثور على الجزء العلوي من جسد المجني عليه وكذا العثور على الرأس وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
الأمن يكشف تفاصيل الجريمة المروعة
تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات أجهزة الأمن كانت بتلقي مركز شرطة الستامونى بمديرية أمن الدقهلية من تاجر أدوات منزلية مقيم بدائرة المركز، بتغيب نجله طالب، مقيم بذات العنوان، عقب خروجه من المنزل لتلقى دروس تعليمية بإحدى القرى المجاورة ، وعقب محاولة الاتصال على هاتفه أجاب شخص "مجهول" وقرر بتواجد المتغيب رفقته وطلب مبلغ مالى نظير إطلاق سراحه.
وفى وقت لاحق تبلغ للأجهزة الأمنية من بعض أهالى إحدى القرى بدائرة المركز بالعثور على جوال بلاستيكى مُلقى بإحدى الأراضى الزراعية بداخله جزء من جثمان المجنى عليه، وتم تشكيل فريق بحث جنائى بمشاركة قطاع الأمن العام ومديرية أمن الدقهلية أسفرت جهوده عن تحديد مرتكب الواقعة؛ مدرس، مقيم بذات القرية، عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة وقيامه بقتل المجنى عليه بتستخدام "سكين" ومطالبة أهله بمبلغ مالى، كما أرشد عن باقى أجزاء الجثمان بأنها في أحد المصارف المائية بدائرة المركز، وأضاف بتخلصه من متعلقات المجنى عليه بإلقائها بأحد المجارى المائية، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية وتولت النيابة العامة التحقيق.
النيابة تعاين مسرح الجريمة
من جهتها حققت النيابة العامة فى القضية رقم 1041 لسنة 2024 جنح الستاموني، المتهم فيها مدرس فيزياء بقتل طالب ثانوى في محافظة الدقهلية.
وقالت النيابة العامة في بيان إنها قد تلقت إخطارًا من مركز شرطة الستاموني بتاريخ 14/2/2024 الساعة السادسة مســاًء بالعثور على نصف سفلي لجسم آدمي غير معلوم، وتم نقله بمعرفة الأهالي إلى مستشفى بلقاس العام؛ فانتقلت النيابة لمعاينة مسرح الواقعة والذي تبين أنه أرض زراعية مغمورة بالمياه وقامت بمناظرة النصف السفلي للجثمان.
فدية 100 ألف جنيه
واستمعت النيابة العامة إلى أقوال والد المجني عليه الذي قرر بأن الجثمان لنجله، وأضاف أن نجله كان قد توجه لتلقي درس في مادة علمية على يد أحد الأشخاص وبالاتصال على هاتفه المحمول أكثر من مرة لم يتجاوب، وفي المرة الأخيرة جاوبه مجهول وأخبره بقيامه بخطف نجله وطلب فدية مائة ألف جنيه.
وتوصلت التحريات إلى مرتكب الواقعة والذي تبين أنه طالب جامعي كان يعطي المجني عليه درسا خاصًا، فتم ضبطه وعرضه على النيابة العامة وباستجوابه أقر تفصيلًا بارتكاب الواقعة بغية طلب فدية من أهل التلميذ لمروره بضائقة مالية.