الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ابتعد عن اللحمة وخليك "نباتى"!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

ربما فى طرحى لعنوان المقال، مخرج لدى الغالبية العظمى من الشعب الذى يشكون من غلاء أسعار اللحوم بشكل غير مسبوق، وبمستوى وصل إلى أن سعر ٢ كيلو لحمة بألف جنيه بسبب غلاء الأعلاف التى نستوردها من الخارج بالدولار الذى وصل هو الآخر الى أعلى درجاته فى سوق الصرف، فانعكس ذلك على المواطنين الذين يشكون ليلًا ونهارًا من غلاء أسعار اللحوم والفراخ وكل ما هو متعلق بالأعلاف بالرغم من مبادرات الحكومة للتخفيف على المواطن إلا أن معظم هذه المبادرات لم يكن لها تأثير يذكر عليه، ونحن نقترب بالفعل من شهر رمضان المعظم، وهناك أزمات عديدة منها اختفاء السكر وغلاء الزيت، ومن أجل ذلك ينصح البعض بأن تكون نباتيًا أى تأكل الخضروات والفاكهة، وتبتعد عن اللحوم من أجل صحة أفضل ونشاط أكثر وفقًا للأبحاث والدراسات الصحية العالمية والتى حذرت من الشراهة فى تناول اللحوم والذى بدوره يسبب الأمراض العديدة وقلة الحركة والنشاط، ومن ثم يؤثر على الأعمار، والأخيرة بطبيعة الحال بيد الله سبحانه وتعالى ولكن لكل شيء سببًا، والخالق عز وجل قال لنا "لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة"، ولكن القلة من الناس تهرول إلى شراء اللحمة بشراهة وتقوم بتخزينها لشهر رمضان حتى تؤمن نفسها فى الطعام بعد الصيام، وكأن رمضان شهر الطعام والتغذية وتخزين المأكولات وليس شهرًا للتعبد والصلاة والذكر لله عز وجل.. الأمر صار يثير علامات التعجب والاستفهام  من قبل بعض الناس الذين يشتهون اللحوم، ولا يفكرون فى حل الأزمة بالتحول الفورى إلى النباتى، وهو تحول أكثر صحة ونشاطًا وقوة، مثل الأوروبيين والصينيين واليابانيين وغيرهم ممن هم فى أفضل صحة وحال وهم بعيدون عن اللحوم وتناول البروتينات الحيوانية.

على الرغم من أن هناك  حوالى  أكثر من 1.5 مليار إنسان نباتى فى العالم حسب تقرير لمنصة "ديلز أون هيلث".. حيث يعتمد النظام الغذائى النباتى على أكل النباتات بأنواعها ويستثنى أكل اللحوم بما فى ذلك الأسماك والدجاج والرخويات وغيرها، ولا يسمح بأكل أى من منتجات المملكة الحيوانية مثل الحليب والزبدة والبيض والعسل، ويشمل ذلك أيضًا الامتناع عن استخدام المنتجات الثانوية كالصوف والجلود.

ففى الهند  تجد أكبر عدد من النباتيين فى العالم، حيث يشكلون حوالى 40% من عدد السكان، أما فى الولايات المتحدة فيشكل النباتيون ما نسبته 6.5% من عدد السكان، وتبلغ نسبتهم فى المملكة المتحدة نحو 4.6% من عدد السكان، ويزداد عدد النباتيين فى مختلف أنحاء العالم لأسباب دينية أو أخلاقية أو لاتباع أسلوب حياة صحى بعيدًا عن أمراض العصر مثل السرطان والسكرى وأمراض القلب وضغط الدم.

وتربط الأبحاث والدراسات العلمية الأطعمة النباتية ومكوناتها بالحفاظ على وزن صحى وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. وفى الوقت نفسه، ربطت هذه الأبحاث بين استهلاك اللحوم، وخاصة اللحوم المصنعة، وزيادة مخاطر الإصابة بهذه الآفة.

ومع ذلك، فهناك بعض المحاذير حيث إن من الضرورى أن يعرف الناس كيفية الوصول إلى الحد المسموح به من المغذيات التى يحتاجها جسم الإنسان كل يوم. وهنا فقد لا تكون بعض العناصر الغذائية مثل البروتين والحديد وفيتامين ب 12 وأحماض أوميجا 3 الدهنية وغيرها متاحة بسهولة للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، ومن ثم يصبح من المهم بالنسبة للفرد البحث عن البدائل النباتية للأغذية الحيوانية التى توفر هذه المعادن والعناصر الغذائية

فكرة أن تكون نباتيًا أفضل جاءتنى من حديثى من ابنى الأكبر، ووجدت أنها رائعة وتوفر لك أشياء كثيرة لصحتك ولأسرتك ولضغطك العصبى والنفسى مع أسرتك وزملائك وأصدقائك والجميع من حولك.

*أستاذ بكلية الإعلام – جامعة القاهرة