الحمامات الشعبية لها فوائد عديدة، ومتنوعة وتتعدد طرق الاستحمام بها فهناك الاستحمام باستخدام المغاطس الساخنة والباردة وغرف البخار، وتساعد تلك الطرق على الاسترخاء وعلاج آلام الظهر والتشنجات العضلية وتقشير الجلد الميت، وتستند هذه الفوائد إلى استخدام كيس مصنوع من ألياف طبيعية معينة، والذي يعمل على تحفيز الدورة الدموية في الجسم وتوسيع الشعيرات الدموية وإزالة السموم المتراكمة على سطح الجلد.
أجرت "البوابة نيوز" جولة في أحد أشهر الحمامات الشعبية والذي يعود تاريخ إنشائه لمئات السنين ويطلقون عليه "حمام التلات" وتم تسميته قديما بهذا الاسم بسبب أنه كان يتم فتحه في هذا اليوم للسيدات ويأتي إليه الزبائن من كل مكان بغرض الاستحمام والاستجمام للخروج من حالة الإرهاق والتعب وهو ما تؤكده مقولة "دخول الحمام مش زي خروجه".
يرجع تاريخ إنشاء الحمام لزمن حكم المماليك منذ 700 عام حيث تم إنشاؤه كحمام شعبي في عهد والي مصر عمرو بن العاص وكانت قد انتشرت هذه الحمامات في العهد العثماني الذي يعد العصر الذهبي للحمامات الشعبي، حيث كان يسافر التجار لمسافات طويلة للذهاب اليه قاصدا الاسترخاء والتخلص من عناء السفر حتى باتت ملتقي التجار والحكام وعامة الشعب في ذلك الوقت.
يقع الحمام وسط حواري بولاق أبو العلا خلف ورش السبتية وسوق العصر . وعلي الرغم من كونه حماما شعبيا إلا أنه يتميز بكل ما هو جديد كما لو أنك في ساونا حديثة مضافا إليه الأجواء الشعبية وبه مواعيد خاصة للرجال الذين يأتون له في السابعة مساء بينما مواعيد السيدات تكون صباحا.
حمام الثلاثاء حمام له فرعان، هما: «عوكل ومشمش» ويقع في أزقة وشوارع "الوكالة" بالقرب من محطة مترو جمال عبد الناصر، ويرتاده العديد من الفتيات يومياً، ومواعيد عمله من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 5 مساءً، ويمنع منعا باتا استخدام الهواتف المحمولة في الداخل، لمنع التصوير.
حكاية عروسة
روت إحدى زوار "حمام الثلاث" قصتها قائلة: "ذهبت إلى هذا المكان وكان له تأثير رائع في تبييض وتطهير جسمي، وشعرت حقاً بالانتعاش والنظافة".
وتابعت: "أنا كعروسة، شجعني أحد الأصدقاء على الذهاب إلى حمام الثلاث، مشيدا بتميزه، وكنت مترددة في البداية لأنني لا أعرف الطريق، فقررت ذات يوم أن آخذ والدتي وأطلبها"، ووجدنا طريقنا إلى "حمام بخار المرجوش" كما هو موصى به المكان قديم جدا يعود إلى أيام المماليك.
وعند الدخول كانت هناك منطقة استقبال فيها سيدة مسنة جمعت كل متعلقاتي الشخصية من هواتف محمولة ومجوهرات، وكتبت كل شيء على ورقة ووضعتها في حقيبة، وألصقتها. بملابسنا، وبما أن والدتي كانت معي، فقد انتظرت في منطقة الاستقبال بينما كنت أرافق سيدة نادت اسمي وأرشدتني إلى الداخل.
وتابعت: دخلت إلى غرفة مغلقة بباب خشبي قديم، وكان بداخلها حوض دائري به ماء ونساء يجلسن حوله، بعضهن يقشرن ويضعن أقنعة مغربية وعدسية، وأغلبهن يرتدين البكيني، ثم دخلت أخرى". الغرفة من خلال خمسة سلالم كبيرة، وكان هناك حوض استحمام كبير به ماء ساخن يتدفق من أنبوب قريب من السقف.
ولاحظت وجود فتحات صغيرة في السقف المقبب للتهوية، أمرتني السيدة بالجلوس بجانب حوض الاستحمام والاتصال بها عندما شعرت كان البخار يشبع جسدي، ثم تلفني بمنشفة، وأخرج إلى أمي"، وأضافت: “مكثت هناك حوالي الساعة والنصف.
يقول الحاج "عوكل" صاحب أشهر إحدى الحمامات الشعبية أن الحمام أجري عليه تعديلات وتحديث منذ 25عاما ليصبح حماما شعبيا علي أحدث طراز يوصف من الداخل بغرف خلع للملابس وكوافير واستراحات وادراج الامانات والحنانة التي تقوم برسم الحناء ومغاطس ساخنة وباردة وغرف بخار وساونا لها فوائد كثيرة تعمل على الاسترخاء وعلاج آلام الظهر والتشنجات العضلية وتقشير الجلد الميت معتمدة على كيس معين مصنوع من ألياف طبيعية لتنشيط الدورة الدموية في الجسم وفتح الشعيرات الدموية وإزالة السموم المتراكمة على سطح الجلد.
"حمام التلات"
"حمام التلات" ليس مجرد مكان للاستحمام الشعبي، ولكنه أيضًا مركز للحكايات الشعبية، فعلى الرغم من شعبيته الهائلة، إلا أن الكثير من الناس يستفسرون عنه لأنه يوفر جميع وسائل الراحة للمنتجع الصحي بأسعار معقولة، ويتسع الحمام لـ 25 فردًا، ويفتح يوميًا من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً للسيدات، ومن 7 مساءً حتى 7 صباحًا للرجال.
ويضيف قائلا " أنه كان يوجد 36 حماما قديما في مصر وأصبح الآن ثلاثة حمامات فقط ، أشهرها حمام عوكل ومشمش في نفس الشارع وعن وصف المكان من الداخل به غرفة بخاركبيرة، التي تشبه حمام «الجاكوزي» حاليا، تتوسطها نافورة وبجانبها مقاعد رخامية مستطيلة الشكل، و3 أحواض للمياه الساخنة والباردة، وفي هذه الغرفة تتم عملية "التكييس" التي يقوم الزائر خلالها بإزالة ما يعلق في الجلد الخارجي من جسده من قشور أو دهون.
ويستطرد قائلا: "والكثير يتردد عليها من سكان القاهرة والمحافظات حيث لم تكن حمامات، وسابقا كان يلجأ إليها المقبلون على الزواج خاصة يوم الثلاثاء؛ حيث كان المصريون ولا يزال أغلبهم حريصون على عقد الزواج يوم الخميس ويكون الأربعاء ليلة الحنه، ويخصص يوم الثلاثاء للاستحمام والاسترخاء والتزين. وأصبح المكان بعد ذلك سوقا.
وتم هدم الكثير من الحمامات الشعبية وأقيم مكانها محلات كثيرة للوازم العروسين، حيث احتفظ المكان بلقبه القديم «حمام التلات» وبطابعه التاريخي، الذي أصبح مسجلا في الهيئة العامة للآثار ضمن عدد من الحمامات الشعبية الأخرى.
وفي السوق، يوجد بعض الحمامات الشعبية التي تستقبل زوارها للاستمتاع بخدمات حمام شعبي متكامل يتماشى مع روح العصر، وتقدم هذه الحمامات خدمات متنوعة مثل التدليك، الجلسات التجميلية، وكريمات تفتيح البشرة، بأسعار منخفضة.
ويتردد الزوار على هذه الحمامات من مختلف الطبقات الاجتماعية، ويتلقون الخدمات المطلوبة بناءً على احتياجاتهم، ويحضر العديد من السيدات المتزوجات هذه الحمامات للاسترخاء والاستمتاع بخدمات التدليك والعناية بالبشرة.
بينما تأتي الفتيات اللواتي سيتزوجن قريبًا برفقة صديقاتهن في جلسات تجهيز للزفاف، ويتوجب على الزبائن الذين يزورون الحمام للمرة الأولى التعرف على الأسعار والخدمات المقدمة، الجلسات التجهيزية للعروس بأسعار معقولة بالمقارنة مع مراكز التجميل الفاخرة.
أشهر رواد الحمام
يتهاتف الكثير من الرواد على الحمام فيعد ملاذا لكل شخص ومصدر جلب لكل فئات المجتمع بما فيهم المشاهير، ومن أشهر رواد الحمام، النجم الرياضي الكبير طاهر ابو زيد، ونجمة الفن سوسن بدر، ومصطفي حشيش وعمرو عبد العزيز.
نصائح وإرشادات للزوار
عند زيارة الحمام، يمكن أن تستفيد من النصائح التالية: تذكرة الدخول تكلف 100 جنيه وتشمل السونا، حمام البخار، التكييس والماسك، والتكييس هو عملية تدليك لإزالة الجلد الميت، بينما يعمل حمام البخار على تنظيف الجسم بالكامل، والسويت يستخدم لإزالة الشعر من الجسم بأكمله، والماسك يستخدم لتفتيح لون البشرة وإزالة البقع الداكنة في الوجه.
حمام مغربي
الحمام المغربي عبارة عن وضع طين مغربي على الجسم بأكمله، وفي الحمام يفضل الذهاب مع مجموعة من البنات، أو الشباب لتجنب أي توتر أو سوء تفاهم، ويجب تحضير هذه الأدوات أو شرائها من الحمام، فاحضري معك الأشياء التالية: لوف عادي ولوف مغربي، شامبو، كريمات، بشكير كبير، مايوه وملابس داخلية.