في هذا اليوم، نحتفل بذكرى ميلاد الكابتن "محمود الجوهري"، الروح الرياضية النابضة التي ولدت في 20 فبراير 1938.
"الجوهري"، ليس فقط مدربًا لمنتخب مصر الوطني في كرة القدم، بل هو أيضًا بطل من أبطال الجيش المصري الذين أضاءوا سماء حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973.
كان "الجوهري" يحمل رتبة "مقدم" في سلاح الإشارة، وارتقى بتفانيه وإخلاصه إلى رتبة "عميد"، حيث خدم وخاض تجاربه العسكرية بكل إخلاص وشرف.
لكن لم يكتفِ بتألقه في الزي العسكري فقط، بل أبدع أيضًا في مجال كرة القدم، ما جعله يحظى بلقب "جنرال الكرة المصرية".
في هذا اليوم، نستحضر الذكريات الزاهية لرجل كرة قدم فذ، وجندي استثنائي، نشيد بإرثه الرياضي والعسكري، ونتذكر بفخر واعتزاز مسيرة حياة "الجوهري" التي لن تغيب عن أذهاننا.
البداية أهلاوية
بدأ "الجوهري" مشواره مع كرة القدم، ناشئًا في النادي الأهلي تحت 18 سنة موسم 1954/55، ثم أصبح لاعبًا في الفريق الأول بالنادي. وحقق مع الأهلى عدد من البطولات، منها 6 بطولات دوري، و3 كأس مصر.
أما مسيرته مع المنتخب المصري، فبدأت سنة 1958، حين شارك أمام بطل العالم وقتها "منتخب ألمانيا الغربية". وحقق مع المنتخب؛ كأس الأمم الأفريقية سنة 1959 في مصر، وحصد لقب "هداف البطولة" بـ3 أهداف.
وبعد حوالي 11 سنة كلاعب، اعتزل "الجوهري" كرة القدم بسبب إصابته بالرباط الصليبي، واتجه للتدريب، وقال: "اعتزالي المبكر جعلني أسعى بقوة لتحقيق ما فاتني في الملعب مع اللاعبين الذين أدربهم".
كأس العالم 90
نجح في قيادة الأهلي، للفوز بأول بطولة أفريقية في تاريخ النادي "دوري أبطال أفريقيا" سنة 1982. كما نجح في قيادة الزمالك للفوز بنفس البطولة سنة 1993. وكان أول مدرب مصري يتولى تدريب الفريقين في تاريخ الكرة المصرية.
تولي تدريب المنتخب المصري، في سبتمبر 1988، ووصل به إلى كأس العالم 1990 في إيطاليا للمرة الثانية في تاريخه، وحصد معه الميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية سنة 1992. وتحت قيادته أيضًا، فازت مصر ببطولة أمم أفريقيا سنة 1998 في بوركينا فاسو، وأصبح أول مدرب يفوز بالبطولة لاعبًا ومدربًا.
وخارج مصر، تولى "الجوهري" تدريب أندية؛ الأهلي والاتحاد في السعودية، والشارقة والوحدة في الإمارات. وعلى مستوى المنتخبات؛ قاد "عمان" في كأس الخليج سنة 1996، وتولى تدريب "الأردن" سنة 2002، وقاده للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأسيوية سنة 2004 فى الصين لأول مرة في تاريخه.
جنازة عسكرية
بعد أن ترك التدريب سنة 2007، عمل "الجوهري" كمستشار في الاتحاد المصري لكرة القدم حتى 2009، وتولى منصب مستشار الاتحاد الأردني لكرة القدم سنة 2009 حتى رحل عن عالمنا في سبتمبر 2012.
أُقيمت له جنازة عسكرية في الأردن، شارك فيها الأمير علي بن الحسين. ثم نُقل إلى القاهرة في طائرة عسكرية، وشُيع جثمانه في جنازة عسكرية، تقديرًا لدوره البارز في تاريخ الكرة المصرية.