يوافق اليوم 19 من شهر فبراير، ذكرى تولى السلطان محمد خان الثانى الشهير بـ محمد الفاتح، سلطانا عثمانيا للمرة الثانية ، وجاء ذلك فى 19 فبراير عام 1451
السلطان محمد الفاتح
اسمه بالكامل هو السلطان الغازي أبي الفتح والمعالي محمد خان الثاني بن مراد بن محمد العثماني، ويعرف باسم "محمَد الثاني ، ولقب ب محمَد الفاتح ، وهو سابع سلاطين آل عثمان.
ألقابة
و يعد خامس من لقب سلطانٍ بينهم وثاني من لقِب بِالـ«ثاني» من سلاطين آل عثمان، وأول من حمل لقب «قيصر الروم» من الحكام المسلمين عموما والسلاطين العثمانيين خصوصا.
ولقب السلطان محمد الفاتح بِـلقب «صاحب البِشارة» أيضا وذلك اعتقادا من جمهور المسلمين أنَ نبوءة الرسول محمد القائلة بِفتح القسطنطينية قد تحققت على يديه.
كما لقب في أوروپَا بِـ«التُركي الكبير»، و«إمبراطور الترك» نظرا لأهمية وعظمة إنجازاته وانتصاراته العسكريَة التي حققها على حساب القوى المسيحية.
حكمة الدولة العثمانية
جلس محمد الثاني على عرش الدولة العثمانية مرتين: كانت المرة الأولى عقب وفاة شقيقه الأكبر علاء الدين، واعتزال والده مراد الحياة السياسية، نتيجة هزيمته على يد تحالف صليبيٍ.
فانقطع لِلعبادة في وترك شؤون الحكم لِولده السلطان محمد الفاتح ، وفي تلك الفترة كان السلطان الجديد ما يزال قاصرا، فلم يتمكَن من الإمساك بِمقاليد الحكم.
وأستغلت الدوائر الحاكمة في أوروپا صغر سن السلطان ففسخت الهدنة التي أبرمتها مع والده، وجهَّزوا جُيُوشًا لِمُحاربة الدولة العُثمانيَّة، فأُجبر السلطان مراد على الخروج من عزلته والعودة إلى السلطنة لِإنقاذها من الأخطار المحاطة بها، فقاد جيش ضخم والتقى بِالعساكر الصليبية عند مدينة وارنة البلغارية ،وانتصر عليها انتصارا كبيرا ، ثم عاد إلى عزلته لكنه لم يلبث بها طويلا، نظرا لأن عساكر الإنكشاريَّة ازدروا بِالسُلطان محمد الفتى، وعمت الفوضي في العاصمة أدرنة.
فعاد السُلطان مُراد إلى الحُكم وأشغل جنوده بِالحرب في أوروبا، وبِالأخص في الأرناوط، لِإخماد فتنة إسكندر بك الذي شق عصا الطاعة وثار على الدولة العثمانية، لكن توفي السلطان قبل أن يُتم مشروعه بِالقضاء على الثائر المذكور، فاعتلى ابنه محمد العرش للمرة الأخرى.
تولي محمد الفاتح للمرة الثانية
ولما تولى محمد الثاني الملك عقب أبيه كانت بعض البلاد خارجة عن سلطانه ومنها بلاد القرمان وبعض مدن ساحل بحر البنطس (الأسود) وإمبراطوريَّة طرابزون الرومية.
وصارت الإمبراطورية البيزنطية قاصرة على مدينة القسطنطينية وضواحيها. وكان إقليم المورة مُجزأ بين البنادقة وعدة إمارات صغيرة يحكمها بعض أعيان الروم أو الإفرنج الذين تخلفوا عن إخوانهم بعد انتهاء الحروب الصليبية، وبلاد الأرناؤوط وإپيروس في حمى العاصي إسكندر بك، وكانت بلاد البشناق مستقلة والصرب تابعة لِلدولة العثمانية تابعيَة سيادية، وقسم كبير ممَا بقي من شبه الجزيرة البلقانيه داخلًا تحت السُلطة العثمانية.
وقد سعى السلطان الفاتخ إلى تحقيق وصيَة والده بِفتح القسطنطينية ،و فتح ما بقي من بلاد البلقان أيضًا حتَّى تكون أملاكه متصلة لا يتخلَلها أعداء وثغرات أمنية.
وفي عام 857هجري الموافق لِعام 1453ميلادي ، حاصر السلطان محمد القسطنطينية عقر أن حشد لِقتال البيزنطيين جيشنا عظيما وزود بِالمدافع الكبيرة، وأُسطولا ضخما، لحاصرهم من ناحيتيّ البر والبحر .
واستمات البيزنطيون في الدفاع عن عاصمتهم،، وعقب انقضاء شهر على الحصار حتّى تهدمت بعض أجزاء الأسوار التي كانت تحمي المدينة، وتدفق العثمانيين من خلال الثغرات إلى قلب القسطنطينية، فسقطت في أيديهم وأصبحت جزءا من ديار الإسلام، وشكل سقوط المدينة نهاية الإمبراطورية البيزنطية عقب أن استمرت أحد عشر قرنا.