الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى ميلاده| محمد نجيب.. أول رئيس جمهورية لمصر.. شارك في حرب فلسطين 1948 وأُصيب خلالها 3 مرات.. وأجاد 5 لغات أجنبية

...
...
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نستعيد اليوم ذكرى ميلاد اللواء "محمد نجيب".. ذلك القائد الذي ارتبط اسمه بتلك اللحظة الفارقة في تاريخ مصر، عندما تحولت من مملكة إلى جمهورية في عام 1953.

 

"محمد نجيب يوسف" وُلد في 19 فبراير، سنة 1901 بالخرطوم، لأسرة مصرية عسكرية، حيث كان والده ضابطًا في الكتيبة المصرية بالسوادان. 

تلقى "نجيب" تعليمه الثانوي بالسودان، ثم عاد إلى أرض الوطن ليبدأ رحلة تعليمه في المدرسة الحربية، وتوج بالتخرج في عام 1918. من ثم، عاد إلى السوان ليكمل خدمته في الكتيبة التي عمل فيها والده "17 مشاة".

في هذا الجو الأكاديمي والعسكري، استقر "نجيب" لدراسة القانون، محققًا إنجازًا فريدًا باعتلاء قمة التفوق، حيث أصبح أول ضابط يحمل ليسانس الحقوق في عام 1927.

ولم يكتف بذلك بل سعى للمزيد، حاول ترويج شرف الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي والقانون الخاص، مرفقًا إياها بشهادة أركان الحرب، وبإتقان لغات عدة؛ الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعبرية.

وفي غمرة عواصف الترقيات والتحديات، كان "محمد نجيب" يتسلق سُلم الجيش المصري بثقة وإصرار. بدأت مسيرته في الجيش برتبة يوزباشي "نقيب" في عام 1931 حتى رتبة أميرالاي "عميد" سنة 1948.

وعُرف عنه روح التمرد والثورة، حيث أعلن تأييده لسعد زغلول وثورة 1919، وقدم استقالته سنة 1942 اعتراضًا على التدخل البريطاني في الشئون الداخلية لمصر بعد حادثة حصار الدبابات الإنجليزية للقصر، لكن الملك رفض استقالته.

وفي عام 1948، انخرط "نجيب" في حرب فلسطين، وتعرض خلالها للجراح ثلاث مرات. وشهدت الفترة نفسها، لحظة لقاء مصيري لنجيب مع "الضباط الأحرار"، حيث كان الصاغ، عبد الحكيم عامر، أركان حرب في اللواء الذي كان يقوده "نجيب".

عاد " محمد نجيب" من ساحات الحرب، لكن هذه المرة كقائد لمدرسة الضباط العظام في عام 1949، ثم كمدير لسلاح الحدود في نفس العام. وفي ديسمبر 1950، رًقيّ "نجيب" إلى رتبة "لواء"، مُستلهمًا ليس فقط من مكاسبه الشخصية، بل من رؤيته الأوسع لخدمة وطنه

وفي يناير 1952، اُنتخب " محمد نجيب" رئيسًا لمجلس إدارة نادي الضباط بأغلبية الأصوات، بدعم من الضباط الأحرار، غير أن الملك فاروق أمر بحل المجلس. 

وحين وقع حريق القاهرة في يناير 1952، وحدث الصدام بين نجيب والملك فاروق، على خلفية قيام الملك بترقية "حسين سري" مديرًا لسلاح الحدود بدلًا منه، بدأ التشاور بين "نجيب" والضباط الأحرار على ضرورة تغيير الأوضاع جذريًا، فاختاروه قائدًا للثورة.

نجحت ثورة يوليو 1952، في الإطاحة بالملك فاروق. وعُين "نجيب" قائدًا عامًا للقوات المسلحة. 

وفي 18 يونيو 1953، أعلن مجلس قيادة الثورة إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، ليُصبح "محمد نجيب" أول رئيس للجمهورية، وأعلن المبادئ الـ6 للثورة وهي القضاء على الاستعمار، والإقطاع، والاحتكار، وإقامة عدالة اجتماعية، وجيش قوي، وحياة ديمقراطية.

وبسبب خلافاته مع أعضاء مجلس قيادة الثورة، قدم "نجيب" استقالته في فبراير 1954، لكن التأييد الشعبي لـ"نجيب" أعاده مرة أخرى لرئاسة الجمهورية في الشهر نفسه. 

وفي 14 نوفمبر 1954، تم إعفاء "نجيب" من رئاسة الجمهورية، وجميع المناصب التي يشغلها، وتم تحديد إقامته مع عائلته في قصر المرج "قصر زينب الوكيل" تحت حراسة مشددة، إلى أن أفرج عنه الرئيس أنور السادات في عام 1971، بعد 17 سنة.

صدر لنجيب عدد من المؤلفات منها؛ مصير مصر "بالإنجليزية" سنة 55، وكلمتي للتاريخ سنة 57، وكنت رئيسًا لمصر سنة 84. 

وبعد صراع مع المرض، دام لـ4 سنوات، رحل عن عالمنا "محمد نجيب" في أغسطس عام 1984، إثر إصابته بغيبوبة في مستشفى كوبري القبة العسكري، وأمر الرئيس حسني مبارك بتشيع جثمانه في جنازة عسكرية.