تمردت على العادات والتقاليد العتيقة مؤمنة بحقيقة الحياة والهدف منها وأنه لا يوجد فرق بين المرأة والرجل، وفي ذلك حاربت كل من حولها أهلها وجيرانها، وأصدقائها تفيض بمشاعر الحماسة والفخر والاعتزاز بكونها سيدة أرادت أن تجعل من نفسها أيقونة عمل مدافعة عن حلمها في أن تجعل من أولادها أما عظيمة وأبا فاضلا يقود أسرة كريمة يعيش أولادها بالعمل والكفاح ساعين نحو تحقيق هدف الحياة، وأنها لا تقف عند أحد وكلها ما هي إلا مزرعة للآخرة وفي ذلك زعمت أن تكون وتقف ما بين مصاف الرجال بجوار زوجها كتفا بكتف مهما كانت الصعوبات متيقنة بأنه لا يوجد مستحيل.
السيدة "أم محمد" البالغة من العمر 40 عاما من مواليد قرية "أبي بلبلة“ التابعة لمحافظة بنى وسيف ، عن رحلتها وكفاحها مع زوجها تقول: ”رفض زوجي أن أعمل معه مبررا ذلك بأن هذا العمل وهي أن أكون أسطي ونجار معه هو عمل خاص بالرجال ويتناسب معهم فحسب، بجانب صعوبة ذلك العمل توزن بميزان عمل الفواعلية، ولا يصح بأن سيدة تعمل ذلك النوع من العمل.
وتابع:" حاولت أن أقنعه بأن أعمل معه فضلا عن أننا بحاجة لأن أوفر يومية الاسطى الذي يعمل معه بعد أن دب بينهما خلاف حاد أثر أن ينصفه فيما يحصل عليه من أي كسب مادي ويشاركه قسمه على رزقه، مما جعله يتشاجر معه وعنها تركه وأصبحت الورشة مقتصرة على زوجي فحسب كعامل وصاحب الورشة فعنها أقنعته بألا يقلق ولا يبحث عن أحد غيره وأنني سوف أحل مكانه.
تواصل "رفض موقفي وأعمل معه ولكني أقنعته مبررة أنه لا حيلة لنا إلا أن أقف معه وخاصة بعدما تبين طمع كل من عرض عليه العمل تردد كثيرا واحتار وبعد التردد والتفكير وافق على طلبي بأن أنضم إليه وأن أقوم بالعمل معه، وسررت بقراره في أن أكون معه وتعلمت منه كل شيء وقد استغرق التعليم منى حوالي عام كامل حتى أتقنت العمل جيدا وبقيت محيطة بجوانب العمل، وتحديا للظروف والتقاليد والواقع أصبحت معه.
وتختتم: أحلم بأن أكبر الورشة وأجعل منها أكبر ورشة بالمحافظة فضلا عن أن أعلم أولادي وأجعل منهم أبا فاضلا وأما عظيمة، وفي ذلك علمت أحدهم حتى ألحقته بالجامعة وهناك من يعد نفسه للالتحاق بكلية الطب أما الأصغر فهو في بداية رحلته مصمما على أن يصبح عالما إذ إنه متميز بمادة العلوم.