لا تزال الجريمة الأسرية تتصدر المشهد فى أخبار الحوادث، فهناك فى قرية علواية سعادة التابعة لمحافظة الفيوم، وقعت جريمة قتل تقشعر لها الأبدان عندما أقدم عاطل على ذبح نجل عمه وقتله وسط الشارع بدم بارد بسبب الغيرة وشعوره بالدونية من المجنى عليه.
عاش "عبدالرحمن" المجنى عليه الشاب الذى أتم عامه الثالث والعشرين وهو نفس عمر نجل عمه المتهم "إبراهيم"، وتربيا سويا داخل منزل واحد لم يكن يفرقهما سوى النوم فكلا يخلد داخل شقة والده فى بيت العائلة، ولكن مع بلوغ الشباب وتقدمهما فى السن وأصبحا يافعين تسللت الغيرة إلى قلب "إبراهيم" الذى ما زال عاطلا يبحث عن الأموال من جيب والده.
بينما كان الشاب "عبدالرحمن" ابن موت كما يطلقون على الشباب الذى يتمتع بخلق مميز وسيرة عطرة بين أهالى القرية، بدأ مشروعه وقام باستئجار محل وفتح محل استورجى وبدأ التجهيز لخطبته وبناء أسرة جديدة وعلى النقيض كان قاتله الذى سلك طريق التعاطى وتملكه شيطانه وجعله فريسة سهلة له.
فى اليوم المشؤوم طلب المجنى عليه عبدالرحمن من والده بعض التيشريات الجديدة وهو ذاهب للسوق، وعقب وصول والده وشقيقه لمنطقة التسوق ومهاتفة المجنى عليه لمعرفة طلبه بالتحديد أجابهم وخلال المكالمة انقطع الاتصال وحاول شقيقه ووالده معاودة الاتصال معه دون جدوي، وبعد مرور نصف ساعة وفى محاولة يائسة رد شخص على الهاتف وأبلغ والد عبدالرحمن، صاحب التليفون ده مدبوح ومرمى فى الشارع.
كلمت كالصاعقة وقعت على أذان والد الضحية غير مصدق لما سمع وعلى الفور تحرك ونجله الآخر ليجد ابنه مذبوحا وملقى وسط تجمع الأهالى وتكاد رقبته تكون مفصولة عن جسده، حاول معرفة القاتل ليقع على أذانه صاعقة أخرى قاتل نجله هو ابن شقيقه، وهو نفس الشخص القريب من الضحية ونفس عمره وشقيقه بالرضاعة وقضيا طيلة الـ٢٣ عاما السابقة لا يفارق أحدهما الآخر، فلما ارتكب جريمته؟ لا مبرر للقتل وجده والد الضحية سوى غيرة ابن شقيقه من ابنه الضحية.
تفاصيل الواقعة كما دونتها سجلات الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم كانت بتلقى إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها العثور على جثة أحد الأشخاص مقتولا وسط الشارع بقرية علواية سعادة.
وبالانتقال والفحـــص تبين العثور على جثة شاب يدعى "عبدالرحمن" ٢٣ سنة، مذبوحا وملقى وسط الشارع وعلى الفور جرى فرض كردون أمنى بمحيط مسرح الجريمة، وبمناقشة الأهالى وشهود العيان تبين أن وراء ارتكاب الواقعة "إبراهيم" ٢٣ سنة، نجل عم المجنى عليه، وجرى نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، فيما تمكنت قوة أمنية من ضبط المتهم والسلاح المستخدم فى الجريمة وبمناقشته اعترف بارتكاب الواقعة فى مشاجرة نشبت بينهما بسبب خلافات أسرية.
وبالعرض على النيابة العامة والتى أمرت بانتداب طبيب شرعى لتشريح جثة المجنى عليه وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
وبمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكاب الجريمة وعليه أمرت النيابة العامة بحبس المتهم ٤ أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه ١٥ يوما، واصطحب فريق من النيابة العامة المتهم إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة.