توقفت فى المقال السابق عندما ذكر الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" فى كتابه الشيق والممتع "زيارة جديدة للتاريخ" بأن الماريشال "مونتجمري" يرغب في أن ينزل من الطائرة مرتديا ملابسه العسكرية الرسمية مما اضطر الأستاذ “هيكل ”أن يتصل بصديقه "دنيس "هاملتون" رئيس رئيس تحرير الـ "صن داي تيمس" ليستفسر منه عن السبب الذي دعا الماريشال ان يطلب ما طلب؟
وكان رده أنك تعرف مزاج هؤلاء النجوم من العسكريين الذين يتصورون أنهم قطع حية من التاريخ، وعلى أية حال لماذا لا تعرض على الرئيس "جمال عبد الناصر"؟ وبالفعل عرض الأمر على الرئيس "عبد الناصر"؛ حيث قدم له خطاب الماريشال "مونتجمري" وقرأه...
فوجئ الأستاذ "هيكل" بان الرئيس يقهقه ضاحكا، ثم يقول: أنت لا تعرف هؤلاء العسكريين الكبار هم أحيانا مثل الطواويس يجب أن تنفش ريشها الملون خيلاء وزهوًا...! ثم أردف:
ابعث فقل له إن الرئيس لا يمانع من أن يرتدي ملابس فيلد مارشال، ولا يمانع في أن يضع علم قيادته على سيارته ولا يمانع حتى في ان يجيء معه بفرقة موسيقى تعزف أمامه مارشات النصر...!
ولم يصدق الأستاذ "هيكل "نفسه والأغرب هو أن الماريشال" مونتجمري "عندما عرف برد الرئيس "عبد الناصر" قال معلقا بسعادة غامرة:
هذا ما كنت أتوقعه...
وجاء الماريشال "مونتجمري" بزى فيلد مارشال في الجيش البريطاني وكانت السيارة تنتظره رافعة علم قيادته... لقد حكى رئيس تحرير ال "صنداى تيمس"
إن الماريشال "مونتجمري" كان فرحا مثل عصفور على غصن بعد العاصفة بعد أن ارتدى زيه الرسمي ووقف ثلاث دقائق امام مرآه الحمام في الطائرة ليتأكد من بذلته ومن ربطة عنقه وقبعته وعلامات الرتب على كتفه وشارات النياشين بالعشرات تغطي صدره...!
وعندما وصل الماريشال "مونتجمري" إلى العلمين لم يمكث في الفندق أكثر من دقائق ثم طلب أن يركب الطائرة الهليكوبتر في جولة عامة حول أطراف ميدان القتال، وكان معه رئيس أركان حربه ومدير العمليات ومدير مخابراته".
ونقلت الصحف البريطانية والأمريكية والألمانية وقائع زيارة الماريشال "مونتجمري" للعلمين...!
بِإِذْنِ الله الأسبوع القادم أحدثك عن زيارة الكاتب لعالم الطبيعيات "البرت آينشتين".