تتعدد روايات الرحالة والمؤرخين عن مصر على مدار حقبها التاريخية المختلفة.
ومن بين تلك الروايات روايات احتوت على بعض المساجد الأثرية التى يرجع تاريخها إلى أكثر من 700 عام ومن أقدم تلك المساجد هو مسجد ابو الحجاج الأقصرى الذى يقع داخل معبد الأقصر فوق أحد صروح المعبد والذى اشتهر بمئذنته التى تتكون من ثلاث طوابق ومعالمه الأثرية التى تشبه مساجد العصر الفاطمى والذى قام ببنائه أحد الصوفيين من إحدى سكان الأقصر حتى الممات وكان اسمه الكامل هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد و تم دفنه داخل المسجد ليقام مولد سنوي للاحتفاء بذكراه.
وعندما زار الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة مصر ذهب لمدينة الأقصر وذكرها في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار وقال عن المسجد تحديدا ثم سافرت إلى مدينة الأقصر وضبط اسمها بفتح الهمزة وضم الصاد المهمل وهي صغيرة حسنة وبها قبر الصالح العابد أبي الحجاج الأقصري.
ويعود تاريخ بناء مسجد أبي الحجاج إلى العصر الأيوبي حيث إنه تم بنائه في عام 658 هجرية ومع ذلك فإنه يشبه إلى حد كبير مساجد العصر الفاطمي وقد تم ترميمه وتعديل عمارته مرات متعددة منها في القرن التاسع عشر وأخرى بداية القرن العشرين وكانت المرة الأخيرة في عام 2007 وذلك بعد تعرض المسجد لحريق وتم إعادة افتتاحه عام 2009 وفي تلك الأثناء تم اكتشاف بعض الجدران المنقوش عليها عبارات تعود للملك رمسيس الثاني.
ويعتبر ماذن هذا المسجد من اهم معالم مصر الإسلامية المتعارف عليها واحدة منها بنيت بالطوب اللبن ومكونة من ثلاثة طوابق الأولى على هيئة مربع والثانية الثالثة على شكل أسطواني وهي تشبه مساجد جنوب الصعيد وقد ذكر العديد من علماء الآثار الإسلامية أنها تشبه مساجد قوص وإسنا وغيرها أما المئذنة الثانية فقد تم إضافتها في العصر الحديث وهي قريبة من القبة التي بنيت خصيصًا كضريح لأبي الحجاج وبالفعل تم دفنه بداخلها.