قال مدير مكتب رئيس أوكرانيا أندريه يرماك، إن التدخل العسكري الروسي واسع النطاق لأوكرانيا كان "نتيجة مباشرة لعدم السماح لبلادنا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على مدى العقدين الماضيين".
وأضاف مدير مكتب الرئيس الأوكراني، في بيان أوردته وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية، اليوم الأحد أن يرماك والأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن عقدا على هامش مؤتمر ميونخ للأمن اجتماعا لفريق العمل الدولي المعني بالأمن والتكامل الأوروبي الأطلسي في أوكرانيا.
وأكد يرماك أن "أوكرانيا تحتاج إلى حلف شمال الأطلسي، ولكن الحلف يحتاج أيضا إلى أوكرانيا. وهو يحتاج إليه في أقرب وقت ممكن. وعدم اليقين بشأن هذه القضية سيسمح لروسيا بتبرير استمرار الحرب".
وشدد على أن "دعوة أوكرانيا ستكون إشارة تصميم من حلفاء الناتو. ومن شأنها أن ترسل إشارة قوية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أن التهديد بمزيد من التدخل العسكري لن يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو. وهذا من شأنه أن يزيل المبرر الرئيسي لروسيا لمواصلة تدخلها عسكريا".
وتابع يرماك قائلا إن: "التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا كان جزءا من استراتيجية موسكو الأوسع لتقويض النظام الأمني الأوروبي"، مضيفا: "النجاح في أوكرانيا سوف يلهم بوتين لمزيد من العدوان. والإفلات من العقاب يولد جرائم جديدة".
وفي الوقت نفسه، قال إن أوكرانيا أثبتت في ساحة المعركة أنها يمكن أن تكون رصيدا قيما لنظام الأمن الجماعي، لافتا إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية اكتسبت خبرة قتالية فريدة من نوعها وأن صناعة الدفاع الأوكرانية تتمتع بإمكانيات كبيرة وتتطور بسرعة.
وأكد المسؤول الأوكراني أن مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ومنع المزيد من العدوان يساهم في تعزيز الأمن الأوروبي بشكل عام، موضحا أنه: "لهذا السبب تم إنشاء فرقة العمل الدولية المعنية بالأمن والتكامل الأوروبي الأطلسي لأوكرانيا بناء على تعليمات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".
وفي حديثه لوسائل الإعلام بعد اجتماع فريق العمل الدولي في ميونخ، قال إنه على مدى العامين الماضيين، أثبت الشعب الأوكراني أنه قادر على الفوز في هذه الحرب، ولكن يجب على الشركاء دعم أوكرانيا وتقديم المساعدة اللازمة.
كما أكد ضرورة توفير كمية كافية من الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا، مضيفا: "لن تدافع بلادنا عن نفسها فحسب، بل عن السلام في أوروبا أيضًا".
ومن جانبه، أضاف راسموسن أنه على مدار العامين الماضيين، قدم الشركاء لأوكرانيا مساعدة ودعمًا غير مسبوقين، بما في ذلك إمدادات الأسلحة، ولكن نظرًا لقوة روسيا، فإن هذا لا يكفي، ويجب زيادة المساعدات.
وقال: "علينا أن نفعل المزيد. الخطوة الأولى يجب أن تكون الرفع الفوري لجميع القيود المفروضة على إمدادات الأسلحة. يجب علينا أن نزود الأوكرانيين ليس فقط بما هو مطلوب، ولكن بأقصى قدر ممكن. ويجب على ألمانيا أن تقدم صواريخ توروس، وعلى الولايات المتحدة أن تقدم المزيد من الأسلحة".
وتابع قائلا: "يجب على الدول توفير أسلحة بعيدة المدى. ويجب علينا تسليم الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار وكل شيء آخر يحتاجه الأوكرانيون في أسرع وقت ممكن. لقد فعلنا ما يكفي حتى الآن من أجل بقاء أوكرانيا. وما يجب علينا فعله الآن هو توفير ما تحتاجه أوكرانيا لتأمين احتياجاتها".
وأضاف الأمين العام السابق لحلف الناتو أنه يعتقد أن الوقت قد حان لدعوة أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، وستعمل فرقة العمل الدولية على الحجج التي من شأنها إقناع الحلفاء.