تركز الآراء السياسية والدبلوماسية على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء العدوان الإسرائيلي الممتد، وتثبيت التهدئة داخل الأراضي الفلسطينية، مع جدية الذهاب إلى الحل السلمي والمفاوضات الرامية إلى إقامة حل الدولتين، لأنه طالما ظل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته مهضوما فلن تسعد المنطقة بأي استقرار حقيقي أو طويل الأمد.
أما بحثيا، ففي كتابه الصادر حديثا بعنوان "حرب غزة وتداعياتها على الأمن الدولي" أكد الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، أنه من الضروري التوجه للخيار السياسي والحل السلمي بإقامة الدولتين، وتكون حدود دولة فلسطين حدود عام 1967 وفقا إلى اتفاقات أوسلو والمواثيق الدولية. مشيرا إلى أنه من الواجب على الدول الكبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى أن تعمل على تفعيل اتفاقات أوسلو لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، محذرا في الوقت نفسه من ثقل تداعيات الصراع الأمن الإقليمي والدولي.
ناقش الكتاب الصراع الدائر في أعقاب هجوم حركة حماس على غلاف غزة والمستوطنات الإسرائيلية وحصولها على أعداد كبيرة من الأسرى المدنيين والعسكريين، واعتبر مؤلف الكتاب أن هجوم السابع من أكتوبر في العام الماضي نطة تحول خطيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة وأن العملية التي قامت بها حركة حماس ضد إسرائيل كانت صفعة كبيرة إلى إسرائيل وخاصة إلى منظومة الدفاع والأمن والاستخبارات.
وشرح مؤلف الكتاب أن الفشل العسكري والاستخباري الإسرائيلي تمثل في عدم امتلاك إسرائيل معلومات وافية حول قيادات الحركة ولا عن خططها داخل القطاع، كما لم تملك معلومات عن مقراتها ولا عن أنفاقها تحت الأرض، مشيرا إلى تماسك الحركة وعدم تمكن المحتل من اختراقها كما كانت تروج لذلك وسائل إعلام إسرائيلية.
تطرق كتاب "حرب غزة" إلى النتائج العسكرية المخزية لدولة الاحتلال خاصة وأنها حصلت على دعم عسكري أمريكي أبرزها حاملة الطائرات فورد الأمريكية وغيرها من القطع البحرية العسكرية، ومع ذلك لم تستطع الاستمرار في غزة ولم تدمر أنفاق الحركة أو تفكيك الحركة ذاتها. إلا أنها ركزت من عملياتها ضد المدنيين والأبرياء بغارات جوية، وهذا يدل على حقيقة أن الحرب في غزة، هي حرب غير تقليدية وإن الجيش الإسرائيلي تنقصه الكثير من القدرات في مجال التدريب والاستعداد النفسي لخوض حرب المدن وحرب الأنفاق.
