شهد يوم 16 فبراير على مدار العصر الحديث العديد من الأحداث المهمة، فما بين اكتشاف درة الكنوز الفرعونية الذهبية "مقبرة توت عنخ آمون"، مرورًا بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، وبعدها بـ 7 سنوات تغتال طائرات الاحتلال الأمين العام لحزب الله عباس الموسوي، وفي ذات اليوم انطلقت أولى تظاهرات الانتفاضة الليبية للمطالبة برحيل معمر القذافي.
وفي السطور القليل الماضية نلقي الضوء على أبرز تفاصيل هذه الأحداث المهمة:
1923.. اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
في 16 فبراير 1923، كان العالم على موعد مع اكتشاف واحدة من أهم الكنوز الفرعونية الفريدة الزاخرة بالمشغولات الذهبية والحلي، وهي مقبرة "توت عنخ آمون"، الملك المصري الذي أصبح منذ تلك اللحظة واحد من أشهر ملوك الفراعنة حول العالم، ذلك الملك الذي اعتلى العرش في سن التاسعة، وعلى الرغم من أنه لم يستمر في الحكم طويلا، حيث رحل وهو في سن 18 أو 19، إلا أنه صار حديث العالم في السنوات التي تلت اكتشاف مقبرته الفريدة.
ولعل قصة اكتشاف المقبرة بالصدفة عن طريق صبي من أبناء الأقصر كانت محط أنظار العالم أيضًا، فعلى الرغم من الجهد الكبير للبعثة الأثرية المصرية بمعاونة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر على مدار 5 سنوات إلا أن جهودهم جميعا باءت بالفشل، فيما نجحت الصدفة البحتة في جعل الصبي الأقصري الصغير صاحب الفضل في اكتشاف المقبرة الزاخرة بالكنوز.
وبحسب الرواية التي ساقها إلينا المؤرخون، فإنه في يوم الرابع من نوفمبر 1922، وأثناء مرور صبي من أبناء الأقصر بحماره الذي كان ينقل عليه المياه من نهر النيل إلى أهله من أبناء عبد الرسول الذين يعملون في الحفائر بوادي الملوك بالأقصر أوائل القرن الماضي، بعد أن اكتشف أن المياه تتساقط من الجرار التي يحملها، فقرر إعادة ربطها، ولدى وضعه أحد الجرار على الأرض، ارتطمت بشئ صلب، فكشف عنه بفأسه الصغير، واتضح أنها درجة سلم، وعلى الفور أبلغ الصبي البعثة الأثرية، ليتوجه كارتر إلي مكان درجة السلم وتم الكشف عن 16 درجة تنزل إلى المقبرة التي كانت الحلم المنشود لكارتر والمصريين من اعضاء البعثة الأثرية، وبخاصة بعد مرور 5 سنوات من البحث، وتهديد اللورد البريطاني جورج كارنارفون بوقف تمويل البعثة الأثرية، وحينها صرخ كارتر بعدما وضع رأسه، داخل كوة تطل على المقبرة من الداخل حيث قال "إنه يوم الأيام كلها".
وبالفعل كان هذا اليوم هو يوم الفرح الأكبر في حياة "كارتر" الذي دخل وفريقه التاريخ بعدما ساقهم القدر لأكبر الاكتشافات الفرعونية على الإطلاق، باكتشاف المقبرة التي تحوي كميات كبيرة من الكنوز الذهبية التي لم تمس ولم يسبق لها مثيل لملك في العالم، حيث وجد على باب غرفة الدفن تمثالان خشبيان بالحجم الطبيعي للملك توت عنخ آمون يحرسان الغرفة، وفي الداخل برزت المقبرة الملكية للملك الشاب توت عنخ آمون، بالإضافة إلى القناع الذهبي الذي طل يحير العالم إلى يومنا هذا.
توت عنخ آمون.. قناع الذهب الذي حير العالم
الملك الشاب الذي لا يزال يحير العالم نتيجة لوفاته في سن صغير، وتواترت الروايات حول مقتله أو رحيله بسبب مرض مزمن، ولم يكن رحيله فقط المحير بل أن التحفة الأثرية التي كشفت عنها مقبرته وهو القناع الذهبي لا يزال يحير العالم أيضأ نتيجة للدقة المبهرة في تصميمه من الذهب الخالص واللازورد والأحجار الكريمة، حتى أن البعض لم يكن يصدق أن هذا القناع المبهر صنع قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، حيث أن تصميمه وصقله بهذه الروعة، كانت تحتاج لأحدث الآلات من أجل الخروج بهذا المستوى من الفن الفرعوني الأصيل، فالقناع الذهبي مصنوع من الذهب الخالص ويصل ارتفاعه إلى ٥٤ سم ويحتوي على أكثر من 9 كيلو غرامات من الذهب الخالص، وكشف عنه رسميًا في 16 فبراير 1923.
1985.. صيدا اللبنانية تتحرر من الاحتلال
وفي 16 فبراير 1985، تحررت مدينة صيدا اللبنانية من قوات الاحتلال، حيث انسحب الجيش الإسرائيلي من المنطقة بأكملها وعادت صيدا إلى السيادة اللبنانية، بعد 3 سنوات من الاجتياح الغادر للاحتلال.
بدأ الاجتياح الاسرائيلي لمنطقة صيدا في 16 يونيو 1982، حيث شهدت هجومًا بريا وبحريًا وجويًا، تسبب في دمار كبير وراح ضحيته الكثيرين من أهل المنطقة، وظلت المنطقة بأكملها تحت الاحتلال لمدة 3 سنوات حتى انسحبت القوات الإسرائيلية من صيدا في 16 فبراير 1985، بعد نضال كبير من أهالي المنطقة الثوار الذين ناضلوا في سبيل التحرير.
1992.. اغتيال الأمين العام لحزب الله عباس الموسوي
وفي 1992، شنت قوات الاحتلال غارة جوية اغتالت خلالها السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله اللبناني، وهو أحد المؤسسين لحزب الله في 1982، وفي 1985 تولى الموسوي منصب مسؤول الشورى للحزب في الجنوب، فيما انتخب أمينًا عامًا للحزب سنة 1991 خلفا للشيخ صبحي الطفيلي، ليكون ثاني أمين عام للحزب.
وبالتزامن مع احتفالات إحياء الذكرى الثامنة لمقتل الشيخ راغب، في 16 فبراير 1992، ألقى "الموسوي" كلمة وغادر متوجها إلى بيروت، حتى باغتته طائرات مروحية إسرائيلية تربصت لموكبه على طريق بلدة تفاحتا، حيث أطلقت صواريخ حرارية حارقة على سيارته، فقتل مع زوجته ام ياسر "سهام الموسوي"، وولدهما الصغير حسين.
2011.. انطلاق الثورة الليبية ضد القذافي
وفي 16 فبراير 2011، انطلقت أولى مظاهرات الثورة الليبية المطالبة برحيل معمر القذافي، تلك المظاهرات التي انطلقت من مدينة البيضاء التي شهدت سقوط أول شهداء الثورة الليبية التي استمرت لأيام، لتتحول إلى حرب أهلية بين الفصائل الليبية المتحاربة، والتي لم تضع الحرب أوزارها حتى يومنا هذا فلا تزال ليبيا تعاني من ويلات الحرب الأهلية، من أجل التوصل إلى المسار السياسي لإنهاء حالة الحرب والفوضى التي شهدتها البلاد منذ 2011 وحتى الآن.