يفتقد الذهب حاليًا للدعم من الطلب على الملاذ الآمن وفي نفس الوقت يواجه تصريحات من قبل أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي تدعوا إلى استمرار التشديد النقدي والفائدة المرتفعة لفترة أطول من الوقت، الأمر الذي دفع الدولار الأمريكي إلى تسجيل أعلى مستوى في 3 أشهر خلال تداولات هذا الأسبوع ليزيد من الضغط السلبي على المعدن النفيس.
مثل هذا السيناريو لا يبشر بالخير بالنسبة لأسعار الذهب، نظرا لأن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس.
قال تقرير جولد بليون، صادر اليوم الجمعة، نضيف إلى هذا أن صناديق الاستثمار في الذهب المتداول في البورصة شهدت خروج استثمارات بشكل كبير منذ بداية عام 2024 لصالح صناديق الاستثمار في العملات البيتكوين المدرجة حديثاً، فقد سجل 11 صندوق استثمار في الذهب خروج تدفقات نقدية بأكثر من 3 مليار دولار منذ بداية 2024.
والبيانات الأخيرة التي صدرت عن مجلس الذهب العالمي أظهرت استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب للأسبوع السادس على التوالي، الأمر الذي يعكس ضعف الطلب الاستثماري على المعدن النفيس.
وخلال الأسبوع المنتهي في 9 فبراير الماضي وصل صافي التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار إلى 16.9 طن ذهب، وشهدت صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية أكبر عمليات خروج للاستثمارات بمقدار 13.2 طن ذهب.
كما خرجت استثمارات من صناديق أوروبا بمقدار 3.4 طن ذهب كما خرجت تدفقات نقدية من صناديق أسيا بمقدار 0.2 طن ذهب.
من هذا نجد أن الذهب يفقد دعم كبير في ظل ضعف عمليات الاستثمار في الذهب بسبب توقعات بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وهو ما يزيد من الإقبال على السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأجل، والتي سجلت هذا الأسبوع أعلى مستوى منذ 10 أسابيع عند 4.332% وذلك على حساب الذهب الذي لا يقدم عائد.