دائمًا ما تبهرنا قوة الفتيات وسعيهن لتحقيق أحلامهن والقضاء على أي صعوبات قد تعرقلهن فى الطريق الذى يسلكونه للوصول إلى الهدف فهن ليسوا فتيات فقط بل إنهن محاربات استطعن هزيمة المرض اللعين من خلال الفن وكانت أسلحتهن الوحيده للقضاء على المرض الفرشة واللوحات وبالفعل استطعن ذلك وأصبحن فنانات بفنون جميلة.
فى كل قصة نجاح لفتاة نجد أنه من قلب الألم يولد الأمل والحياة، فعندما تمر الفتاة بصعوبة فى بداية حياتها وخاصة فترة طفولتها تصبح قوية فيما بعد، وخاصة إذا كانت هذه الصعوبة تكمن فى إصابتها بالمرض اللعين، فالنجاة من هذا المرض تعد بداية حياة جديدة.
«البوابة نيوز» التقت بعض الفتيات اللاتي تميزن بالقوة والإرادة، وهزمن المرض اللعين واستطعن رسم الأمل بالفن والإبداع من خلال لوحاتهن..
بعد تعافيها من السرطان منة الله تحلم بأن تصبح رسامة مشهورة
التقت «البوابة نيوز» منة الله مصطفى طالبة بكلية فنون جميلة وشاء القدر أن تصاب فى طفولتها بمرض السرطان فى الغدد الليمفاوية ورغم صعوبة المرض إلا أنها استطاعت أن تتغلب عليه وتصبح فنانة.
وقالت "منة": "زارني مرض السرطان وأنا فى عمر ١٠سنوات، واستمر المرض لأكثر من ٦ سنوات، اتعلمت فيهم حاجات كتير أوى، اتعلمت مزعلش لو حصلتلي حاجة مش كويسة عشان دايما لطف وعوض ربنا بييجي بعد كل محنة، فرغم إن فترة دراستى كانت صعبة نظرا لتواجدي فى المستشفى أغلب الوقت وعدم استطاعتى للذهاب الى المدرسة إلا أننى أستطعت أن التحق بكلية الفنون الجميلة التى لطالما حلمت بها ومن هنا علمت أن بعد كل ابتلاء يأتى الجبر من الله".
وأضافت "منة"، أنها عندما علمت بمرضها كان ذلك من أصعب اللحظات التى مرت عليها ورغم صغر سنها فى هذا الوقت إلا أنها تتذكر كل لحظة حتى الآن، ولقد عانت كثيرًا خلال فترة مرضها وخاصة عندما عاد المرض إليها مرة أخرى واضطرت للقيام بإجراء عملية زرع النخاع والتى تعد من أصعب العمليات التى قد يقوم بها أي إنسان.
وأكدت: "رغم كل ما مريت به إلا أننى ممتنة لهذه المحنة التى جعلتنى أدرك معنى الحياة وقيمتها وأن المرض ساعدنى كثيرا أن أتمسك بأحلامى وأحاول تحقيقها ومازلت أحاول فقد شاركت فى العديد من المعارض وقمت بعرض لوحاتى وفازت إحدى لوحاتى بالمركز الأول فى معرض جيهان فوزي للمتميزين".
وعن الذين قاموا بدعمها؛ قالت: "أهلى وأصحابى هما اكتر ناس دعمونى وشجعونى وساندونى ومسوبنيش ولا لحظة ودايما يقولولى ان لازم اتمسك بحلمى وأنمى موهبتى عشان انجح فى المجال اللى بحبه واقدر اكون متميزة".
رحمة ياسر: مثلي الأعلى والدتى.. وهزمت المرض باللوحات والفرشة
رحمة ياسر صالح التى تبلغ من العمر 21 عاما أصيبت بسرطان المثانة وهى بعمر 10 سنوات، ومن هنا بدأت رحلة المعاناة مع العلاج الكيماوى ولم تكن إصابتها بالكانسر هى بداية معاناتها ولكنها منذ طفولتها وهى تعانى من مشكلة ضعف السمع ورغم ذلك حققت حلمها ولم تستسلم للمرض.
تقول "رحمة": "عندما كنت فى المدرسة شعرت بألم رهيب وذهبنا للطبيب واكتشفت أننى مصابة بسرطان المثانة وأنا وكانت صدمة كبيرة أوي ليه ولأهلى طفلة عندها 10 سنين بيقولوها إنها ممنوع تلعب ولازم ترتاح وهتخد علاج كيماوى وابتديت فعلا العلاج الكيماوي وكانت من اصعب لحظات حياتى، انا فاكرة كويس جدا كانت ايام متعبة واتحجزت فترات طويلة في المستشفى ودخلت عمليات كتير والحمد لله خفيت بعد سنين من المعاناة".
وأضافت خلال حديثها لـ"البوابة"، انها لم تكن اصابتها بالسرطان هى اولى معاناتها فى الحياة فمنذ طفولتها وهى تعانى من مشكلة ضعف السمع ولكنها رغم ذلك لم تستسلم ولم تشعر بأنها معاناة.
وأوضحت: "دعم عائلتى هو السبب فى قوتى وعدم الاستسلام للمرض بابا وماما تعبوا معايا جدا وحقيقى من غيرهم معرفش كنت هكمل ازاى هما مثلى الأعلى وخاصة ماما اللى درست مجال التخاطب مخصوص عشان تقدر تساعدنى وتعلمنى نظرا لظروفى الخاصة".
وأكدت، أنها اتعلمت من محنتها القوة والإرادة والعزيمة وإن الإنسان يقدر يوصل لكل أحلامه طول ما هو واثق فى ربنا ومبيستسلمش للمرض أو الظروف.
وعن أجمل لحظات حياتها؛ قالت: أجمل اللحظات كانت اول يوم دخلت فيه ورشة الرسم، حيث نسيت التعب والمرض وسط الفرشة واللوحات، وقدرت اتغلب على معاناتى من خلال الرسم، واكتشفت إن عندى موهبة مكنتش واخدة بالى منها، وده خلانى اثق فى نفسى، وأسعى إنى أدخل كلية فنون جميلة، وحققت الحلم، وحاليا بدرس فى كلية فنون جميلة، ومستمتعة بدراستى جدا، ورسمت لوحات كتير، وشاركت فى عدة معارض، وبجد الرسم بقى كل حياتى، وأحلى وقت بقضية فى يومى وأنا برسم.
ووجهت رحمة نصيحة لكل فتاة تعانى من أى مرض؛ قائلة: «انتى تقدرى تنجحى وتحققى كل أحلامك، وتحاربى أى مرض، وتقضى عليه، طول ما انتى مؤمنة بنفسك، وواثقة فيها، وراضية باللى ربنا كتبهولك".
منار أحمد: الرسم ساعدنى على تحدي الألم والمعاناة
منار أحمد طالبة بكلية فنون جميلة، وهى إحدى محاربات مرض السرطان، ورغم صغر سنها، فقد شاركت فى العديد من المسابقات، فى مجال الرسم، وحصلت على العديد من الجوائز.
تقول "منار"، في حديثها لـ"البوابة نيوز": "اصبت بسرطان الدم، وانا فى الـ١٢ عاما، عندما كنت طفلة، لتنقلب حياتى أنا وعائلتى من حياة مليئة بالفرح والسعادة، وأنا أعيش طفولتى فى هدوء وسلام، إلى الذهاب لمستشفى وعمليات وجلسات كيماوى وشعر يتساقط".
وأضافت: شعرت حينها بشعور سيئ، وساءت حالتي النفسية، ولكن بدعم عائلتي بدأت اتحسن، وقررت أن أتغلب على المرض، وألا أتنازل عن حلمي في الالتحاق بكلية فنون جميلة، لكى أصبح مهندسة ديكور مشهورة.
وتابعت قائلة: رغم المرض قررت ادرس في المجال اللي بحبه، ودخلت كلية فنون جميلة، اللي كنت بحلم بيها، وشاركت فى ورش الرسم، وده ساعدنى كتير انى اتغلب على المرض، الرسم كان بيساعدنى فى نسيان الألم والمعاناة، وقد شاركت فى العديد من المسابقات والمعارض، ومازلت أسعى للنجاح فى تحقيق أحلامى.
وأشارت إلى أن المرض ساعدها كثيرا فى حياتها، فقد تعلمت منه أن الحياة ليست سهلة، وأنها مليئة بالعديد من الاختبارات، مما ساعد فى تكوين شخصيتها، وجعلها تشعر بأنها أكبر سنا من عمرها الحقيقي، ورغم أنها تعافت من المرض إلا أنها تشعر بكل من يعانى من مرض صعب وقاتل مثل السرطان.