أجرى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى تغييرا كبيرا فى قيادة الجيش الأوكراني، حيث قام بإقالة الرجل الذى قاد القوات المسلحة الأوكرانية لمدة عامين من الحرب مع روسيا.
وقرر الرئيس الأوكرانى إقالة قائد الجيش فاليرى زالوجني، بعد عدة أيام من الشائعات والتكهنات، وشهور من العلاقة المتوترة. واختار زيلينسكي، ألكسندر سيرسكى ليحل محل زالوجني.
يأتى هذا الإعلان فى لحظة حرجة من الحرب مع روسيا ومن المرجح أن يبشر بتغيير فى الاستراتيجية الأوكرانية، ولكن هناك خطورة فى ذلك، بحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية.
وقال زيلينسكي، إنه وزالوجنى أجريا "مناقشة صريحة حول ما يجب تغييره فى الجيش، بما فى ذلك تغييرات عاجلة"؛ مضيفًا أن "الشعور بالركود فى المناطق الجنوبية والصعوبات فى القتال فى منطقة دونيتسك أثرت على المزاج العام فى أوكرانيا".
ولفتت الشبكة إلى أن المزاج العام فى أوكرانيا أكثر كآبة بالفعل. ووفقا لاستطلاع رأى حديث فى أوكرانيا، ارتفع عدد أولئك الذين يعتقدون أن الحرب تسير فى الاتجاه الخاطئ من ١٦٪ فى مايو ٢٠٢٢ إلى ٣٣٪ فى ديسمبر ٢٠٢٣.
ومن غير المحتمل أن يقدم بديل زالوجني، الجنرال سيرسكي، تغييرا جذريا فى أسلوب القتال، لكن يعتقد أنه أقرب إلى الرئيس الأوكرانى من زالوجني، وفقا للشبكة.
ونوهت الشبكة إلى أن سيرسكى كان فى قيادة القوات البرية منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، ولكن تم انتقاده بسبب إصراره على الدفاع عن مدينة باخموت بتكلفة بشرية كبيرة. ووصفه الجنود بأنه يفتقر إلى العاطفة ولقبه آخرون بـ"الجنرال ٢٠٠" (وهو رمز عسكرى يعنى قتل خلال المعركة).
وقال ماثيو شميدت، مدير برنامج الشئون الدولية فى جامعة "نيو هيفن" بولاية كونيتيكت الأمريكية، فى تصريحات نشرتها الشبكة، أن سيرسكى "ينظر إليه على أنه خيار توافقي".
وأشارت الشبكة إلى أن البعض يقول إن سيرسكى سوفيتى للغاية، بمعنى أنه لا يتمتع بالخيال ولكن لديه قدرات هائلة، والبعض الآخر يقول إنه لا يتقبل الحقائق غير المريحة جيدا، وهو أمر فعله زالوجني، فى حين يقول آخرون إنه الأفضل من بين أسوأ أنواع الجنرالات.
وشددت الشبكة على أن المهمة الأكثر إلحاحا لسيرسكى ستكون العمل على ضمان صمود الخطوط الأمامية للقتال، بالإضافة إلى ملء الفراغ فى بعض أفضل الكتائب فى الجيش الأوكرانى وإيجاد طريقة لتعجيل وصول الذخائر، التى توفرها الدول الغربية، إلى الخطوط الأمامية للقتال، والتأكد من التكيف مع الظروف إلى أن تصل تلك الذخائر.
وتشمل الأولويات الأخرى تحديد الأهداف الروسية لضربها، بما فى ذلك البنية التحتية الروسية، بالإضافة إلى مستودعات الوقود والقواعد العسكرية. ومن ضمن الأولويات أيضا، دمج الطائرات المقاتلة من طراز F-١٦ فى خطط المعركة، والتطوير السريع للجيل القادم من الأنظمة بدون طيار.
وأوضح شميدت، أنه فى ظل الهجمات الروسية المستمرة على أفدييفكا وكوبيانسك، فإن الأولوية الأولى هى التأكد من صمود الخطوط الأمامية للقتال هناك.