الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

ذكرى رحيل الأستاذ.. هيكل حالة خاصة بين السلطة وصاحبة الجلالة

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

ذكرى رحيل الأستاذ..

هيكل حالة خاصة بين السلطة وصاحبة الجلالة

رسم علاقة جديدة بين الصحفي ورؤساء الجمهورية

من الصحفيين العرب القلائل الذين شاركوا في صياغة السياسة العربية

ساهم في تطوير "الأهرام" حتى أصبحت من الصحف العشر الأولى في العالم

تولى وزارة الإرشاد عام 70 بسبب حرب الاستنزاف

قدم تجربة حياته فى برنامج أسبوعي على قناة الجزيرة

اعتزل الكتابة الصحفية المنتظمة عام 2003 بعدما أتم عامه الثمانين

اختلف مع الرئيس السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر

تم اعتقاله ضمن اعتقالات سبتمبر 1981م

نشر 11 كتابا في مجال النشر الدولي بـ30 لغة من اليابانية إلى الإسبانية

له ثلاثة أولاد وسبعة أحفاد

 

أثرى الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، فكان شاهدا على أحداث ومحطات تاريخية مهمة في التاريخ المعاصر، فضلا عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت العديد من الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط.

وكتب هيكل العديد من المؤلفات والدراسات، ومن أبرز عناوين هذه المؤلفات: "إيران فوق بركان، نحن.. وأمريكا، ما الذي جرى في سوريا، يا صاحب الجلالة، بين الصحافة والسياسة، وعبدالناصر والعالم، وأكتوبر 73.. السلاح والسياسة، والطريق إلى رمضان، وزيارة جديدة للتاريخ".

 

البداية من باسوس

التحق بـ«الإيجبشيان جازيت» كمحرر حوادث تحت التمرين ثم القسم البرلمانى

 

في 23 سبتمبر 1923 ولد السياسي والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، فقد كان كاتبا ومحللا سياسيا وأحد أبرز الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين كما أنه من الصحفيين العرب القلائل الذين شاركوا في صياغة السياسة العربية.

ولد "هيكل" في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية وتلقى تعليمه بمراحله المتصلة في مصر وكان اتجاهه مبكرا إلى دراسة وممارسة الصحافة ففي عام 1943م التحق بجريدة "الإيجبشيان جازيت" كمحرر تحت التمرين في قسم الحوادث ثم في القسم البرلماني، ثم اختاره رئيس تحرير "الإيجبشيان جازيت" لكي يشارك في تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية في مراحلها المتأخرة برؤية مصرية ثم تم تعيينه عام 1945م كمحرر بمجلة آخر ساعة التي انتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى جريدة أخبار اليوم خلال الفترة (1946م -1950م).

أصبح هيكل بعد ذلك مراسلاً متجولاً بأخبار اليوم وتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان وأفريقيا والشرق الأقصى حتى كوريا ثم استقر في مصر عام 1951م حيث تولى منصب رئيس تحرير "آخر ساعة" ومدير تحرير "أخبار اليوم" واتصل عن قرب بمجريات السياسة المصرية.

وفي عام 1956م اعتذر هيكل في المرة الأولى عن مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام إلا أنه قبل في المرة الثانية وظل رئيساً لتحرير الأهرام لمدة 17 عاما كما بدأ عام 1957م في كتابة عموده الأسبوعي بالأهرام تحت عنوان "بصراحة" والذي انتظم في كتابته حتى عام 1994م.

ساهم الكاتب المخضرم في تطوير جريدة "الأهرام" حتى أصبحت واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم كما أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالإضافة إلي مركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.

 

قصة إحالته للتأديب من مجلس نقابة الصحفيين عام 1953

في شهر أبريل عام 1953 استضافت نقابة الصحفيين مؤتمر "الصحافة العربية " شارك فيه قيادات الصحافة في جميع البلدان العربية ومثل مصر في المؤتمر الأساتذة حسين أبوالفتح نقيب الصحفيين وحافظ محمود وكيل النقابة ومصطفي القشاشي سكرتير عام النقابة.

عقب انتهاء المؤتمر وبينما كانت جميع الوفود العربية تلبي دعوة عشاء للسفير العراقي بالقاهرة خرجت مجلة آخر ساعة صباح الأربعاء 15 أبريل 1953 بمقال لرئيس تحريرها محمد حسنين هيكل حمل عنوان "حديث صريح عن صحافة مصر".

هذا المقال لم يعجب البعض من أعضاء الجمعية العمومية للنقابة واعتبروا ما تضمنه يحمل الكثير من السب والقذف وإهانة بالغة لمهنة الصحافة ونقابة الصحفيين خاصة أن المقال نشر قبل مغادرة الوفود العربية البلاد.

في صباح اليوم التالي مباشرة تلقي مجلس نقابة الصحفيين 3 مذكرات من بعض أعضاء النقابة طالبوا فيها بسرعة إحالة الأستاذ محمد حسنين هيكل للتأديب.

وعقد مجلس النقابة برئاسة النقيب حسين أبوالفتح جلسة عاجلة لمناقشة الأمر وانتهى إلى إصدار قرار بإحالة هيكل إلى لجنة التأديب ونشر القرار في جميع الصحف.

بالطبع لم يعجب القرار الأستاذ هيكل، فكتب مقالا آخر أشد عنفا بعنوان: "أحالوني إلي مجلس تأديب".

وقال الأستاذ في مقاله: "إن نقابة الصحفيين، وليس غيرها، يجب أن تتقدم للمسئولين بالمطالب الآتية:

1ـ وقف المصروفات السرية للصحفيين إذا كانت باقية لم تلغ إلي الآن.

2ـ نشر كشوفات المصروفات السرية في كل العهود الماضية.

3ـ تأليف لجان قضائية تفحص حسابات جميع الصحف لتعرف مصادر تمويلها".

وأضاف: "إني لا أريد أن أدخل في مهاترة، بالألفاظ ولا أريد أن أتهم أحدا أو أتجني على أحد، إنما أريد الحقيقة كاملة لأني أريد أن تبقى صحافة مصر عزيزة مجيدة على نفس المستوى العالي الذي سجله لها طليعة من روادها وأبطالها يوم اندفعوا عزلا إلا من الإيمان لمقاومة جيوش الشر الزاحفة، ويوم استحالوا بقوة هذا الإيمان وحرارته إلى نار تحرق حصون الظلم ونور يبدد اطباق الظلام".

 

إحالة هيكل للمحكمة

وأرسل مجلس نقابة الصحفيين قرار إحالة هيكل للتأديب إلى محكمة الاستئناف المنوط بها هذا الأمر.

وتقدم دفاع هيكل بمذكرة إلى المحكمة شملت دفاعه وطالب ببطلان قرار مجلس النقابة شكلا لمخالفته قانون النقابة رقم 10 لسنة 1941 والذي يلزم مجلس النقابة بالتحقيق قبل الإحالة للتأديب وهو لم يحدث.

كما تقدم مجلس النقابة بمذكرة طالب فيها بمعاقبة هيكل تأديبيا بالعقوبات المقررة في القانون، وانتهت المحكمة إلى إصدار حكم ببراءة هيكل.

 

الصحفي السياسي

تولى وزارة الإرشاد عام 70 بسبب حرب الاستنزاف، ثم اعتزل الكتابة الصحفية المنتظمة عام 2003، وقدم تجربة حياته فى برنامج أسبوعي على قناة الجزيرة.

إلى جانب العمل الصحفي، شارك محمد حسنين هيكل، في الحياة السياسية حيث تولى منصب وزير الإرشاد القومي عام 1970م وذلك تقديراً لظرف سياسي وعسكري استثنائي بسبب حرب الاستنزاف بعد أن تكرر اعتذاره عنه عدة مرات.

وشهد هيكل الحياة السياسية في مصر بفتراتها المتفاوتة، وعلى الرغم من صداقته الشديدة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلا أنه اختلف مع الرئيس أنور السادات، حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر حتى وصل الأمر إلى حد اعتقاله ضمن اعتقالات سبتمبر 1981م.

يعد هيكل أحد ظواهر الثقافة العربية في القرن العشرين كما أنه مؤرخ للتاريخ العربي الحديث وخاصة تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث سجل سلسلة من البرامج التأريخية، ولديه أيضاً تحقيقات ومقالات للعديد من صحف العالم في مقدمتها "الصنداى تايمز" و«التايمز» في بريطانيا.

ونشر أحد عشر كتابا في مجال النشر الدولي بـ30 لغة تمتد من اليابانية إلى الإسبانية، من أبرزها "خريف الغضب" و"عودة آية الله" و"الطريق إلى رمضان" و"أوهام القوة والنصر" و"أبوالهول والقوميسير" بالإضافة إلى 28 كتابا باللغة العربية من أهمها "مجموعة حرب الثلاثين سنة" و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل".

كما صدر للراحل، كتب: "حرب من نوع جديد، وسقوط نظام.. لماذا كانت ثورة يوليو لازمة؟ وخريف الغضب، وخاطب الليل، والإيمان والمعرفة والفلسفة، وثورة الأدب".

 

اعتزاله العمل الصحفي 

اعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحفي في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 2003م، بعد أن أتم عامه الثمانين. وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة «وجهات نظر» ويشرف على تحريرها، ثم عرض تجربة حياته في برنامج أسبوعي بعنوان (مع هيكل) في قناة الجزيرة الفضائية.

 

أسرة الأستاذ

تزوج الأستاذ بالسيدة هدايت علوي تيمور، في يناير 1955، وهي من أسرة قاهرية ثرية اشتهرت بتجارة فاكهة المانجو، وهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، وله منها ثلاثة أولاد، هم:

الدكتور علي هيكل وهو طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، وهو متزوج بالدكتورة إيناس رأفت.

الدكتور أحمد هيكل وهو ، وهو متزوج بالسيدة مي العربي.

حسن هيكل . وهو متزوج برانيا الشريف.

وله حتى الآن سبعة أحفاد، هم: هدايت، محمد، تيمور، نادية، منصور، رشيد، وعلي.

 

رحيل هيكل

ورحل الكاتب الصحفي الشهير هيكل عن 93 عاما، وبرحيله توقف ظهوره المتقطع في وسائل الإعلام المصرية والعربية، فقد نعته وسائل إعلام عربية عديدة بتمجيد سيرته، مثل وصفه بـ"أيقونة الصحافة العربية" و"صحفي القرن" و"ذاكرة مصر والعرب في مائة عام".

وهيكل من أكثر الشخصيات التي أثارت الاهتمام والجدل على امتداد عقود في العالم العربي، فطورا كان يُنظر له على أنه مطلع كبير على أسرار مطابخ السياسة في الشرق الأوسط، وطورا آخر يجري الاهتمام بما يفكر به، ونظرا لتقاطع أبعاد كثيرة في شخصيته، كصحفي وكاتب، وسياسي، ومقرب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وخصم لساسة آخرين مصريين وأجانب، فقد كان دائما مثار جدل كبير.

 

مؤسسة هيكل

وأنشئت مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية عام 2007م، طبقا لأحكام القانون 84 لسنة 2002، ولا تستهدف الربح، كوقف للخدمة العامة أقامه محمد حسنين هيكل وأسرته دعما للمهنة التي وهب لها حياته وارتبط بها اسمه لعقود طويلة من الزمان.

ويضم المقر الدائم للمؤسسة مكتبة الأستاذ هيكل من الكتب والوثائق، وتتيحها المؤسسة، وفقا لقواعد محددة، للمهتمين والباحثين. ويقوم نشاط المؤسسة على وقفية محددة ومتجددة، كافية لتحقيق أهداف المؤسسة يوفرها محمد حسنين هيكل وأسرته دون اعتماد أو مشاركة من أي طرف مصري أو خارجي.

وحسب لائحة المؤسسة، يتولى الحفاظ على عملها وأهدافها مجلس للأمناء يشارك فيه ممثلو الوقفية، إلى جانب عدد من الشخصيات المهتمة بالمهنة وبالعمل العام لا يزيد عددهم على سبعة، ويشترط أن يكون بينهم نقيب الصحفيين المصريين، وكذلك أحد الشخصيات العربية المعنية بصحافة العالم العربي باعتبار تكامل العمل الصحفي على اتساع أوطان المنطقة.

ويختص المجلس، برسم سياسة المؤسسة ووضع برامجها وإدارة أعمالها مجلس تنفيذي يتكون وتتحدد مهامه وفق لائحة يصدرها مجلس الأمناء، ويضم المجلس التنفيذي المدير التنفيذي للمؤسسة، وهو حاليا هاني شكر الله، وهو المسئول عن قيادة نشاط المؤسسة ووضع سياساتها موضع التنفيذ.

وتمارس المؤسسة نشاطها منذ تأسيسها عام 2007 من مقر مؤقت بمجلة «وجهات نظر» ذات العلاقة الوثيقة بهيكل، كما يشارك رئيس تحريرها أيمن الصياد في نشاط المؤسسة بوصفه مستشارا تنفيذيا لها.

 

"مؤسسة هيكل" تنمى مهارات الصحفيين

تتعاون نقابة الصحفيين وعدد من المؤسسات الصحفية مع مؤسسة هيكل للصحافة العربية، في تنفيذ عدد من البرامج التدريبية التي تسهم في تنمية مهارات الصحفيين فى مجالات التحرير وأشكال الصحافة الرقمية الحديثة والإدارة الصحفية وإنتاج وتسويق المحتوى الصحفي الملائم للمنصات الجديدة.

وكانت هدايت تيمور، شريكة الكاتب الكبير الراحل، وقعت على البروتوكول كممثل لمؤسسة هيكل للصحافة العربية، ومن جانب النقابة وقع خالد البلشي، نقيب الصحفيين، ومحمد سعد عبدالحفيظ وكيل النقابة للتدريب وتطوير المهنة، العام الماضي.

وشهد فعاليات التوقيع وقتها، حسن هيكل، عضو مجلس إدارة مؤسسة هيكل، وجمال عبدالرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين، وهشام يونس، وكيل أول النقابة، ومجدي إبراهيم رئيس شعبة المصورين الصحفيين بالنقابة، وجمال غيطاس، خبير الصحافة الرقمية، مستشار مركز تدريب نقابة الصحفيين.

وسلم نقيب الصحفيين درع النقابة إلى "تيمور" تقديرا لدعمها وجهودها فى تطوير مهارات الصحفيين من خلال مؤسسة هيكل للصحافة العربية.

وأعربت "تيمور" عن سعادتها بتسلم درع نقابة الصحفيين، واعتزازها بالتعاون مع النقابة فى مجال التدريب، لافتة إلى أن الأستاذ هيكل أوصى بأن تظل المؤسسة التى تحمل اسمه تساعد فى دعم المهنة التى أفنى حياته من أجلها، وتطوير إمكانات ومهارات الصحفيين.

وأكد جمال عبدالرحيم أن النقابة تعمل على تجهيز فعالية خاصة بمئوية هيكل بنقابة الصحفيين، عقب الاحتفالية التي ستنظمها الأسرة، وذلك تأكيدا على دور هيكل المهم فى مسار الصحافة المصرية.