يحاول الاحتلال الإسرائيلي فرض مزيد من الصعوبات علي الفلسطينيين في قطاع غزة وخاصة في مدينة رفح، ويسعى لتنفيذ عملية عسكرية في محاولة لفتح المعبر وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما تتصدى له الحكومة المصرية بكل حسم.
الفلسطينيون ثمنوا الدور المصري في القضية الفلسطينية بوجه عام وفي رفض مصر تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيهم وضرب رفح بوجه خاص.
من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني ماهر صافي، إن شن القصف الشديد على رفح الليلة الماضية التي بها مليون ونص نازح ومنطقة مكتظة بالنازحين الذين تم إجبارهم على النزوح إلى رفح في نية مبيتة من إسرائيل في الدفع بالسكان إلى الضغط على الجانب المصري بإدخالهم سيناء في مخطط قديم من قبل إسرائيل.
وأضاف صافي في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن عشرات الغارات التي كانت أكثر كثافة ممّا كانت عليه في الأيّام الأخيرة، وهو ما أدّى إلى عشرات الشهداء ومئات من الجرحى ونزوح آلاف من النازحين إلى المستشفيات المجاورة هربا من القصف.
وأوضح صافي، بأن الموقف المصري واضح منذ بداية العدوّان وقبل ذلك ان تهجير سكان القطاع مرفوض من قبل الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي وضح ذلك في أكثر من مناسبة أن أرض فلسطين للفلسطينيين ولا مساس بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية.
فيما أكدت الدكتورة تمارا حداد المحللة السياسية الفلسطينية، أنه بعد طلب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المستوى الأمني ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي بوضع خطة للتعامل ميدانيا وعسكريا لمنطقة رفح لعدة أسباب يرونها امنية وسياسية و لتحقيق الأهداف التي وضعوها في رفح والمتمثلة بالقضاء على الكوادر البشرية والميدانية للمقاومة الفلسطينية وانهاء لواء واربع كتائب لحركة حماس ولواء لسرايا القدس وبقية الكتائب المقاتلة في قطاع غزة وايضا الوصول إلى المحتجزين الاسرائيليين الذين بحوزة المقاومة الفلسطينية بحجة أنهم في رفح وايضا تحقيق التجهيز الهندسي لبناء مناطق أمنية عازلة تمتد من بيت حانون شمالا حتى جنوب رفح بالإضافة إلى التعبئة الجغرافية حيث يعتبرون أن الوصول إلى رفح بمثابة مكسبا سياسيا وشعبيا وأمنيا وعسكريا ويعتبرونها اهم من شمال ووسط قطاع غزة، إضافة إلى قتل الحاضنة الشعبية للمقاومة بعد أحداث قتل ومجازر وتجويع ممنهج بحق المدنيين الفلسطينيين، إضافة إلى محاولة إعادة احتلال محور فيلادلفيا والسيطرة الأمنية والعسكرية والسياسية على جميع مناطق القطاع برا جوا بحرا كما قبل عام ٢٠٠٥، بعد وضع الأهداف تم وضع الخطة لإنهاء الجيوب العسكرية للمقاومة الفلسطينية إضافة إلى وضع خطة إجلاء المدنيين الفلسطينيين لكن حتى اللحظة لا يوجد قرار للقيادة السياسية لارجاعهم إلى شمال ووسط القطاع هذا يعني استهداف رفح بالقصف الجوي يعني مجازر بشرية وإبادة جماعية وترسيخ التهجير القسري أما إلى البحر غرقا أو الى سيناء المغلقة نتيجة رفض الجانب المصري لاستقبال اللاجئين حتى لا تنتهي القضية الفلسطينية.
وأضافت في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذا الأمر حول دخول رفح ينذر بخطورة فادحة وتعزيز كارثة إنسانية لذا المجتمع الإقليمي والدولي يحذّر من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة إضافة إلى عدد كبير من المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية لكن اسرائيل مصممة حتى اللحظة لتنفيذ أهدافها في جميع المناطق في قطاع غزة من ضمنها التهجير القسري أو الطوعي المستقبلي بالتحديد بعد ضرب رفح عبر القصف الجوي وانهاء مقومات الحياة في القطاع.
وتابعت: "صحيح جميع المواقف العربية والدولية تسعى جاهدة إلى وقف إطلاق النار لكن الاحتلال لا يتأثر بذلك نظرا لأن أميركا ما زالت تعطي الضوء الأخضر لاستمرار إطلاق النار وإن كانت هناك خلافات بين الإدارة الأمريكية والإسرائيلية لكن خلافات لا تؤثر على مسار إدارة الحرب على القطاع حيث أن نتنياهو معني يتماسك حكومته أهم من إرضاء بايدن، كما أن موقف الشعب الفلسطيني ما زال يرفض التهجير والابتعاد عن أرضه لكن فرض أمر الواقع سيضطروا إلى الابتعاد عن أرضهم خوفا على أطفالهم وحياتهم بالتحديد أصبحوا الآن في جوع وعطش ولا يوجد منازل تأويهم أو تحميهم من قصف جوي أو برد الشتاء أو جوع يقتلهم ضمن سياسة الموت البطيء، لذا توقعي اي فرصة بعد الحرب سيتم التفكير بالتهجير الطوعي وبقاء عدد في غزة لكن سيعيشون ضمن حكما عسكريا أمنيا من الاحتلال كما الضفة الغربية.