في أول زيارة لرئيس تركي إلى مصر منذ 11، وأول زيارة له شخصيًا منذ 12 عامًا، يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القاهرة يوم غد الأربعاء، من أجل إذابة جبل الجليد المتجمد بين البلدين منذ 2013، حيث شهدت انقطاع شبه كامل للعلاقات على مدى هذه السنوات إلا أنه في الأشهر القليلة الماضية شهدت العلاقات بين مصر وتركيا تحسن كبير تبادلت خلالها البلدين الزيارات على المستوى الوزاري، وتتكلل هذه الجهود بزيارة أردوغان إلى العاصمة المصرية.
تأتي الزيارة الرسمية الأولى لأردوغان وهو في منصب الرئيس، حيث أن آخر زياره له إلى مصر كانت في نوفمبر 2012، حينما كان رئيسًا للوزراء آنذاك، ومن المقرر أن يبحث في زيارته الجديدة للقاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، كما ستركز مباحثات إردوغان مع الرئيس عبد الفتاح السيسي القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب البيان الصادر عن الرئاسة التركية، مطلع هذا الأسبوع.
أبرز محطات عودة العلاقات المصرية - التركية:
نوفمبر 2022:
الرئيس عبد الفتاح السيسي يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة القطرية الدوحة، على هامش حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم.
فبراير 2023:
أجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عقب الزلزال الذي ضرب مدينة غازي عنتاب والعديد من المدن التركية في فبراير الماضي أعرب خلاله عن تضامن مصر مع تركيا في مصابها الأليم.
وعقب الزلزال تبادل وزيرا خارجية البلدين سامح شكري، ووقتها مولود جاويش أوغلو الزيارات، ولعب التضامن المصري مع تركيا الذي شمل إرسال مساعدات دورا كبيرا في دفع عملية التقارب قدما إلى الأمام.
مايو 2023:
الرئيس عبد الفتاح السيسي، يجري اتصالًا هاتفيا لتهنئة أردوغان بعد فوزه بولاية رئاسية ثالثة، كما اتفقا "مبدئيًا على "التعيين المتبادل للسفراء".
يونيو 2023:
اتفق وزير الخارجية سامح شكري ونظيره التركي هاكان فيدان على أهمية المضي قدما بمسيرة استعادة كامل العلاقات بين البلدين.
يوليو 2023:
أعلنت تركيا ومصر رفع التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، واتفقا على تبادل السفراء.
فبراير 2024:
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزور مصر للمرة الأولى منذ 12 عامًا بعد زيارته الأخيرة للقاهرة في نوفمبر 2012، وقت أن كان رئيسًا للوزراء.
وكانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبد الله جول في فبراير عام 2013.
غزة في المقدمة.. خبراء يوضحون أبرز القضايا الثنائية بين مصر وتركيا
ويرى محللون أن الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى القاهرة تحمل الكثير من الأبعاد، كما تكمن أهميتها في بحث القضايا الساخنة على الساحة الإقليمية والدولة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة أردوغان إلى القاهرة تأتي في توقيت غاية في الأهمية نظرًا للوضع المشتعل الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط في ظل الحرب على غزة والتوترات في البحر الأحمر.
ويرى عبدالفتاح أن مصر وتركيا ستبحثان سبل الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة، والوقف الكامل لإطلاق النار.
وتابع: "إلى جانب القضية الفلسطينية سيبحث السيسي وأردوغان بناء علاقات قوية بين البلدين في مجالات التعاون الاقتصادي والعسكري، جنبًا إلى جنب مع حل الخلافات العالقة بين الجانبين وبخاصة في الشأن السياسي.
ووافقه الرأي الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد مخلوف، الذي أكد أن زيارة أردوغان للقاهرة تنهي حقبة من الخلافات ويتم التصالح بين البلدين، مشددا على أن التقارب بين القاهرة وأنقرة يدعم الاستقرار على الصعيد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن تعزيز التعاون بين مصر وتركيا من شأنه تعزيز الجانب الاقتصادي والأمني، حيث شهدت العلاقات بين البلدين ارتفاع قيمة التبادل التجاري من 6.7 مليار دولار خلال عام 2021، إلى ما يقرب من 8 مليار دولار في 2022.
ولفت "مخلوف إلى أن الرئيسين المصري والتركي سيكون محور حديثهما وقف العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال على غزة، وسبل وقف هذا العدوان.