أثار الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، موجة رفض وإدانة دولية واسعة، حيث اعتبرت العديد من دول العالم ومنظمات المجتمع الدولي أن هذا الهجوم كارثة إنسانية بكل المقاييس وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
وعبرت العديد من الدول عن إدانتها ورفضها الشديد للهجوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ودعت الصين، إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح "في أقرب وقت ممكن"، محذّرة من "كارثة إنسانية" في حال تواصل القتال.
وقال ناطق باسم الخارجية الصينية في بيان صحفي، إن الصين تتابع عن كثب الوضع في منطقة رفح وتعارض وتدين الأعمال التي تضر بالمدنيين وتنتهك القانون الدولي.
وقالت كندا، إن الهجوم الإسرائيلي البري المحتمل على رفح سيكون مدمرا بالنسبة إلى الفلسطينيين، وأضافت، "ما تطلب منهم حكومة نتنياهو أن يفعلوه، هو المغادرة مرة أخرى، غير مقبول. لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه، ولهذا السبب نحتاج إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم".
وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، عن شعوره بـ"القلق العميق" إزاء احتمال شن هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث "يلجأ أكثر من نصف سكان غزة إلى المنطقة".
وقال كاميرون، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، إن "الأولوية يجب أن تكون وقفا فوريا للقتال من أجل إدخال المساعدات وإخراج الرهائن، ثم التقدم نحو وقف مستدام ودائم لإطلاق النار".
وحذر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، من مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح، مؤكدا أنه يجب أن يستمر الضغط على إسرائيل لمنعها من مهاجمة المدنيين.
وقال بوريل في مؤتمر صحفي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، "الناس في غزة يتعرضون للقصف ولا يستطيعون الهروب والخسائر في صفوف المدنيين داخل القطاع لا تطاق".
وأضاف أن شن عملية في رفح سيمنع وصول المساعدات الإنسانية، وانتقد الأمر الذي أصدره رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بضرورة "إجلاء" أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إلى مدينة رفح في غزة قبل عملية عسكرية إسرائيلية مزمعة هناك.
أدان رئيس كوبا ميغيل دياز كانيل، الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، واصفا إياها بـ"الفظيعة"، وقال الرئيس كانيل عبر صفحته على منصة "اكس": "إسرائيل ارتكبت الإبادة الجماعية، وهاجمت بوحشية المكان الذي لجأ إليه أكثر من مليون فلسطيني".
كما أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها البالغ إزاء هجمات إسرائيل المتزايدة على مدينة رفح واعتبرتها جزءا من خطة طرد سكان قطاع غزة.
وقالت الخارجية التركية، في بيان لها، نشعر بقلق كبير إزاء هجمات إسرائيل المتزايدة على مدينة رفح ونعتبرها جزءا من خطة طرد سكان قطاع غزة.
واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك، أن التوغل الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة، أمر مرعب، وقال تورك في بيان إن أي توغل عسكري محتمل واسع النطاق في رفح، حيث يتجمع نحو 1,5 مليون مواطن من دون أن يتوافر لهم أي مكان آخر يذهبون إليه، أمر مرعب.
وأضاف أن التوغل في رفح قد يؤدي إلى سقوط عدد كبير جداً من الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
من جانبها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن إجبار إسرائيل 1.7 مليون نازح فلسطيني بمدينة رفح جنوب قطاع غزة على الإخلاء مجدداً "غير قانوني، وستكون له عواقب كارثية".
وشددت أنه "لا يوجد مكان آمن يمكن الذهاب إليه في غزة"، كما طالبت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي باتخاذ "الإجراءات اللازمة لمنع المزيد من الفظائع".
بدورها حذرت منظمة العفو الدولية، من "خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك" بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هرباً من القصف".
وقالت المنظمة الدولية، في منشور على حسابها عبر منصة "إكس": إن عدد سكان رفح تضاعف خمس مرات منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، فيما تستعد تل أبيب لشن عملية برية فيها".
وأكدت أن هناك "خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك" برفح، حيث لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هرباً من القصف.