المواد الإذاعية لم تفقد بريقها بعد رغم تطور الوسائل الإعلامية؛ ولاتزال الإذاعة تلعب دورًا مهمًا في عالم الإعلام، ويساهم الاستماع إلى الإذاعة في تنشيط خيال المستمع وتصوره، ويزيد من تركيزه على الكلمات والمقاطع والنغمات.
ويحتفي العالم اليوم 13 فبراير باليوم العالمي للإذاعة، حيث تم تحديده من قبل منظمة اليونسكو عام 2011، وتم اعتماده بواسطة الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام التالي، وأختير هذا التاريخ لأنه يصادف بث أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946.
دور الإذاعة في حياة الشعوب
ويأتي الهدف من الاحتفال بهذا اليوم لزيادة الوعي بأهمية الإذاعة ودورها في حياة الشعوب، وتُعتبر الإذاعة أداة فعالة لنشر المعلومات وتعزيز الحوار الديمقراطي، وتُعطي الإذاعة الفرصة للناس للتعبير عن آرائهم وتوفر محتوى متنوع لجميع فئات المجتمع، ويمكن للبث الإذاعي أن يساعد في رفع مستوى الوعي وتوجيه النقاش حول قضايا هامة.
ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت الإذاعة وسيلة إعلام مهمة جداً، وبدأت الإذاعة كـ "البرق اللاسلكي" وترتبط بتكنولوجيا الهاتف والبرق، ومع التطور التكنولوجي، تحولت الإذاعة إلى منصات جديدة مثل الإنترنت والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية.
وتلعب الإذاعة دوراً هاماً في الوصول إلى الجماعات المحلية النائية والمهمشة، وتسهم في حالات الطوارئ وتعزز الحرية والتفاهم بين الثقافات، وتتماشى الإذاعة مع التغيرات في القرن الجديد وتقدم سبل جديدة للتفاعل والمشاركة، وتستخدم الإذاعة برامجها الإخبارية والحوارية لإعلامنا وتغيير أحوالنا، فاستقبال الراديو أصبح متاحًا بتكاليف منخفضة بفضل الترانزستور.
هنا القاهرة.. افتتاحية الإذاعة المصرية تحمل مشاعر الانتماء للوطن
تعبير حماسي يحمل مشاعر الانتماء للوطن، وكانت من أولى الكلمات التي أذيعت عبر الإذاعة المصرية لأحمد سالم في افتتاحها عام 1934، واعتمدت رسميا العبارة لبدء بث جميع الإذاعات المصرية بعد ذلك، وأحمد سالم هو المذيع الأول في الإذاعة المصرية ومن أوائل المذيعين المصريين، وقد تولوا مع ستة آخرين مسئولية الإذاعة الوليدة ووضعوا أسس عملها.
وشهدت مصر ظهور الإذاعة في منتصف العشرينيات من القرن الماضي، واستمرت الإذاعات الخاصة في البث حتى توقفت في 29 مايو 1934، لتفتح بذلك المجال للمحطة الحكومية التي بدأت البث في 31 مايو 1934، ليصبح هذا اليوم هو يوم الإذاعة المصرية، وفي يوم افتتاح الإذاعة المصرية، افتتحت الإذاعة في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 31 مايو 1934، بآيات من القرآن الكريم تلاوة للشيخ محمد رفعت، تلاها صوت أم كلثوم التي دفعت 25 ألف جنيه لأدائها في الافتتاح.
وفي ذلك اليوم أيضا، أدى المطرب صالح عبد الحي، يليه مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب، كما ضم البرنامج الإذاعي حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأحمد شوقي باشا، كما ألقى الشاعر علي بك الجرام قصيدة معايدة للملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان.
ومر تاريخ الإذاعة في مصر بعدة مراحل، اتسمت كل منها بجوانب عدة: الإذاعات الخاصة، عصر مؤسسة ماركوني، مرحلة التأميم وعصر الثورة، مرحلة الشبكات الإذاعية، وسيادة الإعلام حتى الآن. أجهزة الراديو الخاصة.
رؤساء الإذاعة المصرية :
كان أول رئيس للإذاعة المصرية سعيد باشا لطيف من 1934 إلى 1947، وتلاه محمد باشا قاسم من 1947 إلى 1950، ثم محمد حسن باشا نجيب من 1950 إلى 1952، وعبد الحميد فهمي الحديدي من 1966 إلى 1969.
وفي 1972م تولى محمد محمود شعبان السلطة حتى 1975، تلته صفية زكي المهندس من 1975 إلى 1982، ثم تولى فهمي عمر من 1982 إلى 1988، وخلفه أمين بسيوني من 1988 إلى 1991، وحمدي الكنيسي من 1991 إلى 1991. 1994، وفاروق شوشة من 1994 إلى 1997.
وعاد حمدي الكنيسي من 1997 إلى 2001، وتولى عمر بطيشة المسئولية حتى 2005، وترأست إيناس جوهر من 2005 إلى 2009، ثم انتصار شلبي من 2009 إلى 2011 وإسماعيل الششاطي من 2011 إلى 2011. 2013.
وخدم عادل مصطفى لفترة وجيزة في الفترة من 7 فبراير 2013 إلى 19 يوليو 2013، ثم خلفه عبد الرحمن رشاد قبل أن تتولى نادية مصطفى منصبه طوال تاريخها، والتزمت الإذاعة المصرية بتعزيز الثقافة والإبداع بين الشعب المصري.
رمضان في الإذاعة المصرية :
يعتبر شهر رمضان واحدًا من أهم الشهور في العام لوسائل الإعلام، وتهتم القنوات الإذاعية في هذا الوقت بتقديم أفضل الأفكار والبرامج المتاحة لها، وشهدت الإذاعة تحولات نوعية بعد 6591 طفرة، حيث تم تقديم العديد من المواد التي تعتمد على العناصر السمعية المذهلة المتاحة في الإذاعة في ذلك الوقت.
وتسعى لتقديم مواد ترفيهية وثقافية ودينية من خلال برامج متنوعة تشمل المسابقات والتمثيليات وغيرها، ومن بين أبرز المواد التي أضفت نكهة خاصة في رمضان هي "ألف ليلة وليلة"، التي تم إبداعها من قبل طاهر أبو فاشا وأخرجها الرائد الإذاعي محمد محمود شعبان، وبدأت الإذاعة المصرية ببث حلقات "ألف ليلة وليلة" لأول مرة في الخمسينيات، وقدمتها زوزو نبيل بدور شهرزاد وعبدالرحيم الزرقاني بدور شهريار، وقد تربت على سماعها جماهير كبيرة
بريق مفقود
وعلى الرغم من تأثير الإذاعة على كل مواطن فلاح وموظف ومهندس ومعلم، وتأثيرها الكبير على مشاعر ووجدان كل شخص خصوصا في حالة الحروب وفترات ما قبل تعدد وسائل الإعلام، إلى أنها في الفترة الأخيرة فقدت بريقها بفضل التطور التكنولوجي والفضائي الرهيب، وما أثر على الذوق العام خصوصا في دول الشرق الأوسط ومصر، وعلى النقيض هناك إذاعات عالمية ما زالت تحظى بالمتابعة والاهتمام ومنها راديو فرنسا الدولى وغيره من الإذاعات في أوروبا.