قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، مقدمة برنامج «الضفة الأخرى» ونائب رئيس قطاع الأخبار لملف الإسلام السياسي، إنه من المهم أن نركز على بعض الأمور المهمة في مسار تلك المواجهة، أولها أن إقدام هذه الجماعات على مراجعة أفكارها أو ما أطلقت عليه "تصحيح المفاهيم" جاء بالأساس لتيقن قيادات تلك الجماعات خاصة الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد المصرية أنهم يخضون معركة لا قدرة لتنظيماتهم على الاستمرار فيها أمام دولة قوية بتعبيرهم كما جاء في مقدمة كتابهم الأول للمراجعات "إننا أمام دولة ذات شوكة قوية".
وأضافت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع على “القاهرة الإخبارية”، أن الأمر الثاني ما واجه تلك القيادات من ضغوط وأصوات رافضة لاستمرار التصعيد والمواجهة العنيفة مع الدولة؛ تلك الضغوط الرافضة جاءت من داخل السجون من سجناء تلك الجماعات ومن عائلاتهم، موضحة أن ثالث الأمور التي يجب التذكير بها بقدر ما حدت تلك المبادرات والمراجعات من العمليات الإرهابية وتراجع الكثير من قيادات وأعضاء وأنصار تلك الجماعات عن أفكار وممارسات العنف والإرهاب؛ إلا أن ذلك "التراجع" أو تلك "المراجعة " لم تمنع البعض من العودة لتبني نهج العنف؛ بل والعودة من جديد لممارسة الإرهاب ضد الدولة والشعب المصري، ومن أبرز هؤلاء عاصم عبد الماجد وطارق الزمر، وكان من قادة مبادرة المراجعات ومن الموقعين على كتب تصحيح المفاهيم.
وتابعت: "يهمني الإشارة إلى أن تجربة المواجهة الثانية للإرهاب بعد ثورة 30 يونيو حرصت على أن تكون مواجهة الإرهاب مواجهة مجتمعية شاملة؛ لا تقتصر على المواجهة الأمنية الميدانية، معركة يخوضها المجتمع المصري كله بمؤسساته الأمنية والعسكرية والدينية والفكرية والتعليمية والثقافية، معركة تهتم بالجانب الاقتصادي والاجتماعي من خلال التنمية المجتمعية الشاملة، والتي تقوم فيها المنظمات والجمعيات الأهلية بأدوار بالغة الأهمية في التصدي لأفكار العنف والإرهاب.