نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة في الإبداع الأدبي بين القراءة والكتابة والتدوين لدى الطلبة، وذلك بالتعاون مع مجموعة مدارس الإمارات الوطنية.
سلطت الندوة الضوء على ما حققه الطلبة من نتائج باهرة بفضل التعاون المثمر والبناء بين الأرشيف والمكتبة الوطنية ومدارس الإمارات الوطنية.
واستطاعت الندوة أن تستقصي تجربة الأرشيف والمكتبة الوطنية الرائدة ومشروعه في قياس أثر البرامج الوطنية التعليمية التي يقدمها للأجيال، وأبعادها التربوية والسلوكية والمعرفية لدى الطلبة؛ بمقارنة وضع الطلبة قبل تلقي البرامج التعليمية وبعدها.
وأكد المشاركون بالندوة أن هذا المشروع استطاع أن يعزز لدى الطلبة ملكات الإبداع والقدرة على التدوين، والبحث العلمي والخبرات المعرفية، كما أحدث تطويراً في سلوكياتهم ومهاراتهم واندفاعهم في خدمة مجتمعهم، وهذا ما برهنت عليه المشاريع الطلابية التي كانت ثمرة التعاون بين الأرشيف والمكتبة الوطنية ومدارس الإمارات الوطنية.
وقالت الدكتورة حسنية العلي مستشار التعليم في الأرشيف والمكتبة الوطنية -التي أدارت الندوة وشاركت فيها: بلغ عدد الطلاب الذين شملتهم عملية القياس أكثر من 800 طالب، وقد برع الكثير منهم في الكتابة القصصية التي تجلى فيها الإبداع الأدبي من حيث اختيار الأفكار، وأساليب طرح الموضوعات، وظهرت مهارات بعض الطلبة في مشاريع بحوث الهوية الوطنية، والتي كشفت عن الحسّ الوطني لديهم، وهكذا فقد بدأت مواهب الطلبة تتكشف وتتبرعم في مجالات التدوين واللغة العربية أيضاً، وذلك بمجمله عزز لدى أبنائنا المشاركين في هذه التجربة الثقة بالنفس وهذه البذرة الحقيقية للتنشئة الوطنية السليمة.
وشكرت مستشارة التعليم مدارس الإمارات الوطنية على حسن تنسيقهم ومتابعتهم، وأشادت بجهود فريق العمل في الأرشيف والمكتبة الوطنية وفي مدارس الإمارات الوطنية، وأكدت أن التنشئة الوطنية وتعزيز المعارف لدى الطلبة في هذه السن المبكرة تؤهلهم ليكونوا شركاء حقيقيين في بناء مستقبل الوطن ومجتمعات المعرفة.
وأشادت الأستاذة أمينة طالب الجابري مسؤولة المناهج الوطنية في مدارس الإمارات الوطنية بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية كشريك في إعداد النشء، ورفده بالمعارف المناسبة، ومما يبرهن على ذلك إبداعات الطلبة في مشاريع الهوية الوطنية التي جاءت ترجمة صادقة لتحقيق وتطبيق أعلى معايير الجودة في إعداد وتنفيذ البرامج التعليمية التي تلبي الاحتياجات التعليمية للطلبة وترسخ قيم ومبادئ الهوية الوطنية، وهي تسهم في إعداد قيادات مستقبلية مؤهلة تستطيع تحمل المسؤولية وخدمة مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في الخمسين عاماً القادمة.
أما الأستاذ وسام الدين محمود منسق الدراسات الاجتماعية ومن المنسقين الأوائل في هذا المشروع، فقد تطرق إلى التشجيع الذي يلاقيه الطلبة من الأرشيف والمكتبة الوطنية، مشيداً باندفاعهم ومنافستهم من أجل التميز وإثبات الذات، وشكر الأرشيف والمكتبة الوطنية على ما يقدمه للطلبة وللمشرفين والمنسقين سواء بشكل مباشر على صعيد المعلومات، أو بالاستفادة من مرافق كمكتبة الإمارات الغنية بالمصادر والمراجع المتخصصة بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها، وقاعة الشيخ زايد بن سلطان التي تفتح صفحات مهمة من تاريخ الإمارات أمام الطلبة، وأشاد بدور الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي يشارك في تنشئة الطلبة واكتشاف المواهب ومتابعتها، منوهاً إلى أن مشروع قياس أثر البرامج الوطنية التعليمية التي يقدمه الأرشيف والمكتبة الوطنية للأجيال يعد منظومة فريدة، وأما هذه الندوة فهي تأكيد على متابعة المشروع حتى يؤتي ثماره.
وتحدث الطالب عبد الله البناي عن جهود الأرشيف والمكتبة الوطنية ومدارس الإمارات الوطنية المتضافرة والتي لمس نتائجها في مجال تطوير المواهب والكشف عنها، وفي إدارة أوقات الفراغ وإمكانية الاستفادة منها، وترسيخ العلاقات بين أبناء المجتمع؛ مشيراً إلى فضل أولياء الأمور بدعمهم للطلبة الذي يتطلعون لاكتساب المعارف والمزايا الإيجابية من هذه المنظومة الفريدة.